كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: الكويت أجمل بلا نفط

 

 

 

سوف يتساءل الكثيرون كيف تكون الكويت أجمل بلا نفط ؟؟ وهل حقا ستصبح أجمل ؟؟ الكويت جميلة ومعطاءة ، وكلنا فخر بقائد الإنسانية الذي رسم لخارطة الكويت أجمل المعاني وأفضل التسميات ” فالإنسانية عنواننا ” ونتاج البذل والعطاء هو الخير الوفير والبركة فيما تبقى .. فقد تعلمنا من صاحب السمو ” الحكمة ” في العطاء والجهاد بالنفس والمال، فأبناؤنا وبناتنا من الأطباء والممرضين متطوعون يمدون يد العون بالغالي والنفيس للشعوب التي تأكل النار والمدافع كل خيرات أراضيهم .
من الأساسيات التي تستدعي الإهتمام بها ” المشاريع الصغيرة والمتوسطة ” التي تجمع الأفكار الشابة والمواهب الفتية لدى أكبر جمع من شباب اليوم وتشجيعهم على ممارسة مواهبهم وتحقيق جميع طموحاتهم التي من شأنها تكوين مجتمع تجاري وإقتصادي متعاون بأفكار متطورة وقدرات عالية لتحقيق وصايا صاحب السمو بتحويل الكويت الى ” مركز مالي وتجاري ” ولن يتحقق ذلك إلا بمشاركة ومساندة الحكومة لجميع أطياف ومكونات المجتمع ، من كويتيين وكويتيات وأبناؤهم ومن فئة البدون والوافدين من ذوي الخبرة ، فالعمل الجماعي والمشاركة الفعالة تعمل على خلق جو الإنسجام الفعلي بنتائج مبهرة للغاية ..
عندما نتحدث عن كويت الغد .. علينا أن ندرك بأن إستراتيجية المستقبل سوف تأخذ منحنى آخر فكويتنا الجديدة سوف تكون أجمل ويكون التغيير جذريا ، وعلينا أن نتهيأ لهذا التغيير بكثير من الصبر والطاقة ، وعندما ينضب النفط ليس معناه
بأننا سوف نعيش كما عاش أجدادنا في فترة الغوص ، كلا لن يكون هكذا ..
ولكننا سوف نشارك جميعا في تنمية الوطن ووضع آلية قوية أساسها الإعتماد على سواعد الشباب وتعاونهم والعمل على خلق مجتمع متجانس متكامل فكريا وإقتصاديا وإجتماعيا ..
في رحلاتي الى دول عديدة أوروبية وإشتراكية .. رأيت بأم عيني إمرأة طاعنة في السن تعمل في الفنادق ، وتحمل مقاعد ثقيلة من مكان لآخر دون مساعدة طرف آخر وأخريات يقدن القطارات والحافلات الضخمة ، أما الرجال فهم يعملون في عدة أماكن كالمطاعم والأسواق والوزارات والمستشفيات وغيرها ..
وقد لفت نظري في إحدى الدول الأجنبية جميع المواطنين يعملون في جميع الأعمال ولا يوجد لديهم عمالة خارجية .
لنتذكر حياة الأجداد قليلا .. فقد كانوا يعانون الكثير من أجل الحياة والوطن معا .. فكان في الغوص على اللؤلؤ حياة ملؤه المشقة والجهد والمخاطرة ، فقد تمسكوا بكرامة العيش والصبر .. فتلك كفاح الأجداد ، واستمرت حياتهم هكذا .. حتى ظهورالنفط ( الذهب الأسود ) الذي غير مجرى حياتهم من المشقة الى الرفاهية فالماضي لا يعود والذكريات هي سعادة الإنسان وماضي الأجداد .
أما نحن الآن فقد تعودت أفكارنا وطبائعنا على برامج الهاتف الذكي والذي ندون فيه جميع مناسباتنا مع التذكير والتنبيه ، فأصبح من السهل تداول جميع أمورنا عبر الواتس آب .
فلن تقف عجلة الحياة اليومية بنفاذ النفط .. كما أننا لن نتوقف عن إرسال مايحلو لنا وتستمر الحياة جميلة هكذا .. فالتفاؤل من أوجه الخير على البلاد والعباد .
فقد تداركنا بعض المؤشرات الخطيرة مؤخرا بقلة وندرة النفط في السنوات القادمة والتي يترقبها كثير من الباحثون والجولوجيون بخوف وتشاؤم من المستقبل القريب.
فالأمل يكسر حاجز الخوف والترقب ، فهناك الإستثمارات والتجارة الخارجية والتي سوف تساهم وتنهض بإقتصاد البلاد بتنمية فعالة مستدامة الى جانب الإستثمار الحر في البلاد، ومن الأفضل إزالة ” الوكالات التجارية ” التي تحصر التجارة في مجموعات محدودة ، والعكس فإننا بأمس الحاجة الى تجارة واسعة دون قيد لرفع الإقتصاد وتعزيز النقد المتداول والحرص على مكانة الكويت إقتصاديا وسياسيا داخل وخارج البلاد وتشجيع الإستيراد والتجارة بمشاريع متنوعة وكثيرة ، للعمل على خلق مجتمع متعاون جديد ، تجاري وإقتصادي بسياسة مجتمعية راقية يشارك فيه جميع فئات المجتمع ..
توجد بدائل للذهب الأسود “النفط” ويجب علينا إستغلالها بالشكل الجيد ، ومن أهمها ” الطاقة الشمسية ” فهي الطاقة البديلة التي لا غنى عنها مستقبلا ، وقد طبقت من قبل شركات عديدة منها ” شركة نفط الكويت ” ، وتستخدم للإنارة مصابيح خاصة بالطاقة الشمسية ومتوفرة بالأسواق بشكل كبير .
وهناك طاقات أخرى يجب إستغلالها بواسطة أجهزة خاصة تحول طاقاتها الى جهاز فعال لتوليد الكهرباء في بعض الصناعات وفي بعض البيوت ، ومنها على سبيل المثال ” طاقة الرياح الشديدة ” ، وطاقة أخرى في البحر ومع إرتفاع الأمواج تقاس قوة الأمواج وضراوتها بجهاز يسمى ” المحار ” ويعمل تحت سطح البحر بخمسون قدما ويستخدم في إنارة الشواطئ ، وهناك خيار آخر وهو ” المفاعل النووي” فهو ذو كلفة عالية وله عدة عيوب وإنفجاره يتسبب في كوارث بالبيئة والناس معا .. لا سمح الله
فلا خوف من مستقبل كثر فيه النفط أو قل ، وسوف نتهيأ للتغيير القادم بكل سرور وكفاح .. فكويتنا كويت المجد .. والعطاء .. والمحبة

بقلم : هاشمية الهاشمي
Email : [email protected]
Twitter : @H_ALHASHEMMI

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock