كتاب أكاديميا

شهد البياع تكتب: أليس

تأكدتأليسان هذا اسوأ شتاء مر عليها منذ سبع سنوات، فقد فقدت الكثير خلال الاشهر الماضية. تحدثتأليسذات الثلاث و العشرون عاما إلى نفسها و قالت:
لا ادري، فلم يمر على اعوامي الثلاث و العشرون أسوأ من هذه السنة، لا يوجد أي بصيص أمل، لا يوجد اي سبب للسعادة، سوى أن الأقنعة تتساقط عن وجوه من ظننت أنهم أقرب الناس إلي“.
فقدتأليسعشقها لتفاصيل كانت تزيد من سعادتها خلال اليوم، لم تعد تحتسي الشاي الأخضر بالنعناع المفضل لها قبل النوم و بشكل يومي، حتى أنها قد نست اين يوضع الشاي الأخضر!!
لم يعد باستطاعتها أن تشعر ببهجة قدوم الشتاء كما كانت تنتظره الاعوام السابقة، لم يعد هناك أي سبب يدعوها للبهجةأصبحت مهمة الاستيقاظ و الدخول في نوم عميق و مواجهة البشر من أصعب المهام بالنسبة لها..
كانتأليسأكثر الناس إشراقا و بهجة، كانت تحب حياتها، كانت متحمسة للعمل في مجال دراستها بعد ما تخرجت و لكنها لم تكن تدري ما ينتظرها من مآسي و خيبات أمل لا نهائية.
بدأت ملامح الشباب و السعادة تتلاشى من روحها شيئا فشيئا ثم تلاشت من وجهها بالكامل إلى أن أصبحت ملامح وجهها هشة بلا روح بتاتا! وردت في ذهنها أفكار انتحارية لعلها تتحرر بالموت من كل ما يؤذيها، فلم يكن بعض من حولها قادرون سوى على تدميرها و إشعارها بأنها ضعيفة و غير قوية، لم يكن في بالهم ما يصيبأليسعندما يحدثونها بهذا الشكل و بهذه النبرة المليئة بالاستحقار!
كانت تقول لنفسها أن هذا الوقت سيمضي، هذا الوقت سيمضي!كان الفراغ الذي بداخلها و الناتج عن الخوف يزداد مع مرور الوقت و يكبر شيئا شيئا، ذلك السجن الأسود الذي أحاط بها،
كانت الهموم و الاحزان التي بداخلها أعظم من أن يستوعبها أحد من هؤلاء أصحاب القلوب الباردة عديمة الرحمة التي لم تكن وظيفتهم سوى التقليل من شأن فتاة تواجه عواصف الدنيا بمفردها ولازلت في مقتبل العمرأصابها الاكتئاب فهي بشر ليست حائط فلاذي يستقبل ضربات المطرقة ولا يخدش!
أحدثكم أنا، من أكتب هذه الكلمات، أرجوكم و رجاء خاص؛ إن لم يكن باستطاعتكم أن تكونوا مصدر بهجة و قوة و سند قوي لمن حولكم، يكفي أن لا تكونوا سببا في أذيتهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock