كتاب أكاديميا

محمد العجيل يكتب: انت والأشجار

سرت بين الاشجار في يوم من ايام الخريف وكنت اراقب تساقط الاوراق بعد اصفرارها ، لقد كان المشهد مألوفاً واعتاد عليه الكثير من الناس.
لكن في تلك اللحظة ، جال في خاطري شيئاً وتساءلت لما نحن لسنا كالاشجار ؟
تغيير الأشجار اوراقها كل سنة مع حلول الخريف وتبدأ بالنمو مرة اخرى مع اوراق جديدة وسنة جديدة ، لم تتمسك الأشجار بأوراقها بل تركتها تنساب مع الهواء وتذهب حيث تشاء .
لقد ادركت الاشجار بفطرتها الربانية ان التغيير سنة من سنن الله في الكون ومن يقف او يعاند هذه السنة سيشقى ويتعب في حياتة بكل تأكيد .
ثم قلت لماذا نتمسك بأشخاص يسسبون لنا التعب وكأن البشرية على وشك الانقراض ؟ ولماذا نتمسك بمكان او منزل او قطعة اثاث او حتى بعض الملابس خشية تغييرها ، او لأنها تذكرنا بمواقف وايام سيئة او جميلة ؟
لماذا لا نترك كل شيء ونبدأ من جديد مثل الاشجار ، ثم ادركت ان الاشجار ليست وحدها التي فهمت سنو التغيير والانتقال بل حتى الطيور فأنها تهاجر كل سنة شمالاً وجنوباً ، حتى تستطيع اكمال حياتها وتغيير ريشها.
لقد اهلكنا الركود في مكان واحد ومنزل واحد وبيئة واحده والتمسك بكل شيء خوفاً من التغيير حتى اصبحنا جثث تمشي على الارض .
ان الماء الراكد لا يصلح للشرب ، كذلك الانسان الراكد لا يصلح للعيش ، فقم الان وابدأ التغيير.
محمد العجيل


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock