هاشمية الهاشمي تكتب: تويتر بين الحقيقة والوهم
بمناسبة الذكرى السنوية لإنضمامي لعالم “ تويتر “وهو الخامس عشر من أكتوبر من كل عام .. فقدطلبت الشركة المؤسسة بأن أكتب “ تغريدة ” بهذه المناسبة فغردت بكلمات جميلة تروق لها الآذان والقلوب .. تلك الشركة تأسست في عام 2006م ومن مؤسسيها : جاك دورس ونوح غلاس وآخرون ..وقدأصبح تويتر من أشهر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم ، فسمحت مؤخرا بكتابة مائتي وثمانون حرفا للرسالة الواحدة ، فهي تسهل ظهور التغريدةوالبحث عنها .. ثم إعادتها وحذفها في الوقت نفسه .
أما تويتر العربي فهو ملك لشركة ” فضاءات ميديا ليمتد ” ومقرها العاصمة لندن بالمملكة المتحدة ، وقد إنتهزت الشركة المؤسسة لبرنامج تويتر إنتشارصناعة الهواتف الذكية ، فباشرت بزيادة عرض أسهمها في السوق لإنتعاشه ومن ثم عرض البرنامج على الهواتف الذكية والذي نال إعجاب الكثيرين بتوصيل الفكرة والمعلومة الهامة الى أكبر عدد من الجماهير ..
ولتقوية شبكة الإرسال والمحادثات اللاسلكية عمل البعض على إنشاء ” أبراج الإتصال ” فوق سطح المنزل ، بالإضافة الى وجود الواي فاي ، والذي أصبح جل إهتمامنا الكمبيوترات وتويتر والهواتف النقالة وعامة البرامج الأخرى والتي إعتدنا مزاولتها ، فلو علم البعض مدى خطورتها لأزالها فورا .. فالأبراج تبث ذبذبات تسبب الصداع الشديد وضيق التنفس وضرر بالجينات وضعف الذاكرة وتشوه الأجنة في الأرحام وجميع أورام السرطان ، كذلك الواي فاي يجب وضعه في غرفة منعزلة إحتياطا من الذبذبات الخطيرة .
ونتمنى أن يكون هناك المزيد من الحرية في التعبير والكتابة وأن يحظى الجميع بتقدير تغريدته .. أملا أن يلاقي المشترك المزيد من التيسير ووضوح الكلمة وتوسع نمط النقاش وفتح مجال تعدد الآراء لأكبر عدد من المشتركين داخل البلاد وخارجه ..
والأفضل إستثمار أوقات الفراغ بطرح ما يشغل الشارع من قضايا محلية هامة والإستماع للحلولالمطروحة ، والنقد الصحيح واللاذع بلا إحراج ، فالتواصل يجب أن يشمل جميع أفراد المجتمع بشكل عام والإسهام بنشر ثقافة العلم والمعرفة وتداول المعلومات ..
فقد أصبح تويتر ملاذا للجميع .. للتاجر والمعلم والعامل .. للأطباء والمرضى ، للمهارات اليدوية وبعض الإبتكارات التي تصنع في البيوت ويتم الإعلان عنها ، وإعلانات المستشفيات والعيادات الطبية ، والأطباء الزائرين لبعض التخصصات والجراحات التي تعلن عنها ، وأخرى يستعلم عنها المرضى ، وإعلام ” بنك الدم الكويتي “ عند الحاجة لبعض فصائل الدم .. كفصائل الدم النادرة في الحالات الحرجة والتي لاتتوفر في حينها ، ويتم الإعلان عنها للأفراد والمستشفيات عامة ..
تبرعوا فتلك فضيلة من الفضائل وإحياء لحياة المرضى فقطرة الدم هي : حياة جديدة
ومن العبث نقل معلومة ما بطريق الخطأ .. فهناك من يقوم بنشرها وتصديقها وإعتمادها ولو كانت ” كذبة شنيعة ” إلا أن بعضا من جهلاء “ تويتر “يعترف بكل تغريدة ، وإن قيل له : ( بأن البحر سوف يعالج ماؤه ويصبح حلو المذاق ) فسوف يصدق تلك الأكذوبة .. كتلك الألعاب الخادعة التي تداولت بين الأطفال وترسخت بأذهانهم .. وفي نهاية اللعبة يطلب منه الإنتحار ويخيل له بأنه إنتصر هكذا، فهذه من الخدع والأكاذيب التي تسرق أذهان الطفولة ،وميول الشباب .
ومنذ فترة ظهرت فئة من الناس يتحدثون عن الفاكهة والخضراوات الطبيعية ، ويشرح علنا بأن تغيير لونها بتفسيره معناه ” مرحلة الخطورة “ وقد تؤثر على المخ والقلب وقد تودي بالإنسان ومن الأفضل رميها ..
بحثت في سياق هذه الإدعاءات عن هذه المعلومة في الكتب الآتية: الطب النبوي، والطب المجرب ، وطب أهل البيت ، وطب الإمام علي عليه السلام وكتاب الشفاء .. ولم أجد لكلامهم أي شيئ يذكر، لا من قريب ولا من بعيد ، ولا تفسير فيما يدعون .
فمن نعم الله تلك الفاكهة والخضراوات الطبيعية والتي هي بمثابة علاج وشفاء لبعض الأمراض المستعصية ، ولله الحمد والمنة ..
لذا يجب على هؤلاء توجيه النقد لشركات اللحوم المهدرجة والتي تصنع من الغضاريف والجلودالملوثة أطعمة للوجبات السريعة ، والتي تصاحب أمراضا خطيرة على المدى البعيد .. ومن أخطأ في نقده ، فقد أضاع الطريق ..
وبعض من المغردين يعمل على إنشاء عدة حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لكي يقوم بالرد السيئ على بعض التغريدات التي لا تروق له ،ويشارك في الإحتجاجات كذلك .. لذا أنشأت الكويت “مركزا للجرائم الألكترونية“ للوقوف على العادات السيئة والتصدى لمن قام بإنتحال صفة شخصية قيادية ، وإلحاق الأذى بهم عن طريق نشر إدعاءاتغير صحيحة .. والعياذ بالله
كما أن هناك بعضا من الدول عانت بسبب ظروفها الاقتصادية والإجتماعية بعض الممارسات ..كالتجمعات والإحتجاجات كما حدث في ليبيا ومصر وسوريا وايران ، واتخذوا من تويتر وسيلة لتوصيل خططهم في النشر السريع ، وفي التحريض والتجمع وإلقاء الخطب والتي من شأنها تحريك الشارع العام نحو مزيد من الفوضى والشغب بين المتضاهرين ، إلا أن بعض الدول قامت بحضر برنامج “ تويتر “ بسبب تدخل جهات خارجية في شئونهم ، كما هو الحال في بعض الدول الآسيوية ..
شعار تويتر هو ( الطائر الأزرق ) المرح والمتجول هنا وهناك .. فلتكن تغريداتنا جميلة وهادفة ، ذات معان وعبر ، بعيدا عن أذى الآخرين وإنتقادهم ، وليكن حسابك مميزا كمغرد حر طليق ..
بقلم : هاشمية الهاشمي
Twitter : @H_ALHASHEMMI
Email : [email protected]