أخبار منوعة

م.شهد الناصر تكتب :كفانا إعادة!

أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي  تفيض بالثرثرة والقصص التافهة

أصبحنا نصادق الغرباء  الذين لطالما  كان أهلنا يحذروننا ألا نحدثهم.

ياترى من هو الغريب الآن!

أصبح كل فرد بالعائلة غريب عن الآخر

وذاك الغريب يعرف أدق تفاصيلك!

عذرا منك أيها الغريب إن قلنا عنك “غريب ”

وشكرا لك فأنت القريب الذي تستمع لمشاكلنا قصصنا لكل أفكارنا بكل شفافية

أصبحنا غرباء بالواقع

واقعيين بالعالم الإفتراضي

أصبحت البيوت مكشوفة لدرجة تشعرك بالغثيان

المشاكل الأسرية تعرض على العلن وتداول الشتم والسب وراحت قدسية الزواج والسماح بدخول أي أحد للتعليق بكل همجية

أين قيمة الزواج وقدسيته ،أين ستر الزواج الوعد المقدس أمام الرب بألا يفضح ولاينتهك ..!

“إن عاشا مع بعضهما كانا لبعضهما أرض وسماء يكتمان أمورهما عن الدنيا

وإن تفرقا يتفارقان بود ومسامحة دون هتك الأسرار ”

أما الآن كل شيء علني!

المشاكل للعلن ..!

الحب بالعلن!

أين ذلك الحب الطاهر العفوي الذي تخاف أن يراه أحد!

إلى متى التفاصيل للعلن! فلوتمعنت جيدا لوجدت أن البيوت أصبحت  مكشوفة جدا على بعضها ،وليتها كانت مكشوفة بتداول العلم والثقافة والأمر بالمعروف

وإنما فقط سب وشتم وتفرقة بالجنسيات وتفاخر سطحي

وطعن بتلك وذاك

لماذا أصبحنا قتلة !

نقتل قيمنا عندما ننصح ولا نطبق مانقول !

نقتل الآخر بسهام  ظنوننا نفسر أي شيء بحسب نظرتنا دون أن ننظر للأمور بعمق

نقتل الآخر عندما ننتقد أخطاءه  دون أن نقدم له النصح

ولو نظرنا لأنفسنا لوجدنا أننا كلنا أخطاء

ننتقده دون أن نلتمس له عذر

نقتله عندما نزدريه

إلى متى هذه النظرة الرجعية التي لاتوجد بالغرب إنها فينا نحن العرب ونحن أمة الإسلام التي شعارها “لافرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى”!

لم نأخذ من الغرب الموهوبين والمبدعين قدوة

لم نأخذ منهم من يدرسون ويعملون بنفس الوقت

لم نأخذ منهم قصص الطموح والنجاح

لم نأخذ بساطة الغرب في معيشتهم فهم غير متكلفين

للأسف أخذنا الجانب السلبي من الغرب

فكيف تريد من أمتنا أن تتطور إن كنا سمحنا للجيل الناشئ بذلك التقليد الأعمى

فجميع الوجوه أصبحت نسخة واحدة

كل شيء مكرر ورتيب ممايزيد الملل والفتور

أين دفء القلوب الذي ينعكس على الملامح

أين العفوية والبساطة

إلى متى نعيش بتلك العقلية !

إلى متى !

لذلك يحتاج الأمر قبل أن نقوم  بتوعية الأطفال والمراهقين يحتاج أن نبدأ بأنفسنا نحن.

فعلى  الأهل  زرع القدوة الحسنة التي لاتتشوه بأفعالهم فالتربية أفعال ليست  أقوال ،

كيف ستنشأ طفل لايرى عيناك تحتضنه ،  إنه فقط يرى منك هزة رأسك عندما تحدثه وعيناك على الجوال

كيف ستربين بنت وأنتي تلهثين فقط وراء الأزياء

كيف ستكونين صديقة لزوجك وأنتما لاتشتركان مع بعضكما سوى بصورة العائلة

ياترى هل هذه سعادة ؟

هل السعادة بصورة تجمعكم !

أم بتفاهم وود بعيدا عن الحياة الرتيبة

لذلك اقتربوا من بعضكم واتركوا كل شيء

هناك عائلة تستحق منكم الحب وهناك مجد يسطر بأيديكم

كونوا بسطاء ابتعدوا عن السطحية والتكلف

كونوا أنتم ..

كفانا إعادة .

بقلم :

م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock