ماذا قال الشاب الذي قهر إعاقته وأتم دراسته “محمولاً”؟

استطاع الشاب اليمني محمد حسين السباك، المصاب بإعاقة بصرية وضمور في الأرجل، أن يقهر إعاقته وسوء ظروف معيشته، ليكمل تعليمه ويحصل على مراكز متقدمة خلال مسيرته، حتى الحصول على الشهادة الثانوية.
والد حسين، الذي حكى عن ابنه محمد ومعاناتهم اليومية في سبيل تلقي العلم، في الوقت الذي يصر الأب على حمل ابنه محمد على ظهره، لينقله يومياً إلى المدرسة لتلقي التعليم.
بدأت رحلة حسين السباك يومياً بإيصال ابنه محمد إلى مركز النور لرعاية المكفوفين، محمولاً على الأكتاف، لعدم تمكنهم من توفير تكاليف التنقل والمواصلات بشكل يومي، ليقطع المسافات الطويلة يومياً “ذهاباً وإياباً”، لتحقيق حلم محمد بالتعليم.
ويعيش العم حسين في عائلة مكونة من 16 فرداً، يعيشون في نفس المنزل، نصيبه منهم 4 أولاد و5 بنات، يعاني اثنان منهم من إعاقة جسدية، ولا يوجد للأسرة دخل ثابت يغطي تكاليف حاجياتهم، فالعم حسين يعمل في مجال الأعمال الحرة، والتي لا توفر الاحتياجات الأساسية للأسرة.
وبالرغم من تلك الظروف القاسية، قرر أن يستمر في تعليم ابنه محمد، وعدم حرمانه من تكوين مستقبلة، ليواصل الدراسة لستة أعوام، ولكن تسببت الظروف الصحية وتحول ضمور أرجله إلى إعاقة نظير سوء التغذية، إلى توقف محمد من الذهاب للمدرسة لمدة 5 أعوام في المنزل، لتزداد حالته الصحية سوءاً بتقوس رجليه.
محمد يقول: “قررتُ العودة للتعليم وتحدي إعاقتي، وبدأت رحلتي في العودة للمدرسة منذ 4 سنوات، محمولاً على ظهر والدي، والذي يتحمل عبئا كبيرا في عملية الذهاب والعودة بشكل يومي دون كلل أو ملل”.
وأضاف: “تخرجت في الصف التاسع، وأسعى لاستكمال التعليم الثانوي، ولكن الظروف لا تسمح لكوننا أسرة فقيرة جداً، ولا نستطيع تدبير مصاريف التنقل والتعليم حالياً، ولدي أخت تعاني من إعاقة توقفت عن التعليم بسبب الظروف المادية ووعورة الطريق وعدم توفر وسيلة للتنقل، كما أن إخوتي عاطلون من العمل، بسبب ظروف الحرب والوضع الحالي”.
ويطمح محمد أن يكمل تعليمة والتخصص في مجال الإعلام، لكن المعوقات حالت دون تحقيق طموحاته وتطوير قدراته، داعياً الجهات الخيرية إلى ضرورة التكاتف في دعم رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن، وتوفير مستلزمات التعليم لهم، كونهم عنصرا فاعلا ومؤثرا في المجتمع.
ويتمني محمد أن يتمكن من استكمال العلاج، والتخلص من الإعاقة المزدوجة، وذلك من خلال عملية جراحية تمكنه من العودة للمشي واستكمال حياته وتحقيق طموحاته.
المصدر:
العربية