فيصل العارضي يكتب: سقيت زرعٍ على عوجٍ
لا بد ان نعرف مراحل التعليم في الكويت قبل اتخاذ القرار : هذه المراحل يقوم فيها الكثير إلا من رحم ربي ففي مرحلة رياض الأطفال يتعلمون الرقص والغنا , – إذا كان رب البيت للدف ضاربا … فشيمة أهل البيت كلهم الرقص- , فلا يتعلمون لا خلقاً ولا قيمة ولا مهارة مما دعا الكثير من أولياء الأمور إلى العزوف عنها , وأما في المرحلة الابتدائية يندر ما تقوم الهيئة التدريسية بتعليم الأطفال خصوصاً في الصفوف الأولى بحجة أن قرار الوزارة يفرض اجتياز الطالب , واما الصفوف المتقدمة في هذه المرحلة فتسعى لإنجاحه إما لتأنيب الضمير لتقصيرها فيما مضى أو لإرضاء المديرة للمعلومة نسب النجاح مهمة عند مدراء المدارس وإن كلفهم ما كلف ألا لعنة الله على النسب التي ضيعت أمه . واما المتوسط فيتساهلون في وقت الاختبارات بحجة إن الطالب ضحية الابتدائي ولا أعلم أين دور المعلمين عندما أتتهم مشكلة الطالب بعدم القراءة او الكتابة “لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ” , فيجتاز الطالب مرحلة المتوسط ثم ينتقل إلى المرحلة الثانوية فيبدا ولي الأمر باختيار مدرسة بمواصفات معينة كمعرفة معلم في المدرسة , فيبدا المعلم باستقبال الطالب الذي وُصي عليه إما لإرضاء المدير او إرضاء المجتمع أو للتكسب الانتخابي , فكانت الصدمة عند أولياء الأمور والمعلمين بقرار التدوير – بالمناسبة عندما وضع الوزير قرار منع الطلاب الغش في الاختبارات جعل الطلاب يدرسون حتى قال الدماغ “يا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا” فمن اجتاز وانتقل إلى الجامعة إن كان مجتهداً ففي وقت الاختبارات يصبح الناسخ الضوئي (سكنر) اما إن كان في سبات عظيم فيأخذ خطوات مختصرة بالبحث عن من يعرف الدكتور او من يستنفع منه الدكتور وللأسف أن بعض الدكاترة يستغلون الطلاب حيث يكلف الطالب في البحث – لم يسمع عنه الطالب ولم يتعلمه طوال مسيرته التعليمية – فيقوم الطالب بسؤال زملائه “أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ” فيرشدونه إلى المكاتب لعمل البحوث للحصول على الدرجات وعند تسليم البحث يجمع الدكتور البحوث ويعيد صياغتها ثم يقدمها بإسمه للحصول على الترقيات او غيرها من المنافع , فهذه نبذة عن طالب صنع في الكويت والله المستعان . ذكرت مراحل التعليم بصورة ميسرة ومختصرة , ليس من باب الانتقاد , ولكن لمعرفة الجراح حتى نداويها , أليس من الظلم أن يطلب من هذه المخرجات اختبار التوفل أو الايلتس , فيا معالي وزير التربية والتعليم , لما لا نعيد ترتيب الأوراق ومعرفة نقاط الضعف لمعالجتها ونقاط القوة لتعزيزها , فليس عيب معرفة أننا أخطاءنا ولكن العيب الاستمرار بالخطأ , فبدلاً من قرار التوفل او الايلتس لما لا يكون هناك حصص تعلم الطالب البحث وكيفيته , او حصص تزرع القيم في نفوس طلابنا التي فقدها مجتمعنا , وارجوا إن اردت اتخاذ قرار يختص بالتعليم ان لا ترجع إلى المنظرين بل ارجع إلى الميدان التربوي لانهم هم من في ساحات القتال , لما لا يتم عمل لقاءات مع المعلمين ومعرفة انتقاداتهم ومقترحاتهم والله الموفق
بقلم : فيصل ملفي العارضي