كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: لا تُصنفني !!

 

 

كثيرٌ منا يُصنف حسب تحصيله الدراسي ومجموع علاماته. فأصبح لا يُقدّر شخصه إلا بنسبة تحصيله الأكاديمي، من بداية انضمامه لصفوف الدراسة في المدرسة إلى أن يدخل الجامعة ويتخرج منها كذلك.
وما ذلك إلا لجهلنا بوجود صفات وخصائص أهم من المجموع العام الذي نحصل عليه أيام الدراسة، بالإضافة للبيئة التي يترعرع فيها الفرد. فالإنسان بالنهاية شخصية متكاملة المزايا والعيوب، أي أنه يمتلك من المميزات بقدر ما يمتلك من خصال سلبية أو مواضع ضعف. فلا وجود للكمال في الدنيا إلا لرب الكمال.
نُشدد على أن التحصيل الأكاديمي هو كل شيء وأنه النجاح المطلق في الحياة، ولم نعتبر للميول أو الشغف أي أهمية. كما لو أن خُلقنا لنكون نسخاً متطابقة. ولو تطلعنا إلى الدراسات العلمية لعلمنا بأن الوجود واسع وطاقات الإنسان واسعة أيضاً ولذلك هنالك ثمانية أنماط للذكاء. فهناك من يمتلك الذكاء اللغوي فيُبدع بالخطابة أو الإلقاء وهناك من يمتلك ذكاء حركي فيبرز كلاعب أو بطل أولمبي وهناك من يمتلك الذكاء الوجداني فيدرك تماماً كيفية احتواء غضب أو آلام الآخرين وما إلى ذلك من أمثلة على أنماط الذكاءات.
لذلك من الممكن أن يكون شخصٌ ما ناجح أكاديمياً ومتدني المستوى في باقي أمور الحياة الطبيعية والعكس صحيح.
فمن المهم ألا نحكم على الشخص من خلال منظور معين أو تصنيفه تحت أي مسمى كالفشل أو الإخفاق. لأن كل إنسان بداخله شيء مميز وفريد ولا يملكه أحد غيره. ومن الضروري كذلك أن تدرك وتؤمن تمام الإيمان أنك أفضل من أي عائق واجهك أو كلمة أساءت لك يوماً ما، وبأنك قادر على مواجهة مخاوفك والنجاح عليها.
سوسن إبراهيم محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock