خالد الغريب يكتب: تنبؤ المستقبل قد يجعلك تفقد الوعي
إن توقع كيف سيكون المستقبل أشبه بالمستحيل. فنحن نبني تكهناتنا وتوقعاتنا على الأسس العلمية وعلى مدى تطور التكنولوجيا التي لدينا والتي في أحيانٍ كثيرةٍ لا تصيب, وهذا إن دل على شيءٍ فأنه يدل على أن البشر لا يمكنهم توقع المستقبل. ومهما حاولنا جاهدين فعل ذلك فأنه بلا فائدةٍ تذكر. فماذا عن الكوارث الطبيعية التي تقع من دون أي سابق أنذار؟ وماذا عن الأوبئة التي تنتشر هنا وهناك؟ وماذا سيحدث للكواكب والمجرات؟ والقائمة لا تنتهي. فإنه لأمرٌ مسلمٌ به أننا لعاجزون عن توقع المستقبل, ولكن الأنسان طماع وفضولي بطبيعته . وعلى أية حال, ففرص إكتشافنا لطرقٍ تسهل علينا إكتشاف الفضاء وإكتشاف علاجٍ لأخطر الأمراض الموجودة والتي تهدد بفناء البشرية, وأضف إلى ذلك إمكانية إكتشاف مصادر جديدة للطاقة؟ فإنها لأمورٌ واردة جدا لا ماحالة. وإن تمكننا من الرجوع ألفة سنةٍ إلى الوراء وجعلنا أحد الأشخاص من تلك الحقبة أن يلقي نظرة على تقنياتنا الحالية من مبانٍ ضخمة وأبراج شاهقة وسيارات فارهة وطائرات عملاقة فإنه بلا شك ستخونه العبرة وسيفقد الوعي من هول ما رآ ولا عجب من ذلك فأنه لم يألف هذه التكنولوجيا ولم تكن متوفرة في زمنه آن ذاك. وفي واقع الأمر إننا في عصرٍ أعتدنا به أن نرى كل جديد وكل ما هو غريب أو كما نظن. وإننا بتطورٍ مستمرلن لن يتوقف أبداً فماذا تخبئ لنا طيات المستقبل يا ترى؟
خالد الغريب
طالب جامعي تخصص انجليزي وترجمة ومهتم بأمور عديدة منها الكتابة واللغات والأعلام