سوسن إبراهيم تكتب: وتبقى قُدسنا عروسنا الحوراء
قُدسُنا بعدما اسُتبيحت زُوجت مجبورة لمن استباحها. ها هي تمشي حزينة مطأطئة رأسها والدموع على وجنتيها وكل من يعرفها من العرب تخلوا عنها غيرُ مُبالين وطامعين بمهرها الثمين. عددٌ قليل من وقف إلى جانبها ولم يكونوا إلا حجارة أرضها الطاهرة وفرسانها الذين لا حول لهم ولا قوة.
ها هي تمشي ببطء على ضريح مأتمها وجميع الأعين عليها. تمشي وثوبها ملطخ بدماء الغادرين والبائعين والسماسرة والتجار الطامعين. ها هي تذرفُ الدمع وحيدة بعدما يُتّمت وحُرمت ربيعها وحريتها.
تلاشت ترهات من ادّعوا رفضهم وتبخرت عروبتهم بعدما كُشف زيف استنكاراتهم. مَن لكِ يا قُدسُ من؟ مَن لكِ يا عروس عروبتنا؟ بعدما تخلى العرب عن عروبتهم فما بالك بمن لا يُبال بقدسيتكِ؟!
يا قُدسنا من أين نأتيكِ بعمرٍ الفاروق والذي لن يولد بشجاعته أحد. من أين نأتيكِ بفرسان الحق الذين يغارون على حرماتهم ومقدساتهم. من أين نأتيكِ بصوت لا يبوح ولا يصدح إلا بالحق.؟!!
تكالب عليكِ ضِعاف الأنفس ولم يعد لكِ سوى رحمة الله. نعم!
يا عروسة العروبة اختفت العروبة يوم أسركِ ولم يبقى إلا الوعد بيننا حتى نراكِ ظافرة منتصرة وشامخة فوق رؤوسهم وتبقي قُدسُنا العربية الإسلامية وعروسنا الحوراء.
سوسن إبراهيم محمد