أمين (مركز الملك عبدالله) يثمن مساهمات الكويت في دعم الحوار بين الأديان والثقافات
ثمن الأمين العام لمركز الملك عبدالله للحوار بين الثقافات والاديان فيصل بن معمر اليوم الاثنين الدور الذي تضطلع به دولة الكويت في دعم الحوار بين الاديان وبناء جسور التواصل بين الثقافات ومساهماتها العديدة في هذا المجال.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع بن معمر على هامش انطلاق اعمال (مؤتمر فيينا الدولي الثاني لحوار الاديان) الذي ينظمه المركز وتشارك فيه دولة الكويت بوفد يترأسه رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري عبدالله المعتوق.
ورحب بن معمر بهذه المناسبة بالمشاركة الكويتية الرفيعة في هذا اللقاء الدولي مضيفا ان دولة الكويت “يحق لها ان تفخر بسجلها في مجال العمل الانساني في مختلف انحاء العالم وتعزيز الحوار بين الأديان” تحت القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كرم من قبل الامم المتحدة في سبتمبر 2014 (قائدا للعمل الإنساني).
واعرب عن امله في ان يتم تنفيذ برامج مشتركة بين المركز ودولة الكويت في المستقبل خاصة ان هناك “تواصلا مستمرا “مع الدكتور المعتوق.
واكد بن معمر اهمية هذا المؤتمر في تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة مشيرا الى ان هذا اللقاء يعد الثاني من نوعه بعد مؤتمر نظمه المركز عام 2014 تحت عنوان (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين).
واكد ان المؤتمر الحالي “يكتسب اهمية بالغة من حيث المواضيع المدرجة على جدول اعماله وتوقيته الذي يتزامن هذا العام مع بدء جني ثمار نتائج المؤتمر الاول وتنفيذ مجموعة من التوصيات والمخرجات اضافة الى الخطط النوعية التي تهدف الى تحقيق التعايش والتآخي السلمي بين اتباع مختلف الاديان والثقافات في العالم بأسره”.
وأشار بن معمر الى ان هذا اللقاء الدولي الذي يحضره 250 شخصا من 50 دولة يأتي بعد مرور ما يزيد على خمسة أعوام على انشاء المركز ومرور ثلاثة أعوام على اطلاق مبادرة (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين).
واوضح انه ستتم خلال هذا اللقاء الدولي مراجعة ودراسة الاعمال المنجزة والبرامج الحالية اضافة الى رسم الخطط المستقبلية لمواجهة التحديات المحتملة على المدى المنظور.
واستذكر في هذا المجال النجاحات التي تم تحقيقها في مجال تعزيز الحوار في بعض المناطق الجغرافية حول العالم ومنها قارتا افريقيا واوروبا او في بعض الدول العربية وحتى ميانمار.
واشار في السياق ذاته الى انه تم تأسيس العديد من الشبكات المهمة المعنية بالحوار بين الاديان والثقافات كما تم البدء في تدريب مجموعات كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكشف بن معمر عن استعدادات المركز لإطلاق المنصة الاقليمية لنشطاء الحوار والقيادات والمؤسسات الاسلامية والمسيحية في العالم العربي.
وحول مهمة المنصة المذكورة اوضح بأنه سيتم اطلاقها في فيينا على ان تكون مهمتها نشر ثقافة الحوار والعمل على حل المشكلات العالقة وترسيخ ثقافة التعايش واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشتركة.
ورأى في هذا الصدد ان منصة الحوار ستحدث نقلة نوعية خاصة بالنسبة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الدول العربية.
وحول اختيار شعار المؤتمر الثاني (الحوار بين اتباع الاديان من اجل السلام والتعايش السلمي والمواطنة المشتركة) ذكر “ان العنوان يعكس توجهات المركز للانتقال من التركيز على دوامة العنف والتطرف الى مسألة تعزيز التعايش وبناء السلام واحترام التنوع باعتبارها مسائل تمثل رغبة الغالبية العظمى من الشعوب بغية مكافحة التطرف والإرهاب”.
وردا على سؤال حول المدة الزمنية التي يحتاجها (مركز الملك عبدالله للحوار بين الثقافات والاديان) لتحقيق اهدافه المرجوة قال ان “المركز في سباق مع الزمن حيث واجه ظروفا صعبة جدا في مناطق مختلفة من العالم سواء فيما يحدث حاليا في سوريا او في ميانمار او افريقيا الوسطى وغيرها”.
وبين “ان مكافحة التطرف تحتاج الى بذل الكثير من الجهود والتنسيق لتنفيذ البرامج المتوفرة فعلا” مشيرا الى ان “المملكة العربية السعودية العضو المؤسس لهذا المركز العالمي قامت بدور كبير وعملت على اطلاق مبادرات جديدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأشار الى ان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان “اعلن بكل وضوح” عزم المملكة مكافحة التطرف.
وحول افتتاح (مركز بان كي مون للمواطنة العالمية) في فيينا وفيما اذا كان هناك قاسم مشترك بينه وبين (مركز الملك عبد الله للحوار بين الثقافات والاديان) قال بن معمر ان “العالم بحاجة الى مئات المراكز التي نرحب بها ونشجعها الا ان ما ينقصنا هو المزيد من التنسيق مع بعضنا البعض حتى لا تتقاطع الاعمال وتتشتت الجهود”.
وكانت فعاليات مؤتمر فيينا الدولي الثاني لحوار الأديان الذي ينظمه (مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات) انطلقت في وقت سابق اليوم بمشاركة 250 شخصا من 50 دولة بينها الكويت.
ويهدف المؤتمر الى تبادل الآراء والتجارب بين المؤسسات والقيادات الدينية والسياسية والمنظمات الدولية العالية المستوى من مختلف انحاء العالم في مجالات تفعيل التعاون والعمل المشترك لبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي والعيش المشترك. (النهاية)