بيزنس إنسايدر: كيف تستطيع أن تتعلم أي شيء بسرعة أكبر؟
التعلم في حد ذاته مهارة.
ونحن بحاجة إلى أن نبرع فيها، لأن الأدوات التي نستخدمها في القيام بأعمالنا تتغير وتتطور باستمرار.
في أحد المواضيع التي نُشِرت مؤخرًا على موقع كورا Quora.com، طرح أحد المستخدمين سؤالًا: ما هي إستراتيجيات التعلم التي يتبعها الأشخاص سريعو التعلم؟ نعرض لكم أفضل تلك الأفكار، جنبًا إلى جنب مع أحدث الدراسات حول تحسين الإنتاجية أدناه، كي تساعدكم في تحسين عملية التعلم.
1. لتفهم مشكلة ما، عليك طرح السؤال “لماذا؟” 5 مرات
يعرض الكاتب إيريك رايس في كتابة “The Lean Startup” طريقة “لماذا 5 مرات” للوصول لجذر المشكلة. فالفكرة هنا الوصول إلى السبب الكامن وراء المشكلة السطحية -والتي غالبًا ما تكون مشكلة بشرية أكثر من كونها خطأ فنيًّا.
إليك مثال افتراضي لطريقة “لماذا الخماسية” لتتعرف على طريقة عملها:
“في إصدارٍ جديدٍ تعطلت أحد الخواص للمستخدمين
– لماذا؟ لأن أحد الخوادم Server تعطل.
– لماذا تعطل؟ لأن أحد الأنظمة الفرعية غير المعروفة استخدم بطريقة خاطئة.
– لماذا استخدم بطريقةٍ خاطئةٍ؟ لأن المهندس الذي استخدمه لم يعرف كيف يستخدمه بشكل صحيح.
– لماذا لم يكن يعرف؟ لأنه لم يتم تدريبه مطلقًا.
– لماذا لم يتم تدريبه؟ لأن مديره لم يؤمن بتدريب المهندسين الجدد لأنه وفريقه مشغولون للغاية.
وبطرح السؤال “لماذا؟” خمس مراتٍ، يقول ريس يمكننا حينها اكتشاف أن الخطأ الفني اتضح في النهاية أنه خطأ إداري بشري بالأساس.
2. التزم دائمًا بموقف إيجابي
يقول أليسون وود بروكس –أستاذ جامعي بكلية هارفارد للأعمال- قلقك وخوفك من أنك لن تكون قادرًا على تعلم شيء هو استثمار فقير لطاقتك العقلية.
تضيف أليسون: “القلق يحُول دون استكشافك حلول حقيقية وأنماط التفكير الحقيقية التي تؤدي بك بالضرورة إلى حلول”، لكن عندما تشعر بالرضا عن ما يمكن أن يحدث، تكن عقليتك موجهة للبحث عن فرص؛ “لذا تبدأ بالتفكير في كل الأشياء الجيدة التي من الممكن أن تحدث، وحينها على الأرجح ستتخذ قرارات وإجراءات من شأنها أن تجعل هذا العالم الذي تخيلته واقعًا”.
3. لا تتعلم فقط عن الأشياء، إنما مارسها
لا يمكنك تعلم رياضة الجولف من الكتب فحسب، إنما تحتاج للالتحاق بنادٍ للتدرب عليها،كما يقول مارك هاريسون أحد مستخدمي موقع كورا ورئيس قسم التكنولوجيا في شركة فاندينج نايت المالية البريطانية: “لا يمكنك تعلم روبي أون ريلز – وهي منصة برمجية لتطبيقات الإنترنت مفتوحة المصدر مبنية على لغة روبي– من كتاب فحسب، إنما تحتاج أن تنفذ وتنشئ موقعًا لتتعلمها”.
4. اعثر على خبيرٍ، ثم اسأله عن خبراته
إذا أردت أن تتعلم موضوعًا ما، تناقش مع خبير في هذا المجال يمكنه أن يشرح لك. ادعه لتناول وجبة الغداء، واسأله بشأن حرفته. يعتبر تيم فيريس مؤلف كتاب “The 4-Hour Workweek” أستاذًا في تلك الطريقة؛ فكلما حاول تعلم رياضةٍ جديدة، يسعى للتواصل مع أقرب فرد من بين معارفه حاصل على ميدالية في تلك الرياضة، ولتكن الميدالية الفضية حتى، ويرتب لمقابلته، ومن ثم يبدأ استجوابه بشأن التقنيات والطرق المتبعة في تلك الرياضة.
5. احصل على أصدقاء يمكنك الاعتماد عليهم
ابحث عن شخص آخر يحاول بناء مهارة مثلك –سواء كانت تسلق جبل أو عزف آلة التشيللو أو حتى الطبخ على الطريقة الفرنسية– وشاركه عملية التعلم. ويوصي مارك هاريسون بتحديد أوقات منتظمة لتتحقق فيها من مستوى تقدمك معه، سواء كان ذلك في مقابلةٍ شخصيةٍ أو حتى عن طريق سكايب.
6. عندما لا تفهم شيئًا، قل ولا تخجل
إليك نصيحة أُخرى يوصي بها مارك هاريسون.. عندما لا تفهم شيئًا في اجتماع ما، تقدم وارفع يديك، واطرح السؤال التالي: “معذرة، هل يمكنك توضيح السبب؛ لماذا؟” فكما يقول الأغبياء فقط هم من سيفكرون أن ذلك التصرف غبي، بينما الأذكياء سيعجبون بذلك الفضول.
ويقول مورتيمر أدلر في كتابه “How To Read A Book” إن التعلم إلى حدٍّ كبيرٍ هو أمر يتعلق بإدراكك متى تحديدًا تشعر بالحيرة في أمر ما، وما يتبع هذه الحيرة.
7. كرر، ثم كرر، ثم كرر…
فالممارسة لا تمكنك فقط من التَمَيُّز في استخدام شيء، إنما تُكسِبُك سرعة في أداء المهام. ويرجع ذلك إلى أنه عندما تكرر فعل أمر ما، أنت بذلك تقوي الروابط بين خلايا المخ.. بالضبط مثل تعلمك الحروف الأبجدية عندما كنت طفلاً؛ التكرار ثم التكرار.
كما يقول أحد المستخدمين ويدعى هوانج مين هاي -طالب بمدرسة الطب في شانغهاي-: “التكرار يؤدي إلى ما يعرف بـ”التشابك الشَرطي” ويضيف أنه مع التكرار يسمح المخ للممرات العصبية بالانطلاق أسرع من أي وقت مضى، فمن خواص المخ أن به لدنية تسمح له بالتطويع والتكيف الشبكي. لذلك على مدى فتراتٍ طويلةٍ يخلق التكرار استدعاءً فوريًّا للمعلومات. لذا، يمكنك تذكر الحروف الأبجدية والأرقام بسرعة فائقة. لكن، حاول أن تقرأ الحروف الأبجدية بالعكس، وستجد صعوبة أكبر في تذكرها.
8. لا تكتبها فقط، وإنما أرسمها وخططها
كتب دان روم كتابين عن التفكير البصري “The Back of the Napkin” و”Blah Blah Blah“، وتستعين به شركات كبرى مثل جوجل و إيباي وجينرال إليكترونيك ووال مارت كاستشاري لاستكشاف “نواحي المعرفة التي لا يمكن التعبير عنها لفظيًّا”.
فالكلمات والصور يكملان بعضهما بعضًا
عادةً، الطريقة الأفضل لحل المشكلات وتوليد الأفكار تنطوي على مزيجٍ من الكلماتِ والصورِ معً..” ويضيف دان روم: “عندما تضيف الصور، فأنت تضيف طبقاتٍ وأبعادًا للفكرة، والتي من المستحيل تحقيقها بالاعتماد على الكلمات فقط. فهي طريقة لترسيخ فكرتك، لكن أيضًا للحفاظ عليها في صورةٍ لينة قابلة للتعديل”.
ويمكنك فعل هذا من خلال “خرائط العقل” أو رسم المخططات التي عادةً ما تُحدد بصريًّا الأفكار المترابطة.
9. تعلم الأمور الصعبة في بداية اليوم
أثبتت الدراسات أن قوة الإرادة محدودة. كبشر، لدينا الكثير منها في بداية اليوم، لكنها تنضب مع اتخاذنا العديد من القرارات، ومقاومة العديد من الإغراءات على مدار اليوم. ولهذا السبب تحديدًا يعتبر التسوق أمرًا مرهقًا للغاية. لذا، إذا كنت تتعلم لغة جديدة أو أداة موسيقية جديدة أو أي شيء آخر معقد للغاية في تعلمه، حدد ميعاد تعلمه أول شيء في جدول أعمالك اليومية، بحيث تكون طاقتك العقلية في أوجها.
10. استخدم قاعدة 80\20
تنص قاعدة 80\20 على أنك تحصل على قيمة 80% من خلال أدائك 20% فقط من العمل. ففي مجال الأعمال، 20% من العمل تنتج تقريبًا 80% من النتائج المرجوة منه. وسريعو التعلم يطبقون نفس هذا المنطق على مناطق دراستهم وأبحاثهم.
يضرب ستيفان جيروم -أحد مستخدمي الموقع، وطالب بجامعة ليتشستر بإنجلترا- المثل ويقول:
عندما أنظر إلى كتاب ما على سبيل المثال، ألقي نظرة على صفحة المحتويات، وأقوم بعمل قائمة من 1 إلى 5. بحيث يكون 1 هو الفصل الأكثر صلة بالموضوع، وهكذا الأقل، فالأقل. وعندما أطّلع على شريط فيديو تعليمي، عادةً ما أتخطاه إلى منتصفه، حيث يتم عرض العمل أو التقنية التي يدور حولها الفيلم. ثم أرجع لبداية الفيلم لأعرف السياق والمبادئ.
وحسب وصفه تعتبر هذه طريقة فعالة، إذ يتم هدر معظم بدايات تلك الفيديوهات بالعروض والمقدمات، إضافة إلى أن معظم الكتب هي عبارة عن طبقات وحشو بهدف تلبية متطلبات ترتبط بحجم الكتاب فقط. لذا مع قليلٍ من المكر والحيلة يمكنك استخراج معظم المعرفة التي تريدها من تلك المواد باستثمار جزء بسيط من وقتك.
المصدر: ساسة بوست