ا.د محمود داود الربيعي يكتب: فلسفة التربية الدنية والرياضة
إن العالم اليوم يعيش عصر المعلومات والإتصالات بحكم ما يتميز به هذا العصر من ضخامة ما يملك وينتج من معلومات وخبرات ومن سعة ويسر في الاتصال ، هذا فضلاً عن كون هذه المعلومات والخبرات وهذا الاتصال قوة كبيرة في دفع الانسانية المعاصرة الى الأمام وفي إرتياد أفاق جديدة في الكون والمجتمع والاقتصاد والنفس البشرية .
إن المعلومات والخبرات سوف تؤدي الى حياة سعيدة كريمة ، فيما لو قدمت للأفراد لكونها ذات قيمة في حياتهم ، كما يحيونها يومياً ، فالمعلومات والخبرات القيمة تمكن الشخص من أن يحيا حياة ذات غرض أسمى ، وتكون في نفس الوقت شائقة متدفقة .
وبما إن التربية ظاهرة محافظة بطبيعتها فإن تحويلها يواجه صعوبات لكونها مرتبطة بالإطار التقليدي للمدرسة والمعلم والصف والطالب ، ولهذا نجد بقايا النظرة البدائية للتربية ، التي ترى فيها مجرد ترويض خاضع للفرد ، وتعدها في نهاية وسيلة لتدريب الطالب على عادات مجتمعة وتقاليده وأعرافه . إلا إن المفهوم الحديث للتربية يجب أن لا يبقى أسير تعليم القراءة والكتابة وشحن العقل بالمعلومات ، بل هي تطوير للقدرات العقلية والجسمية والمهارية والخلقية للمواطن وجعله يتكيف مع مجتمعة يساير التطورات العلمية الحديثة ومستجداتها التي بدأت تغزوا النظم التربوية في العالم المتقدم ، مما حدى بالتربويين البحث عن بدائل ليكونوا قريبين من كل ماهو جديد ومفيد .
وتحظى أهداف أو أغراض التربية بالتقدير دون شك إذا عرف الشخص في أي اتجاه يجب أن توجه الخبرات التربوية . فالمهمة الأولى للتربية هي المحافظة على الحكمة والمعارف النامية ، وعلى طموح الجنس البشري ، وأن تعزز ذلك كله وترعاه وتعمل على الارتقاء به ، وأن يصبح في متناول الأجيال المقبلة .
ويمثل التفكير الفلسفي أعلى مستويات التفكير ،ومن ثم فهو نظام يجب على كل العاملين في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة أن يفهموه، والتعرف على بعض الاعتبارات الواجب ملاحظتها عند وضع فلسفة تعليمية أو تدريبيه أثناء قيامهم بالمهام والواجبات الموكلة إليهم .
لذا وجب عليهم معرفة فلسفة التربية البدنية وعلوم الرياضة وتأريخها، ومناقشة العناصر التي تكونها ودراسة الفلسفات الشائعة التي سادت عبر التاريخ ولم تزل حية حتى اليوم ، ثم ينتقلون الى وصف فلسفة الحياة الطيبة كهدف مقترح للبرامج التعليمية والتدريبية ، وذلك بوضع الدراسات التي تتعلق بالتطبيقات الفلسفية في ميدان التربية البدنية وعلوم الرياضة .
إن مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة يوفر كثيراً من الفرص للأفراد الذين يحبون العمل مع الأطفال والكبار ويميلون الى ممارسة مختلف الألعاب والنشاطات الرياضية ، ويتمتعون بالعمل في الهواء الطلق أو في صالات التدريب المغلقة أو حمامات السباحة ، ويرغبون في خدمة الإنسانية ،ويحيون حياة نشيطة سليمة . وكل فرد يعمل في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة ، أو يود الالتحاق بهذا المهنة ، يجب أن يفهم بوضوح معنى الأسم الذي أطلق على هذا الميدان التجريبي وأوجه النشاطات التي تشكله والمؤهلات اللازمة للشخص الذي يقوم بهذا النوع من العمل ، والفرص المتاحة ، والأعداد المطلوب ، والمسؤوليات المتضمنة فمثل هذا المعلومات تساعد الفرد على أن يفهم فهماً كاملاً الدور الذي يمكنه القيام به في هذه المهنة .
ا.د محمود داود الربيعي
العراق\ بابل\كلية المستقبل الجامعة