ضاري الشريدة يكتب: مَنْ يحفظ هيبة المعلم؟
مسلسل الاعتداءات على المعلمين لم ولن يتوقف، طالما هناك حملات منظمة تهدف لكسر هيبة المعلم، والحد من الصلاحيات التأديبية والعقابية للمؤسسات التعليمية، الأمر الذي سينتج في المستقبل جيلاً غير مسؤول ولا يريد الوقوع تحت طائلة أي نوع من أنواع الضوابط والتهذيب. كما أن الاعتداء الأخير هو برأيي امتداد لحالة الاستهجان التي شنها بعض الطلاب وأولياء أمورهم، استنكارا للقرارات المرتبطة بحالات الغش لأنهم يرونها مجحفة.
أنا على يقين بأن أي قرار أو قانون لا يكون صارما، إلا بسبب وجود حالة من التمادي في ارتكاب المخالفات، وتحول تلك المخالفات إلى ما يشبه الظاهرة السلبية التي قد تنعكس على الدولة أو على قطاع كبير فيها، سواء في المجال التعليمي أو غيره من المجالات الأخرى.
الطالب الذي أقدم على الاعتداء على مدير المدرسة، إما أنه يريد ممارسة الغش خارج كتاب الضوابط الجديدة لوزارة التربية، أو أنه قد حصل على ضوء أخضر ضمني، بسبب حالة التذمر التي يعيشها مع محيطه، احتجاجا على قرارات وزير التربية.
الآن نحن بانتظار تشريع خاص، يكفل ويحفظ للمعلم كرامته الإنسانية والوظيفية السامية، من قبل مجلس الأمة ووزارة التربية، سواء كان معلما كويتياً أو وافداً، فالاحترام والتقدير لهذه المهنة لا يُجزأ حسب الجنسية ما دامت الرسالة واحدة.
المؤسسات التعليمية بحاجة إلى اهتمام أكبر، إذا كانت هناك نية صادقة لدى الحكومة لتحقيق نهضة مستقبلية وتنمية بشرية، فالقضية ليست قضية مادية ومبان جديدة فحسب، وإنما هناك أمور معنوية أخرى قد تكون أكثر أهمية من المنشأة التربوية الحديثة والوسائل التعليمية، احفظوا للناس كراماتهم فتلك مسؤوليتكم الأخلاقية والدستورية، فلا أحد يرغب بتكرار حادثة شرطة البيئة، أو الاعتداءات الطلابية تجاه المعلمين والإداريين في مدارسنا
المصدر : جريدة الرأي
الكاتب : ضاري الشريده