” العمل التطوعي والإنساني وأثره على تنمية المجتمع “
أكد مدير جامعة الكويت وممثل راعي الملتقى الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري أن الملتقى السنوي الرابع عشر لكلية العلوم الاجتماعية يأتي تحت شعار ” العمل التطوعي والإنساني وأثره على تنمية المجتمع” انطلاقاً من الأهمية البالغة التي توليها جامعة الكويت وكلية العلوم الاجتماعية وقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية لدعم العمل التطوعي والإنساني وتوسيع آفاقه، مشيراً إلى أن موضوعات هذا الملتقى تحظى بأهمية كبيرة، كما يمثل الملتقى فرصة طيبة للتواصل العلمي والنقاش وتبادل الخبرات والتجارب حول العمل التطوعي والإنساني وأثره على تنمية المجتمع.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الملتقى الرابع عشر لكلية العلوم الاجتماعية تحت رعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الأستاذ الدكتور حامد محمد العازمي والذي نظمه قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية يوم الثلاثاء 27/3/2018 في الحرم الجامعي بالشويخ.
وأضاف “نحن بجامعة الكويت نفخر دوماً باستضافة مثل هذه الفعاليات العلمية الهامة ويسعدنا جداً حضور هذا العدد المميز من الضيوف والأساتذة والباحثين المتخصصين وممثلين عن وزرات الدولة والهيئات وجمعيات النفع العام واللجان الخيرية والفرق التطوعية مما يعكس صورة التعاون الإيجابية بين جامعة الكويت ومؤسسات الدولة الأخرى ذات الصلة “، مثمناً دور كلية العلوم الاجتماعية التي تسهم في طرح القضايا المجتمعية والتنموية ومساهمتها الفعالة في خدمة المجتمع وتنميته.
وأشار أ.د. الأنصاري إلى أن العمل الإنساني والتطوعي يعد من أبرز الصفات السامية والنبيلة التي تفخر بها المجتمعات ويعد كذلك ممارسة إيجابية تجسد أبلغ معاني التآزر والتماسك والتكافل الاجتماعي، موضحاً أنه انعكاس للمسئولية التي نشعر بها تجاه الاخرين والتفاعل معهم ويمثل رافداً أساسياً لتنمية المجتمع ويعكس ومدى وعي المواطن ودوره في نهضة بلده.
وتابع أ.د. الأنصاري قائلا ” وقد جبل أهل الكويت على القيام بالأعمال الخيرية والتطوعية وتوارثت الأجيال عبر الآباء والأجداد حب العطاء والبذل والعمل الخيري”، مشيراً إلى أن دولة الكويت قدمت نموذجاً عالمياً رائداً في العمل الإنساني، واحتلت الكويت مكانة دولية مرموقة بفضل مواقفها ومساهماتها ومبادراتها الإنسانية التي أرست دعائمها من الملهم الأول للعمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وأضاف ” لا شك أن المكانة المتميزة الذي حظي بها سموه قائداً للعمل الإنساني وتسمية دولة الكويت مركزاً عالمياً للعمل الإنساني إنما يجسد التقدير والمكانة المرموقة التي تتبوأها دولة الكويت في المجتمع الدولي”.
وأكد أ.د. الأنصاري على دور الأسرة الرئيسي والهام في غرس القيم والسلوكيات السليمة في نفوس أفرادها وحثهم على العمل الإنساني والتطوعي بالإضافة إلى دور مؤسسات الدولة متمثلة في القطاع الحكومي والخاص وكذلك الدور الهام للمؤسسات التعليمية والاعلام في توجيه الطاقات الوطنية في البذل والعطاء والتحفيز على الانخراط في العمل التطوعي والإنساني.
ولفت أ.د. الأنصاري إلى أن جامعة الكويت تعمل جاهدة على تعزيز وتنشيط العمل الإنساني والتطوعي في المجتمع وتوسيع نطاقه عن طريق إقامة المؤتمرات والملتقيات والمحاضرات ونشر الوعي وتدريب وتأهيل المتطوعين وتدعيم الشراكة بين مؤسسات الدولة وتفعيل الشراكة بين المؤسسات واللجان ومختلف الجهات، مشيداً بدور أعضاء هيئة التدريس والعاملين وطلبة جامعة الكويت مما لهم إسهامات فعالة في هذا المجال، مؤكداً على أهمية جهود جميع الأطراف المعنية في العمل الخيري والإنساني في بلورة رؤية استراتيجية لمستقبل العمل الإنساني في الكويت.
وتقدم أ.د. الأنصاري بالشكر لجميع العاملين على تنظيم الملتقى ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي على رعايتهم، وأيضاً لكافة الجهات الداعمة للملتقى والأساتذة المحاضرين من دولة الكويت والضيوف من خارج الدولة متمنياً التوفيق للجميع في أعمال الملتقى والخروج بأفضل النتائج والتوصيات.
من جانبه أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية الأستاذ الدكتور حمود القشعان أن كلية العلوم الاجتماعية هي حلقة الوصل بين الجامعة والمجتمع ويجب عليها مناقشة القضايا المجتمعية بصورة موضوعية وأكاديمية.
وبين القشعان أن هذا الملتقى وما سبقه من ملتقيات على مدى 14 عاماً هدفت إلى خدمة المجتمع ومناقشة القضايا التي يعاني منها لطرح الحلول المناسبة لها. كما كشف أن العمل التطوعي يعد من أهم أعمال الكلية بمشاركة الطلبة في 277 فريق مؤكداً على أهمية السير على خطى سمو الأمير حفظه الله ورعاه في الإنسانية والعمل الإنساني.
ولفت القشعان أن الشباب المتطوعين اثبتوا جدارتهم لحمل هذه المسؤولية الانسانية في مختلف الأعمال التي قاموا فيها منذ عشرة أعوام.
وتوجه بكلمة إلى الطلبة في كلية العلوم الاجتماعية ومختلف كليات الجامعة حثهم من خلالها على المشاركة في جلسات الملتقى للاستفادة من الخبرات العالمية المشاركة إذ أنها تمثل خلاصة دراسات وأبحاث مجتمعية تدعم خطة التنمية في دولة الكويت كونهم هم شباب المستقبل.
وبدوره أوضح رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية الدكتور يوسف غلوم في كلمة له أن العمل التطوعي يعتبر مؤشراً لتقدم الأمم وازدهارها، فكلما زادت الأمة تطوراً ورقي ازدادت مشاركة المواطنين في أعمال التطوع والأنشطة الخيرية.
وأكد د.غلوم على أن المشاركة في العمل التطوعي يعد مطلباً من مطالب الحياة العصرية التي تعود بالتنمية في كل المجالات مبيناً أن العمل التطوعي سلوك حضاري وإنساني ترقى به المجتمعات وصورة واضحة للتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع، كما يرتبط بمعاني الخير والمساعدة باعتباره ممارسة إنسانية إيجابية نافعة، مؤكداً أن للأنشطة التطوعية فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع حيث تعود على المتطوعين بشكل خاص والمجتمع بشكل عام بالخير والعطاء إلى جانب الاستفادة القصوى من الوقت والإمكانات المتاحة مما يسهم في بناء جيل واعي يدرك أهمية وقيمة العمل التطوعي.
ومن جانبه أعرب أستاذ اللغة العربية في جامعة هانكوك الكورية الدكتور بارك جي وون في كلمة له عن الوفود المشاركة عن سعادته بهذه المشاركة في الملتقى التطوعي موضحاً أنه ليس بغريب على الكويت بلد الانسانية تنظيم مثل هذه الملتقيات الهادفة.
وبين الدكتور جي وون أن هذه المواضيع الهامة للمجتمع تدعم خطة التنمية في كل الدول مؤكداً على ضرورة الخروج بتوصيات تطور العمل الاجتماعي والتطوعي للمساهمة في الرقي المجتمعي.