كتاب أكاديميا

سعود المطيري يكتب: أهمية إنشاء مراكز مصادر التعلم

يقاس تقدم الأمم بمدي قدرتها على امتلاك التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في جميع مجالات الحياة ، فقد أصبح تطبيق التكنولوجيا من الأسس والمبادئ العلمية في الواقع الميداني ، و ضرورة أساسية في جميع المجالات ، كما أصبحت مكوناً أساسياً من مكونات العملية التعليمية، وقد ساعد على ذلك تنافس شركات الإنتاج لتقديم أشكال متعددة ومتطورة من المواد والأجهزة التعليمية التي تعين المعلم في كافة مراحل التعليم ، على تقديم خبرات ثرية وتنظيم مواقف تعليمية نابضة بالحياة، وقد ترتب علي ذلك أيضاً إدخال علم تكنولوجيا التعليم كمكون أساسي في برامج إعداد وتدريب المعلم علي كل المستويات التعليمية وأصبح هذا العلم له مفاهيمه ، ومجالاته ، ومناهج البحث فيه، والتي أدت إلي إفراز أنماط عديدة من تكنولوجيا التعليم .ومن الملاحظ على العالم في الوقت الراهن أنه يمر بسلسلة من التطورات المتلاحقة، أدت إلى تغيرات في جميع مجالات الحياة بنواحيها المتعددة، ومنها الجانب التعليمي، الذي يمر في الفترة الحالية بمرحلة انتقالية تعصف بالطرائق التقليدية في عمليتي التعلم والتعليم، فهناك دعوات إلى تعلم بدون ورق، وبدون معلمين، ومكتبات بدون رفوف، مما يجعلنا في مرحلة إعادة النظر في طرائق التدريس، وتزويدها بأنواع متعددة ونافعة من مصادر التعلم التي تكون ذات نتيجة فعالة ومفيدة في عملية التعلم، وتدفعها بأسباب التقدم والتطور، لما يعود بفائدة ذات قيمة على المتعلم.ويعتبر تطوير التعليم هاجس كل الدول التي تهتم بالتنمية البشرية وبناء جيل مثقف وواع، وبالتالي تضع هذه الدول كل إمكاناتها البشرية والمادية للوصول إلى آليات تخدم وتساهم في تطوير العملية التعليمية، باعتبار أن أغنى أنواع الاستثمار هو الاستثمار البشري.لذا فإن انشاء مراكز مصادر التعلم موضوع في غاية الأهمية، ، يجب أن يكون مرفقا أساسيا وهاما لا يمكن الاستغناء عنه في المدرسة العصرية خاصة أنها تحوي العديد من أوعية المعلومات الإلكترونية المتقدمة، وذلك لما لها من دور بالغ الأهمية في التكوين الثقافي والتربوي للطلاب ، فهي فضلا عن كونها مركزاً لتجميع مختلف أوعية المعلومات وتنظيمها وتيسير استخدامها لمختلف الأغراض التعليمية والتربوية، فإنها تثري المناهج الدراسية وتخدم أبعادها المختلفة من ناحية وتدعم الأنشطة التربوية من ناحية أخرى . فالهدف الذي من أجله يتم تأسيس مراكز مصادر التعلم هو توفير بيئة تعليمية مناسبة تتيح للطالب الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم وتهيئ له فرص التعلم الذاتي، وتنمي لديه مهارات البحث والاكتشاف، وتمكن المعلم من اتباع أساليب حديثة في تخيط حصته الدراسية ، وتنفيذها وتقويمها . وهذا بطبيعة الحال يتطلب من المعلم تغيير طريقة التدريس التقليدية ( الإلقاء ) وتطبيق طرق تدريس أكثر فاعلية وإتاحة الفرصة للتعلم الذاتي والتعلم التعاوني .


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock