عمر محمد باقادر يكتب: النظريات السياسية في مدارسنا
تفاجأت عندما طرأ اسم كارل ماركس أمام زملائي حديثي التخرج من الثانوية العامة ولم يكن لديهم أي فكرة عن من يكون ! لا أدعي اني أكثر منهم معرفة فأغلبهم يعرفون معلومات عن أشياء لا أفقه فيها شيئاً.
سألتهم مرة أخرى اذا كان لديهم أي فكرة عن الشيوعية أو الرأس مالية أو حتى العلمانية .. فأجاب أحدهم مسرعاً بأن العلمانية هي ما يريده “الريبرايين” و أتضح انه لا يملك أدنى فكرة عن ما قاله.
مناهجنا تخلو من أي مادة في النظريات الاجتماعية أو السياسية وأتذكر انه طرأ اسم كارل ماركس عندما أخذنا درس عن الحرب العالمية الثانية في مادة الدراسات الاجتماعية التي تركز على الأحداث التاريخية الغير مهمة أكثر من تلك التي غيرت مجرى التاريخ .. وقال لنا الأستاذ ان الإتحاد السوفيتي كان من دول الحلفاء التي كانت نداً لدول المحور وذكِر اسم ماركس في محاولة اجتهادية من الأستاذ بهدف تثقيفنا وإعطائنا نبذة سريعة عن اهم الدول المشاركة في الحرب ولم يركز على ذلك لضيق الوقت وكثافة المقرر.
في المقابل إذا سألت خريج إحدى ثانويات دول العالم الأول عن كارل ماركس فهو سيجيبك إجابة وافية وكافية وأعتقد ان مصر أيضا لها مادة خاصة بالعلوم السياسة تدرس في الثانوية.
اندثر الفكر الماركسي الخالص أو حتى الشيوعي ولكن في وقت من الأوقات حاربت بعض الدول لنشر فكرهها وأيدولوجياتها وقامت حروب كان وقودها نشر النظريات الاجتماعية والسياسية.
اعتقد أنه يجب علي وزارة التعليم إقرار مادة العلوم السياسية في مناهج مدارسها لسببين أولها هو تثقيف الطلاب بأشهر الحركات السياسية والإجتماعية التي غيرت التاريخ وكان لها أثر كبير في تغيير مجرى الأمم.
وثانياً لمحاربة الأفكار المتطرفة بسياسات أو نظريات معينة من الممكن أن تضر أمن الوطن والمواطن.
هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير على الأجيال القادمة فهي ستساهم بدحر النظرة السائدة بأن الإسلام دين متشدد وسيتم استبدالها بأن الإسلام دين وسطي لم يميل إلى نظرية سياسية أكثر من الأخرى فهو أخذ التواضع وطبيعة الإحتكاك بين جميع طبقات المجتمع من الإشتراكية، وأخذ الجد في العمل والتفاوت في المستويات الاجتماعية من الرأس مالية، وسيدي ولي العهد هو من يحاول جاهداً لتغيير تلك الصورة النمطية عن الإسلام وجعل العالم يغير نظرته ويرى حقيقة التسامح والوسطية في الإسلام.
