يوسف عوض العازمي يكتب: التعليم .. والتوجهات السياسية!

” العلم رأس مال لايفنى ”
( إبراهام لنكولن )
تدور أحيانا” نقاشات و حوارات حول مستوى التعليم العالي والجامعي في دول عربية معينه ، والنقاش او الحوار حول مستوى التعليم ، بل ويتعدى الأمر بأن الشك في كيفية النجاح وهل هو حسب الأصول الأكاديمية أم لا ؟ ، بشكل آخر هل الطالب يأخذ شهادة عليا من تلك الدول بطرق مشروعة أم لا ؟
قبل أن ادخل في السياق ، لأتحدث عن جامعة الكويت والجامعات الخاصة بالكويت ، اعلم ويعلم المتابع بأن تصنيف جامعة الكويت متأخر جدا” ولايليق بدولة مثل الكويت والتي تقدم دعما” هائلا” لجامعتها الحكومية من كل النواحي ، لكن تلك الجامعة الحكومية الوحيدة لايمكنها قبول كل من يحمل الثانوية العامة ، او من يرغب بالماجستير ، او من سيواصل للدكتوراه ، والأسباب كثيرة ، اهمها القدرة الإستيعابية ، أما الجامعات الخاصة فهي تعتمد أساسا” على البعثات الداخلية من قبل وزارة التعليم العالي ، وأيضا” رغم الدعم الكبير لم تستطع الجامعات الخاصة إستيعاب بقية الطلبة ، لعدة اسباب ، وبالطبع التصنيف للجامعات الخاصة اقل بكثير من تصنيف جامعة الكويت حسب ماهو معلن ..
أي أنني قبل ان ادخل في باب النقد بدأت من الداخل قبل الخارج ، وهنا لن اتحدث مطلقا” عن مستوى الجامعات في الدولتين العربيتين المقصودتين ، لكني سأتحدث بطريقة مختلفة حتى لا نبهت احدا” او نظلم واعوذ بالله من ذلك ..
حتى نضع النقاط فوق الحروف ، وبكل شفافية ، فإن النظرة تكون مليئة بالشك حول حاملي الشهادات العليا من هاتين الدولتين بالذات ، لماذا ؟ : لإنه بين الفينة والأخرى يصدر تحذير او تعليمات حول الدراسة هناك ، و أيضا” نقرأ ونسمع عن إحتجاجات طلابية جراء التعسف الذي يمارس على الطلبة في تلك الجامعات ، من حالات الرسوب الجماعي وغيره !
وحتى اسعى لمصداقية اكثر ، فحتى الجامعات الأجنبية لاتخلو من التعسف ، ولا من بعض التجاوزات ، بل ان التجاوز يتعدى الجامعات العربية في بعض الظروف ، لكن الفرق عندما يتقدم حامل الشهادة الأجنبية والعربية وجامعة الكويت ، ستجد الفرق في القبول نسبة إلى البلد الذي جاءت منه الشهادة ، وليس على قوة الجامعة علميا” واكاديميا” !
واضح أن التساهل ان غض النظر عن الطلبة بإستكمال الدراسة العليا بهذين البلدين العربيين هو توجه و هدف سياسي لم ينظر به بناحية علمية أو اكاديمية ، وهذا ذلك ظلم للدولة قبل الطلبة ، إذ كيف تصدق الشهادة و تدرجها في الملف الوظيفي لحاملها وأنت تعلم بأن المستوى اقل من المطلوب ؟
سمعت أن وزير التربية و وزير التعليم العالي في صدد إصدار قرار بوقف السماح للطلبة للدراسة في بلد عربي ، بسبب ملاحظات معينة ، فإن صدق الخبر ، كيف سيتم التصرف مع آلاف الطلبة الذين هم على وجه التخرج والذين مازالوا يدرسون في تلك الدولة ؟
هل نعيد قضية منع دراسة الحقوق في مصر ، ومن ثم السماح بها بعد حكم قضائي ؟ ، هل يراد بنا ان نصل إلى هذا الأمر ؟ ، قرارات متسرعة ومشاكل و قضايا !
في رأيي المتواضع أن تسمي الوزارة الأمور بمسمياتها ، وتؤشر على الجامعة السيئة ، لا ان تعم على جامعات بلد كامل يدرس فيه آلاف الطلبة الكويتيين ممن لم تستوعبهم الوزاره اصلا” ، واضطرتهم للذهاب بعيدا” !
أو ان تفتح افرع للجامعات وفق معايير معقولة ، لإستيعاب الآلاف الذي سوف يستكملون دراساتهم الجامعية والعليا ، مادام ان المؤسسات الأكاديمية بالكويت لا تستوعبهم .. وبذلك يتحقق التوجه السياسي ( إن وجد ) ومصلحة الطلبة في آن واحد ..
يوسف عوض العازمي ..