السفير الأمريكي: نقوم بتمويل تدريب لمعلمي اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية في الكويت
السلام عليكم، حياكم الله. مساء الخير جميعاً.
أصحاب السعادة، أيها السيدات والسادة، ضيوفنا الكرام، مساء الخير. أرحب بمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح. أهلاً وسهلاً بالوزراء المتواجدين معنا اليوم، ولضيفينا الكريمين: سعادة السفير الكويتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ سالم الصباح وحرمه الشيخة ريما الصباح. شكراً لكم جميعاً على تواجدكم معنا في هذه الاحتفالية.
أهلاً وسهلاً بكم في احتفالية عيد الاستقلال الأمريكي الـ242.
بهذه الذكرى، أردنا أن نحتفل بطريقة مختلفة من خلال إحياء واحدة من أقوى الروابط بين الولايات المتحدة الأمريكية والكويت: رابطة التعليم. كما أود أن أتقدم بالشكر لكافة رعاة حفل اليوم الكرام الذين ساهموا في تمكيننا من إحياء الحفل تحت عنوان “التعليم”.
أيها السيدات والسادة، لقد كانت هذه سنة مثمرة في تاريخ العلاقات الأمريكية-الكويتية، توجتها زيارة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى البيت الأبيض في شهر سبتمبر الماضي. لقد وضعنا لأنفسنا أهدافاً طموحة واستطعنا تحقيقها.
ولكننا نعرف أيضاً أنه يمكننا تعزيز هذه العلاقات من أجل شعبينا. إن مجموعات العمل المنبثقة عن الحوار الاستراتيجي الذي أنشأناه قبل 18 شهراً مشغولون في دفع عجلة التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والشؤون القنصلية ، وبالطبع التعليم.
نعلم بأن معظم الكويتيين قد ولدوا بعد التحرير أو قبل ذلك بوقت قصير. لأولئك الذين كانوا أصغر من أن يتذكروا الكفاح من أجل التحرير مباشرة، أقول: إن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكويت تدور حول كيفية تعاون دولتينا اليوم معًا لجعل هذه المنطقة أكثر أمنًا وأكثر نجاحًا.
دعوني أعيد التأكيد مرة أخرى على ما قاله الرئيس في البيت الأبيض في سبتمبر الماضي:”إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بأمن الكويت. إن عمليات الشراء العسكرية بين الولايات المتحدة والكويت تمضي قدماً والتي ستعزز بشكل كبير قدرات القوات المسلحة الكويتية للدفاع عن وطنهم وشعبهم ضد أي تهديدات.
كما نقوم معاً بمحاربة الإرهاب واتخاذ مزيد من الخطوات لوقف تمويل الإرهاب من خلال تبادل أكبر للمعلومات بين بلدينا. إن الورشات التدريبية التي نقدمها حول الأمن ومكافحة الإرهاب والعدالة الجنائية كفيلة بتوفير الأمن والسلامة للكويت ولسكان الكويت.
ومعاً نحن نتشاور حول الممارسات الكفيلة بتحسين بيئة الأعمال والاستثمار. كما نعمل معاً على رفع معدلات حماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمبادرين الكويتيين وأيضاً لمن يرغبون بالاستثمار هنا. إننا نأمل بتحقيق التقدم في هذا المجال قريباً.
إنه لأمر يسعدنا حين نرى الشركات الأمريكية العاملة في الكويت وهي حريصة على تحليها بالمسؤولية الاجتماعية حيث تقدم دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والتدريب المهني وتقوم بالترويج لدراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتقديمها فرصاً للتدريب العملي. كما أننا مشغولون بتسهيل مزيد من التعاون في مجال الرعاية الصحية ومجال إدارة الرعاية الصحية – والتي تعد حاجة ماسة في الكويت.
فكما ترون، إن لدينا برنامجاً حافلاً قبل انعقاد الجلسة القادمة من الحوار الاستراتيجي والذي ستستضيفه الكويت لاحقاً هذا العام. معالي نائب رئيس الوزراء: إننا نتطلع إلى الانضمام لك هنا.
إن التعاون الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والكويت يسعى أيضاً إلى تسوية النزاع القائم في مجلس التعاون الخليجي. إننا نقدر جهود الأمير لاستعادة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي – وهو أمر ضروري – وسنواصل بذل جهد دبلوماسي رفيع المستوى لجعل تلك الوحدة حقيقة واقعة. ونأمل أن تكون هناك قمة أمريكية – خليجية قريباً. إن علينا زيادة التعاون بين الولايات المتحدة والدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي للتعامل مع التهديدات والتحديات الإقليمية.
ومعاً ، يمكننا العمل على ردع الأنشطة الخبيثة لإيران في المنطقة. ومعاً، يمكننا أن نحقق ضغطا دبلوماسياً على نظام كوريا الشمالية للمساعدة في تحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
يعمل وفدا الكويت والولايات المتحدة لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل فعال معاً. من بين الجميع، يعي الكويتيون قوة مجلس الأمن الدولي لما فيه خير الدول. فخلال نقاش حصل مؤخراً حول الوضع المأساوي في سوريا، اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إجراءات مجلس الأمن لإنشاء تفويض لتحرير الكويت بمثابة مثال يحتذى وكطريقة عمل يجب أن يتبعها مجلس الأمن.
سيداتي وسادتي ، هذه الليلة ، تفخر سفارتنا بتسليط الضوء على العلاقات التعليمية المستمرة منذ عقود بين بلدينا تحت شعار “أدرس في أمريكا لتنجح في الكويت”. إن مقاطع الفيديو التي ستشاهدونها هذه الليلة تعود لمجموعة من الكويتيين ممن درسوا في الولايات المتحدة الأمريكية والتي نريد من خلالها الاحتفال بقيمة التعليم الجيد والروابط الاجتماعية والثقافية بين بلدينا. أطلعني بعض منكم على صور لهم خلال أيام الدراسة في أمريكا. لقد تأثرت بشكل خاص بصورتين – واحدة تظهر حفل تخرج لأحد أبرز الشخصيات الكويتية والصورة الأخرى لإبنه وهو يتخرج من نفس الجامعة بعد مرور ثلاثين (30( سنة. تهانينا الحارة لكليهما.
لا يقتصر التعليم على كونه مجرد لبنة دائمة للعلاقة بين الولايات المتحدة والكويت بل هو أمر حاسم لمستقبل الكويت. تريد سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون جزءاً من هذا المستقبل. ولهذا السبب نحن ننفذ بنود الاتفاقية الموقعة خلال زيارة سمو الأمير لزيادة الروابط البحثية والتعليمية بين بلدينا.
كان يرى أحد آباءنا المؤسسين، توماس جيفرسون، بالتعليم جزءاً أساسياً للديمقراطية، حيث قام عند صياغة كتابة إعلان الاستقلال أيضًا بصياغة الأساس التشريعي لنظام التعليم الجيد الذي سمح للديمقراطية بالتجذر في مجتمعنا.
إن ما تقدمه الولايات المتحدة للطلاب الأجانب يتوافق مع رؤية جيفرسون: بكونه تحدٍ للنمو والتطور واكتساب المعرفة والرغبة في الاستمرار في اكتساب المعرفة طوال حياة الفرد والدافع لتحسين المرء ووطنه الأم. وكما قال بنجامين فرانكلين (أحد آبائنا المؤسسين الآخرين): “إن الاستثمار في المعرفة يحقق أفضل العوائد”. والدليل الحي على هذا هو ما نراه هنا هذه الليلة، يتمثل بالعديد منكم هنا.
على مدى خمسة أجيال، قام عشرات الآلاف من الكويتيين بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية. واليوم، يلتحق الكويتيون بالدراسة في جامعات منتشرة في 19 ولاية أمريكية. بجانب دراستهم هناك، يحرص الطلاب الكويتيون على اكتشاف أمريكا والذي أراه جزءاً لا يتجزأ من التجربة التعليمية. هذا وتتوفر للطلبة الدارسين هنا في الكويت الاستفادة من الروابط الأكاديمية والبحثية المعززة التي نقوم بتسهيلها مع المؤسسات في الولايات المتحدة.
سيداتي وسادتي ، لقد أتيح لي ولزوجتي فيكي مؤخراً فرصة زيارة مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي الجديد والمثير للإعجاب. بعض أفراد الفريق الذي يدير المركز هم من خريجي الجامعات الأمريكية. إنهم يستخدمون ما اكتسبوه من خبرات في الولايات المتحدة للمساعدة في جعل المركز حاضنة للعقول الشابة هنا في الكويت.
ترحب الولايات المتحدة بالطلاب الكويتيين ولأننا نريد لهم النجاح، نقوم بتمويل تدريب لمعلمي اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية في الكويت. أخبرني هؤلاء المعلمون المتفانون بأنهم تعلموا من خلال التدريب تقنيات جديدة ستساهم في نجاح الطلاب.
أيها الضيوف الكرام، إنني أدعوكم للاستمتاع بهذا الاحتفال ومشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة ببعض منكم ممن درسوا في أمريكا وتذكروا تلك السنوات في حياتكم التي شكلت من أنتم عليه اليوم. ونحن نأمل بأن تختار الأجيال القادمة فرصاً مماثلة لتنمو في أمريكا ومن ثم لعب دور – عام بعد عام – لبناء الكويت.
وللأمريكيين المتواجدين معنا هنا الليلة، أتمنى لكم عيداً وطنياً سعيداً (وإن مبكراً بعض الشيء).
أشكركم جميعاً.