كتاب أكاديميا

أ. ريم القلاف تكتب: تحدّيات تدريس الإنجليزية إلى البالغين وكيفية التلّغب عليها


كما يعلم جميع مدرسي الإنجليزية، “لا يناسب مقاس واحد على وجه التأكيد جميع الأحجام”.
فلكل متعلّم احتياجاته الفردية، وهناك أيضًا كثيرًا من العوامل العامة التي يجب أخذها بالاعتبار، مثل العمر.
ويمكن للتحدّيات التي تواجه متعلّمي اللغة من البالغين (وفي الغالب الأعم تعدّ) صعبة للغاية، مقارنة بما يصادف المتعلّمين من صغار السن.
وتباعًا لذلك، سوف تكون التحدّيات التي تصادفك عند تدريس الإنجليزية للبالغين صعبة للغاية أيضًا.

وقد تظل عملية كيفية اكتساب البشر فعليًا لأيّ لغة من الأحاجي العُضال لبعض الوقت.
غير أنّها ليست أحجية عُضال أنّك لا يمكنك التدريس والتفاعل مع طلابك البالغين بطريقة تتطابق فعليًا كما هو الحال مع الأطفال الصغار.
وقد يكون القيام بذلك أقل فاعلية، وربما – دعونا نواجه الأمر – قد يكون مزعجًا على الأرجح.
لذلك، وبوصفنا مدرسين، كيف لنا أن نعامل المتعلّمين البالغين؟
يعدّ هذا السؤال من الأسئلة المعقّدة، غير أنّه جدير بالطرح، وهناك بعض الطرق السهلة التي يمكنك تكييف طرقك التدريسية وفقًا لها لمساعدة طلابك البالغين على اكتساب اللغة الإنجليزية سريعًا.
وسوف نلقي هنا نظرة على بعض أكثر التحدّيات شيوعًا والتي يواجهها المدرسون مع الطلاب البالغين الدارسين للغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية، فيما نطرح بعض الأفكار بشأن كيفية التغلّب عليها داخل حجرتكم الدراسية.

1. تناقص المرونة العصبية في مخ البالغين
إنّنا ولكما تقدّم بنا السن، فإنّه للأسف تبدوا المرونة العصبية لمخّنا (أو القدرة على تشكيل ممرات عصبية جديدة)، في التراجع. لكن هل يعني ذلك، أنّه ينبغي علينا، نحن البالغين، التخلّي عن أمل إتقان لغة جديدة؟
على النقيض من ذلك، أثبت الباحثون علاقة قوية تربط بين ثنائية اللغة وتأخّر بداية الإصابة بمرض الزهايمر. فعلى ما يبدو أنّ تحدّي تعلّم اللغة يساعد فعليًا في الحفاظ على أذهاننا صحية، وتجنّب الجنون وإطالة عمر صحّتنا الذهنية.
ومن الأخبار العظيمة بالنسبة لك ولطلابك: أنّه بعيدًا عن المميزات العملية الخالصة، يعرض تعلّم اللغة كثيرًا من المزايا الفطرية. وبكل تأكيد، يعدّ ذلك سببًا كافيًا للحفاظ على التحمّل برغم كل المعوّقات.
وتعدّ الحوارات وتبادل الأدوار طرقًا رائعة لممارسة أنماط اللغة، ومحاكاة المحادثات الطبيعية، والحفاظ على المتعة داخل حجرة الدراسة. ونظرًا لكون البالغين سوف يكونوا مستعدّين للجلوس في هدوء لفترات طويلة من الزمن، فإنّ ذلك لا يعني أنّهم قد يفضّلوا ذلك (أو أن يكون ذلك الطريقة الأفضل لهم للتعلّم).
ومن الطرق السهلة الأخرى للحفاظ على مشاركة طلابك البالغين هو استخدام فلونت يو؛ حيث إنّ فلونت يو يضم مقاطع فيديو حقيقية (من برامج تلفزيونية، ومقاطع موسيقية مصورة، وأخبار، وخطابات، الخ) مصنّفة حسب المستوى إلى مستويات ستة، وكل كلمة مذيّلة بعناية بتعريفها، كي يتسنى للمتعلّمين الحصول على الوفير من الدعم.

2. إرساء الاحترام المتبادل
عند التدريس إلى بالغين، فإنّه من المهم للغاية أن نتذكر أنّ طلابنا يحوزون على الأرجح مصفوفة من المهارات والقدرات فعليًا، حتى لو لم يكن أيّ منهم يتحدّث الإنجليزية بإتقان. وعلى مدار حياتنا، فإنّنا ننمّي سلسلة عريضة من القدرات، غالبًا حتى مستوى متقدّم للغاية. ويمكن للطلاب البالغين أن ينسلخوا بسهولة لمجرّد الإيماءة البسيطة إلى كونهم مأمورون، لاسيما إذا لم يتمكّنوا من البوح بهذا الإحباط صراحة باللغة الجديدة التي يدرسونها.

وتنطبق قاعدة الكوميديا الأولى (“اعرف جمهورك!”) على التدريس أيضًا. فالسياق الخطابي يعدّ كل شيء. وعند تقديم المفاهيم إلى فصل من الدارسين البالغين، قد تكون العبارة الاستهلالية مثل “كما يعلم البعض منكم أنّ …” مفيدة للغاية.
وإذا كان لديك “خبير” في موضوع بعينه بين طلابك، انتهز الفرصة واطلب منه التحدّث عن خبرته المعرفية. ويعدّ ذلك ممارسة رائعة للتحدّث والاستماع لكل واحد بالحجرة الدراسية، ويمكنك أنت أيضًا تعلّم شيئًا شخصيًا.

3. استمالة المتعلّمين النافرين
بوصفك مدرسًا لطلاب بالغين، فإنّه من الأرجح أن تشكّل مجموعات الشركات نسبة مئوية كبيرة من ضغط العمل لديك.
ويعني ذلك أنّ تزايد احتمالية أنّه سوف يكون هناك العديد من المتعلّمين النافرين يُسند إليك مهمة التدريس إليهم. وقد يكون الطلاب قليلي التحفيز القافزين عبر حلقات مهنية بناءً على تعليمات من رئيسهم، بعضًا من الطلاب الأكثر تحديًا الذين قد تواجههم.
وكون الحال كذلك بالنسبة لجمهور المتعلمين البالغين، قد يكون الافتقار إلى الحماسة أحد المشكلات. ويتمثّل حلها في إشراك الطالب بوصفه فردًا. وتوظيف اهتماماتهم المحدّدة في الدروس التي تدرسها – كلما أمكن ذلك. ويمكن الرجوع إلى النقطة (2) أعلاه. ويمكنك إيجاد أنوارهم المخفية ومن ثمّ دمج بريقها الجمالي ضمن التفاعلات البينية داخل حجرتك الدراسية.

4. تدريس النطق
غالبًا ما يُحصّل الأطفال الأصغر سنًا، لاسيما هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 8 سنوات، اللغات بسهولة نسبية. وكثيرون يبلغون طلاقة لا تُميّز عن المتحدث الأصيل للغة.
غير أنّ ذلك ليس محتملٌ دائمًا بالنسبة للمتعلمين البالغين. فقد يكون إتقان اللكنات ومواضع الشدّ والنغمات في لغتنا الأم عائقًا قاسيًا يصعب كسره عند اكتساب الطلاقة التامة في لغة أخرى. وقد يجد المتعلّمون متقدمي السن صعوبة في الأصوات التمييزية في اللغة الهدف.

يُعدّ الحرج غالبًا مانعًا ضخمًا يصعب التغلّب عليه في هذا الصدد. ويمكن أن يساعد التشجيع تنمية موقفًا إيجابيًا تجاه الدقة في النطق. وإنّ استخدام الموارد متعدّة الوسائط، بما يشمل التسجيلات الشخصية لكلام الطالب، وسائل مفيدة وتشاركية في التعهّد بتنفيذ العمل في هذه المنطقة.

5. مواجهة التوقّعات الأعلى
يُمكن للبالغين أن يعتادوا على محاسبتهم في أماكن عملهم وحيواتهم الشخصية. وقد لا يكون الحال كذلك دومًا بالنسبة للأطفال—يا ليتني عدت طفلًا مجددًا! ولسوف يدرك البالغون – تباعًا لذلك – أن الحجرة الدراسية مثل مكان العمل، ومن ثمّ قد يحاسبونك.

6. مقاس واحد لا يناسب جميع الأحجامعلى وجه التأكيد
البالغون متنوّعون تمامًا كما الأطفال، وكما يعلم كل المدرسين، فالأطفال يتعلّمون بطرق تجمهر الأكثرية. ويعدّ ذلك صحيح أيضًا بالنسبة لجامعي المعارف من البالغين.
وبصفتنا معلّمون، فإنّه يعدّ حتميًا أن نقرّ التفضيلات المرئية والسمعية والحركية والمحسوسة لدى المتعلّمين لدينا.

إعداد| أ. ريم القلاف

عضو هيئة تدريب

المعهد العالي للخدمات الإدارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock