كتاب أكاديميا

نور العجيل تكتب: نقض وعد

تبدين جميلة في الصور حتى مع خدش وجهكِ الذي كتبتِ في مذكراتكِ أنه يزعجكِ،

بينما كنت راقدة في الأمس على ذاك الكرسي

الذي تُحبيه، لو عْلِمت بحجم حبكِ له سعاد لما كان في حديقتنا، أمي كل شيء بطريقةً غريبة أضحى يجذبني إلى الطبيعة منذ قررتِ الرحيل كتبت قررتِ لأنني التمست يقينكِ بالمضي في تلك الصفحات

لربما لو كنتِ اليوم معي لما سمحتِ لي بقراءتها

أسفة لروحكِ الجميلة، استلقيت على ذاك الكرسي أخاطبكِ متيقنة بأنكِ تسمعيني وبأنكِ تريني كنت حين طفولتي أظن بأن قطرات المطر ما هي إلا دموعكِ تنهمر مع حزني، وما الرياح إلا يديكِ تحن لملامسة يدي التي ما احتضنتيها قط، تقاطع تفكيري الشارد “ميري” : غالية مدام سعاد طلبت مني التخلص من جميع حاجيات والدتكِ.. تنظر لي بنظرات مكسورة وتمد لي كراسة مذكرات كبيرة وعينيها تسترق النظر لنوافذ المنزل،

غالية لو علمت مدام سعاد بشأنه ستطردني أظن بأنه يخص والدتكِ.

قد صنع يومي بحزنه وفرحه، بمواقفكِ المزعجة بلحظات شجاركِ مع والدي.. وحينما ينسى ما قد بدر منكِ لحظات صراع ويعتذر بسويعات.

في الصفحات الأولى قرأت كلمات والدي لكِ

يتلوها كلامكِ العذب رباه أكان يحبكِ لتلك الدرجة؟

أبي اليوم جاف يا أمي.. لم يخبرني مطلقاً بأنه سعيد لعمل قمت به يوماً، حتى مع سعاد يكاد ألا ينطق،

وثلاثة سطور تتوسط قلب الكتاب ليس في هامشه العلوي كلمات ولا في أسفله كلمات، سطور تنفرد كتبتِ:

في الأول من مايو ١٩٩٦

في حياةٍ غالبية مفترق الطرق تكون ظلمات حالكة

أكاد أكون أسطورة حينما تشبثت بحبي الأول

وحصلت عليه عنوة، محظوظة جداً بقلبك.

وفي الثالث من مايو ١٩٩٦

كتبتِ: ليتني صدقت تكهنات أمي وما وافقت على الإرتباط بزير نساء مثلك.

أمي، لم ترثيني ملامحكِ فقط، حتى طباعكِ

تناقضاتكِ، هداوتكِ، ضجيجكِ، وسرعة الفيء التي تجعل أبي يبدأ رسائل حبه لكِ دائماً بأبنتي بدلاً من زوجتي.

كان في الصفحة قبيل الأخيرة تاريخ ليلة مولدي

الخامس من مايو ١٩٩٧

• عزيزي خالد خُلدت في قلبي وعاث حبك في قلبي فساداً، أفسدتني حباً، تدللاً، كنت نعم الحبيب ونعم الزوج، منذ بداية حملي تعتصر قلبي وساويس لهذا التاريخ وكأنني سأرحل لا تجعل من أبننا وحيد، ولا تجعله يتربى في ظل زوجة أب، ولا تحرمه من حناني أنا فلطالما عرفت حناني أنت، حبيبي خالد صاحب أبننا ولا تجعله يكبر بعيداً عنك.

في الصفحة الأخيرة:

أبنتي فزوجتي ما هي إلا وساويس يا غالية، لن أتزوج من بعدك أبداً، وسيكبر أبننا بين يديكِ،

وسأذكركِ بكلماتكِ الساذجة بعد عشرات السنين!.

كلفتكِ عمركِ! ومتِ لحظات ولادتي

لتهبيني جحيم حياة

ليتني ما كنت وما سرقت جنتك وجنة والدي الغريب الذي لا يشبه شخصكِ المفضل قبل اثنان وعشرون عاماً

تنتهي المذكرات وأجهش بالبكاء لأول مرة أشعر بأنكِ قريبة مني، أمي لم يفي بوعده أبي!

جعلني أكبر بين يديها وما عرفت حنانكِ قط،

“ميري” وحدها من كانت تهتم لأمري!

يظن أبي بأنه وفى لكِ حينما أطلق علي أسمكِ في يوم مولدي، يظن بأنه وفى حينما لا يحتفل بقدوم يوم مولدي حزناً عليكِ، يظن بأنه وفى لكِ حينما بغض سعاد!

يخالجني سؤالاً قاهر ماذا لو كنتِ مكان أبي أكنتِ ستفعلين ما فعل؟

@nooral3jeel

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock