هاشمية الهاشمي تكتب: السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
المجتمع الكويتي عرف منذ القدم بصلابته وتكاتفه وتعاضده ، فالأسرة الكويتية جزء من المجتمع الكويتي الكبير والذي عرف عنه متكاتفا منذ القدم حيث يتميز بتقارب الأهل والأصدقاء والجيران معا ..
والمشاركة في جميع المناسبات الاجتماعية ، ومواجهة التحديات والحفاظ على إستقلالية وحرية الوطن كبناء الأسوار العالية قديما .. فكم من غزو ومعركة دار رحاها حول الكويت من البر ومن البحر، ولكن بفضل تكاتف وترابط الأسر إستطاعوا ردع كل معتد طامع .. ومن المعارك معركة الرقة والرقعي والصريف وفيلكا والجهراء والرقعي الخ .. وانتهت بالغزو الصدامي …
في جميع الحروب ومجريات الأحداث .. الشعوب تعاني الفقد والإعتداء والحرمان وانتهاك الحرمات والخسائر ..
ماذا لو جعلنا جل إهتمامنا إحتياجات الناس واستقرارهم وطمأنينة أحوالهم بإسقاط ماعليهم من قروض وديون ، والتي أثقلت بسببها كاهل كل مواطن ومواطنة .. تلك فرحة عامرة تخرجهم من ضيق الى فرج .
وهل تعلمون جزيل ما تقدمونه ؟ هي غرس يقطف ثماره في الآخرة ، فمن ثابر للقيام به نجا ومن أغلق عنه ندم ، فنحن نعمل لنتحد ونشارك لنبقى دوما الشعب الأقوى .
حتما ستكون إرادتنا قوية وكلمتنا واحدة وجمعنا مترابط وأيدينا متشابكة .. وبسبب موقعنا وثروات أراضينا ، جميعهم يدعون بأننا جزءا منهم ولكن تبقى أسوارنا سدا منيعا لجميع الأطماع .
وتبقى إسقاط القروض والديون من أماني الناس فهي أساس إستقرارهم ، والمدين لا يهنأ في حياته وإجازته السنوية بسبب القروض والديون ، فالجميع يعاني بلا شك ، وإستجابة الجهات المعنية لتلك المطالبات .. قد تعزز بنا السيكولوجية الصامتة أو الفرحة المتوفاه ، فتصبح أكثر شفافية ومرونة .. فالشعب الكويتي عانى الكثير بسبب الغلاء والفساد والسرقات وتراجع عجلة التقدم والرفاهية في حياتنا ،فنحن شعب عانى مالم يعانيه شعوب أخرى يقدم لها أموالنا على طبق من الفضة ..
قال تعالى في كتابه الكريم : ” وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا “
وهناك ثغرة هامة يجب تداركها والعناية بها .. فكثير من الشعوب تعمل في الكويت وتتمتع بأموالنا ، بينما أبناء الكويتيات لا تقبل الحكومة توظيفهم في الوزارات ، وليست لهم درجة ثابتة في التعيين الوزاري منذ فترة طويلة .. وهناك بعض الأسس يجب مراعاتها وعدم الإستهانة بها، فتوزيع الأرزاق والثروات بالعدل من قوائم ديننا الإسلامي والإنسانية عنوان مجتمعنا .
يجب أن نعمل على إحياء العقل والعاطفة معا ، لكي نكون من أسعد المجتمعات ، بعيدون عن إقصاء ذوي الحق .. فلم لا نكون ؟؟
الإسلام دين عبادة وعمل وإنتاج .. فكل إنسان يرزق بما كتبه الله له ، ولن يستطيع أي إنسان بأن يأخذ مالا لم يكتبه الله له ..
إرادة الشعب وكرامته بحاجة الى جميع مكونات المجتمع الكويتي من أبناء المواطن وأبناء المواطنات ،بغض النظر عن الأصول والفروع ..
ولو كانت (( البصمة الوراثية )) يعمل بها حتى يومنا هذا لإكتشفنا شعوبا من وراء البحار حصلت على الجنسية الكويتية بإمتياز وبكل سهولة .. فالأموال متوافرة لدى الجميع تشترى بها الجنسية ، وهناك فئات من النفوس الجشعة والتي تعمل في وزارة الداخلية وتستهين بهوية الوطن مقابل شراهة المال .. تبا لهم
ولوأحصيت أعداد المزورين بالوزارات فهم آلاف عديدة وقد انغمسوا في التزوير إسما وإثباتا وعملا وهوية .. ومن طالب بوقف العمل بالبصمة الوراثية ،ليس لأجل خصوصية العائلة ، بل لأجل التستر على هوية المزورين وإستمرارية إستملاكهم لمنافع عديدة كالسكن والوظيفة والعلاج بالخارج ، والإستفادة من قرض بنك الإئتمان حيث يصل الى المائة ألف ..أليس ذلك هدرا ؟ بينما ينتظر البعض توظيفهم لفترات طويلة تصل للسنتان تقريبا ..
فاحرصوا على الإستفادة من ذوي الخبرات وتوظيف الأبناء ، فمن واجبنا الاهتمام بهم .. فالسماء لا تمطر لهم ذهبا ولا فضة .
بقلم : هاشمية الهاشمي
Twitter : @H_ALHASHEMMI
Email : [email protected]