أخبار منوعة

الفائزون بنوبل الاقتصاد: العملات الرقمية فقاعة

 

منذ انطلاقها، قسمت العملات الرقمية الناس لفئات عدة. فهناك من يؤمن بها لأبعد درجة، وهناك من هو مقتنع بأنها خدعة، والبعض الآخر يكره العملة الرقمية لكنه يحب «البلوك تشين». ومع أن مجموع الآراء المختلفة لا ينتهي، إلا أن نخبة قليلة هي من يمكن الأخذ برأيها في هذا الصدد، وهم خبراء الاقتصاد، وبالتحديد الذين حازوا سابقاً جائزة نوبل للاقتصاد.
فيما يلي ما قاله خبراء اقتصاد فازوا بجائزة نوبل عن العملات الافتراضية (الرقمية):

يرى ريتشارد ثالر وبول كروغمان الحائزان على جائزة نوبل للاقتصاد أن «بيتكوين» ما هي إلا فقاعة من المرجح أن تنهار عاجلاً أم آجلاً.
في مقابلة مع مجلة «إيكو» البرتغالية في شهر يناير الماضي، قال ريتشارد ثالر أستاذ الاقتصاد والعلوم السلوكية في جامعة شيكاغو والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد بفضل مساهماته في الاقتصاد السلوكي إن: «السوق اليي تبدو لي أشبه ما تكون بفقاعة هي بيتكوين وأخواتها». وكمثال على ذلك، أشار إلى أن أسهم شركة لونج آيلاند للشاي المثلج ارتفعت بأكثر من %300 بعد إعادة تسميتها باسم لونج بلوك تشين كورب. وأضاف: «تضيف الشركات «بلو تشين» إلى أسمائها ثم ترتفع قيمتها، ولا أجد أن استمرار الوضع على هذا النحو أمر منطقي».
أما بول كروغمان أستاذ الاقتصاد والشؤون الدولية في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون، والأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، والباحث المتميز في مركز لوكسمبورغ لأبحاث الدخل في مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، فنشر مقالة رأي عن العملات الافتراضية بعنوان: «فقاعة، فقاعة، احتيال ومشكلة»، قال فيها: «هل بيتكوين فقاعة ضخمة نهاية حزينة؟ نعم، لكنها فقاعة مغلفة بالتصوف التكنولوجي داخل شرنقة من أيديولوجية التحرر». ويقارن كروغمان العملات الافتراضية بفواتير قيمتها 100 دولار أميركي، لا تقبلها المتاجر في كثير من الأحيان، لكن تجار المخدرات والمتهربين من الضرائب يحبونها.
في مقابلة أخرى مع «بيزنس إنسايدر» كان واضحاً تماماً عندما قال إنه يعتبر فقاعة «بيتكوين» أوضح من فقاعة السكن.
من ناحيته، يرى يوجين فاما عالم الاقتصاد الأميركي الحائز جائزة نوبل في عام 2013، والمشهور بأبحاثه النظرية والتجريبية في نظرية المحفظة وتسعير الأصول أن: «بيتكوين لن يستخدمها أحد لأنه من الصعب جداً معرفة مقدار ما تحتاجه لتسوية دين […] كما لو أنه ليس لها قيمة ثابتة بالتالي من المرجح ألا تستمر كوحدة حساب. بمعنى آخر، من الممكن أن تصل قيمتها إلى الصفر في مرحلة ما».
ويضم فاما صوته إلى أصوات أولئك الذين يرون أن العملات الرقمية محببة لدى تجار المخدرات والمجرمين. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد فاما أن العملات الرقمية ليس لها أي مزايا واضحة مقارنة بالنقود الورقية.
بالنسبة لخبراء الاقتصاد الآخرين، ذكر روبيرت شيلر الذي يعد من أهم 100 اقتصادي تأثيراً في العالم، والحائز جائزة نوبل في عام 2013 مع لارس بيتر ويوجين فاما عن التحليل التجريبي للأصول الاقتصادية، والأستاذ في جامعة بيل والباحث في المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية، في مؤتمر عقد في ليتوانيا عام 2017 أن: «بيتكوين عملة مثيرة للغاية، وقصة رائعة، فقط لو أنها حقيقية»!
وقارن شيلر العملات الرقمية أيضاً بسوق الأسهم في عشرينات القرن العشرين إذ قال: «سترتفع قيمتها، لكنها ستؤول إلى ما آلت إليه الأسواق في عام 1929».
ففي عام 1929 حدث انهيار وول ستريت، الذي أنذر ببداية الكساد العظيم، الذي دام 12 عاماً، وأثّر على كل الدول الصناعية الغربية.

ستيغليتز
المعروف عن جوزيف ستيغلتز، الحائز جائزة نوبل في عام 2001، تحليل الأسواق بالمعلومات غير المتماثلة مع ذلك، لم لا يمكنه العثور على استخدام جيد لبيتكوين. برأيه، تحاول «بيتكوين» حل مشكلة لم تكن موجودة من قبل. وقال: «لدينا وسيلة جيدة للتبادل تسمى الدولار. يمكننا التداول بها. لماذا يريد الناس بيتكوين؟ للسرية».
وأضاف أن من بين أسباب تفضيل البيتكوين غسل الأموال وتجارة المخدرات الجنائية، قائلاً: «أعتقد أنه عندما يتم تنظيمها، لن يمكنك المشاركة في غسل الأموال وكل هذه الأشياء الأخرى، بالتالي لن يكون هناك طلب على البيتكوين. لذا من خلال تنظيم الانتهاكات، سينتفي سبب وجودها».
من جانبه، يقول بينغت هولمستروم، الذي حاز في عام 2016 جائزة نوبل العلوم الاقتصادية مع أوليفر هارت، لمساهمتهما في نظرية العقد، ويعمل هولمستروم أستاذاً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ عام 1994، إن العملات الرقمية التي تنظمها البنوك قد تكون فكرة سيئة في حال حدوث أزمة. وبرأيه أن الأزمة قد تشهد هروب الأموال من البنوك وتدفقها نحو البنوك المركزية التي ستجد نفسها فجأة تقوم بدور وسيط في السوق، على الرغم من كثرة المعلومات التي بحوزة البنوك. عندئذ سيحتاج البنك المركزي إلى حل لغز كيفية ضخ الأموال في النظام المصرفي.
«هذا مثال على المكان الذي تعتقد أنك تؤدي فيه عملك على نحو جيد، وتوفر الكثير من الأمان، ولكن العواقب ستكون في الواقع كارثية (…) كلما كبرت الكارثة، زادت السلامة في البداية».

 

 

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock