كيف تمتلك قوة الـ «لا» لتملك قرار نفسك؟
نضطر في بعض الأحيان إلى الموافقة وقول “نعم” رغم أننا نرفض هذا الشيء سرًا، ونشعر بأننا لا نملك الطاقة التي تساعدنا على القيام به، أحيانًا نقول لأنفسنا “هل أنا مُضطر على ذلك؟”، ثم نُخبر أنفسنا أننا نفعل ذلك من أجل مصلحة شخص آخر، ولكن عندما تُصبح “موافقتك” ضعيفة سيعاني الجميع، لأن موافقتنا ستكون مفيدة ويصبح لها معنى إذا كنا قادرين على قول “لا”.
هل هناك أي مناطق في حياتك لا تشعر أنك قادر على القيام بالخيار الحر فيها؟ ربما فكرت أنك لا تفعل أي شيء لم تقم باختياره، ولكن لا تتسرع في الإجابة وفكر جيدًا، تذكر كم من مرة طلب منك فيها أحد أصدقائك المقربين مساعدته خلال إجازتك، أو تلك المرات التي تطلب منك فيها والدتك تناول الطعام معك فتوافق لإرضائها رغم أنك لا تشعر بالجوع.
إذا كنّا نشعر بأننا لا نستطيع الرفض وقول “لا”، ستصبح موافقتنا على أي شيء أمراً إجبارياً وليس خياراً.
تذكر كيف تصرفت في المرة السابقة التي اضطررت فيها القيام بشيء لم ترد فعله حقًا، نعم كنت تشعر بالسأم والاستياء، وتقوم بالأمور دون شغف، وربما كنت تعد الدقائق والثواني في قرارة نفسك، متمنيًا أن ينتهي الأمر في أسرع وقت ممكن.
وحتى إذا كنت مضطرًا على الموافقة لا تقلق، لا يزال أمامك فرصة لإنقاذ نفسك وتحويل موافقتك الضعيفة إلى أخرى قوية، أمامك خياران لفعل ذلك.
-الخيار الأول: قدم اقتراحات بديلة
قد لا تتمكن من قول “لا” أو رفض طلبات بعض الأشخاص، خاصة وأنك تحبهم وتجمعك بهم علاقة قوية، فأنت بالتأكيد تحب والدتك، وصديقك المقرب أو وظيفتك، وتقبل القيام بأمور لا تريد فعلها لإرضائهم، إلا أنه ليس لديك الوقت، أو الطاقة، أو القدرة على القيام بما يطلبونه.
وللخروج من هذا المأزق يمكنك تقديم الأعذار أو تعويضات مثلاً أخبرهم بأنك ستود القيام بما يريدون ولكن الأسبوع المقبل، أو قل “أعتذر فأنا مضطر إلى العمل لوقت متأخر في اليوم”، أو مثلاً “سأصطحبك إلى أحد المطاعم الشهر المُقبل للاحتفال بعيد ميلادك أو زفافك”.
-الخيار الثاني: كن مسؤولاً عن تصرفاتك
والسؤال الحقيقي هنا هو هل تفضل أن تكون مسؤولاً بالكامل عن تصرفاتك وأفعالك، أم أنك تريد جعلهم هم المسؤولون عن الأشياء التي تقوم بها؟، ما يضعنا هنا أمام الخيار الثاني، والذي يتمثل في:
يمكنك تحويل موافقتك الضعيفة إلى واحدة قوية ومفعمة بالحيوية والطاقة، كل ما عليك هو أن تقوم بتغيير طريقة تفكيرك وتعاملك مع الأمور، والقيام بتحويل ذهني ضخم يساعدك على الرفض دون الشعور بالذنب أو التردد.
قُل لنفسك “رغم أنني وافقت على القيام بذلك، إلا أنني لن أكون متحمسًا لقيامي بهذه الأشياء، لذلك عليّ الرفض حتى أتمكن من الاستمتاع بوقتي، وكي أكون قادرًا على مساعدتهم بشكل يفيدهم أكثر في المرات المُقبلة”.
في كلتا الحالتين، فإن زميلك، أو والدتك، أو صديقك المقرب سيتستفيدون أكثر، وتذكر أنك إذا كنت لا تشعر بأن الأمر الذي يطلبون منك القيام به لا يستحق بذل جهد إضافي فأنت مدين لنفسك ولهم بالرفض وقول “لا”.
تذكر أنه لا عيب أبدًا في قول لا، ولكن يجب فعل ذلك بطريقة صحيحة وباستخدام الكلمات المناسبة حتى لا تؤذي علاقتك بالآخرين، أو تجرح أحدًا.
المصدر:
مواقع