فهد المهدي يكتب: وين كنا ووين صرنا بكرة اليد
شهدت كرة اليد الكويتية فترة ذهبية استمرت لما يقارب العقد من الزمن، دامت خلالها السيطرة على القارة الآسيوية لمنتخب الكويت، ففاز بكأس القارة الآسيوية عدة مرات، وتأهل لنهائيات كأس العالم مرات ومرات، حتى بات لدولة الكويت مقعد دائم في البطولة العالمية، وحتما إن تلك الإنجازات المتتالية لم تأتي من فراغ، بل هي نتاج عمل إداري وفني متكامل سطرته مواهب لاعبي المنتخب من بطولات وإنجازات متتالية عاما بعد آخر، وأسس له دوري تنافسي قوي بين الأندية المحلية كان خير داعم لـ «الأزرق». بعد هذه السيرة الناصعة البياض من الإنجازات على مدى أكثر من عشر سنوات ،ظهرت خلافات إدارية ألقت بظلالها على مستويات منتخبات الكويت الوطنية وخرج البعض منها خالي الإنجاز من جميع البطولات ولم يحقق الطموحات المرجوة منه التي أذهلت ليس فقط الشارع الرياضي الكويتي بل جميع من كان محبا ومتابعا «لأزرق اليد» خارجيا.فإن مشكلة كرة اليد الكويتية الأولى ليست فنية ،وإنما هي إدارية بالدرجة الأولى فهذه المشاكل الإدارية زرعت انشقاقات بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة اليد بين أغلبية وأقلية، بشكل له أول وليس له آخر بسبب الجمع بين المناصب،والدليل على ذلك أن الدوري المحلي يشهد توافر أعداد كبيرة من اللاعبين الجيدين وأجهزة إدارية وفنية متميزة،و المشكلة في كيفية الإدارة، وضخ دماء جديدة في الإتحاد أصبح مطلبا ملحا أكثر من أي وقت مضى.فتطبيق الإحتراف الكلي كذلك بات ضرورة أكثر من أي وقت مضى، فهو المنقذ ليس لكرة اليد فقط وإنما لجميع الألعاب ، وأضيف على ذلك على المسؤولين أن يضعوا الأمور في نصابها الصحيح، كما عليهم التعلم من الدروس وتطور الحياة، فاللاعب اليوم – باستثناء لاعبي كرة القدم – لديه ما يكفي من المشاغل والمحفزات التي تبعده عن ممارسة اللعبة، الأمر الذي يجعل اللاعب يفكر مليا قبل الذهاب للنادي وهذا ما تعانيه أغلب الأندية، ولولا الإحتراف الجزئي فإنهم يواجهوا عزوفا كبيرا للاعبين، الأمر الذي يعود بنتائج وخيمة على جميع الألعاب، واليوم وعلى الرغم من وجود احتراف جزئي فإني أرى عدم انضباط لعدد غير قليل من لاعبي الأندية سواء في حضور التمارين أو المباريات، وهذا ما يظهر ضعف اللياقة البدنية للاعبين وزيادة أوزانهم وفقر إمكاناتهم الفنية.