محمد بن خواش يكتب: لوسيفر / حامل الضياء
“وليام غاي كار” يشرح في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) دور اليهود (النورانيين) في تأسيس جماعات سرية لها عدة أهداف هدّامة من ضمنها صنع الحروب والثورات التي تدمر الأوطان وتهلك الشعوب وتضعف الأديان، كما يبين بأن هدفهم الرئيسي هو إنشاء حكومة عالمية موحدة أو (ما يسمّى بالنظام العالمي الجديد) وذلك ليتمكنوا من تنصيب زعيمهم (لوسيفر / حامل الضياء) ملكاً على الكون و إلـٰهاً على هذه الارض. ولوسيفر هو إبليس.
“وليام غاي كار” هو باحث كندي وأستاذ جامعي متخصص بالآثار القديمة وبالعلوم (التوراتية)، وقد عاش فترة من الزمن في فلسطين ودرس خلالها بالجامعة (العبرية) في القدس، ويجيد وليام اللغتين العربية والعبرية، وهو ضابط سامٍ في البحرية الإنجليزية والكندية، اشترك كضابط بحري في الحربين العالميتين الأولى والثانية وكان لتجاربه ومشاهداته في تلك الفترة بالغ الأثر عليه مما دفعه للبحث والتقصي عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الثورات والصراعات التي أدت إلى إشعال تلك الحربين العالميتين وما آلت إليه البشرية من خراب ودمار جراءهما، واستمر وليام بعملية البحث والتقصي زُهاء أربعين عاماً، بعدها قام بإصدار أول مؤلفاته عن ما توصل إليه من حقائق و واصل نشاطه بعملية كشف أسرار (النورانيين) بكل عزم وشجاعة، وأصدر عدة مؤلفات أهمها (أحجار على رقعة الشطرنج) إلى أن توفي سنة 1959م في ظروفٍ غامضة.
يشَبِّه وليام تحكم اليهود (النورانيين) بالعالم، باللاعب المحترف الذي يسيطر على أحجار الشطرنج ويحركها كيفما شاء، وقد تمكنوا من ذلك عن طريق سيطرتهم على البنوك العالمية وتجارة الذهب و وسائل الإعلام والجماعات السرية التي يصنعونها ويزرعونها في كل دولة، ويستعرض وليام في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) الوقائع التاريخية التي تدل على تدخل النورانيين في الثورات والحروب ابتداءً من القرن السابع عشر مروراً بالثورة الإنجليزية والفرنسية حتى إنشائهم (أي النورانيين) الفكر الشيوعي المتمثل بالإتحاد السوفيتي والصين وإنشائهم الفكر الرأس مالي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، ليكوّنا فكرين متضادين متحاربين، وصولاً إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية.
بداية القصة كانت في القرن التاسع عشر في ألمانيا، حيث ظهر شخص يدعى “يوهان آدم وايسهاوبت” وهو أستاذ لاهوتيٌ مرتدٌ عن المسيحية، استؤجر من قِبل المرابين المؤسسين لمؤسسة روتشيلد، من أجل إعادة كتابة البروتوكولات القديمة على أسسٍ حديثة، وقد قام وايسهاوبت برسم مخططٍ يقضي بتدمير جميع الحكومات والأديان وذلك عن طريق تقسيم الشعوب إلى معسكرات متنابذة تتصارع إلى الأبد، ويجب تسليحها وتدبير حادث في كل فترة لتنقض تلك المعسكرات على بعضها فتضعف بعضها البعض، محطمةً الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية، ولتحقيق تلك الغاية أسس وايسهاوبت محفل “الشرق الكبير” كمركز القيادة السري لجماعة النورانيين، وضم إليه أبرز المتفوقين في كل المجالات، وقد حدد هدفهم وهو إنشاء حكومةً عالميةً موحدة أو (ما يسمّى بالنظام العالمي الجديد) وذلك ليتمكنوا من تنصيب زعيمهم (لوسيفر / حامل الضياء) ملكاً على الكون و إلـٰها على هذه الارض.
ومما يجدر ذكره أن سويسرا لم تنضم لأي منظمة عالمية بما في ذلك الإتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة، ولم تنضم لأي حلف سواءً أكان عسكرياً أم اقتصادياً أو حتى سياسياً، وبالرغم من ذلك لم يتجرأ أحد على أن يمسسها بسوء، وبقيت قرابة خمسمائة عام بلا حروب، فالنورانيين كانوا قد استثنوا سويسرا من مخططاتهم في إثارة الحروب والفوضى فتلك هي إحدى برتوكولات حكماء صهيون التي تقتضي وجود مكان آمن يحمي ثرواتهم من الحروب التي يشعلونها، وهذا المكان يكون في نفس الوقت نقطة جذب لثروات الجوييم (وهو الاسم الذي يطلق على غير اليهود) بحيث تصبح تلك الثروات في يد النورانيين متى ما قامت حربهم العالمية الثالثة المنشودة.
الكثير منّا قد يعتبر ماورد في هذا الكتاب مجرد خرافات ولكن كثير مما ورد في هذا الكتاب نراه واقعاً ملموساً في عصرنا الحالي، فعلى سبيل المثال إذا ما تدبرنا أحداث الربيع العربي من جهة وتدبرنا الثورة الإنجليزية والفرنسية والروسية من جهه أخرى وقارناهم جميعاً لوجدناهم شبه متطابقين ، فالداعم لكل الثورات هم اليهود (النورانيين) والمنفذين جماعات سرية أسسها النورانييون كما أن الأسلوب في قيام الثورة هو نفسه.
قراءة كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) يساعد من يريد أن يفهم ما يجري في منطقتنا العربية وفي العالم ككل.
محمد بن خواش
Email: [email protected]
Twitter: @mrq8i11
Instagram: mr_q8i111