أنور الروقي يكتب: الجامعة العربية المفتوحة .. حذارِ من (الحفرة)!
تعود فكرة إنشاء جامعة مفتوحة في الوطن العربي كمشروع غير ربحي إلى مبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس البرنامج الخليجي العربي للتنمية (أجفند)، حين أعلن في عام 1996م عن مبادرته لإنشاء جامعة عربية مفتوحة ككيان أكاديمي تعليمي غير تقليدي وكمؤسسة تسهم في توجيه التنمية في المجالات العلمية والإجتماعية والثقافية.وتطورت تلك المبادرة في عام 2002م لتترجم على أرض الواقع إلى جامعة متكاملة هي الجامعة العربية المفتوحة التي إنطلقت بتعاون مشترك مع الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة.وأنا كاتب هذه السطور تغنيت مراراً وتكراراً برسالة الجامعة العربية المفتوحة السامية وأهدافها النبيلة لتحقيق رؤى وتطلعات مؤسس الجامعة الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود والتي تتلخص بتوفير التعليم العالي الجودة والنوع لأبناء الوطن العربي منافسة وخاصة ممن هم من أصحاب الدخل المحدود ورفد أسواق العمل العربية والدولية بمخرجات تعليمية.لكن اليوم ومع دخول عام 2018م ومرور 16 عاماً على إنطلاق الجامعة ورؤيتها للنور والسبب الرئيسي في كتابة هذه الأسطر هو أني بدأت أخشى من إنحراف الجامعة بالكويت عن مسارها وأهدافها التي كنت أتغنى بها وما زلت، ومخاوفي تلك لم تأتي من فراغ (ماكو نار بدون دخان) فأصبح جليَّاً المحاولات الخجولة (رويداً رويداً) منذ عام 2014م بفرض رسوم هنا وزيادتها هناك بقرارات مفاجئة وبدون أي مبررات لها وخصوصاً في الخدمات التي كانت تُقدم طوال السنوات السابقة بدون أي رسوم، بل وأصبحت أيضاً أخشى أن يأتي علينا يوم يصبح الشيء الوحيد بالجامعة مجاناً هو (برادات الماء).حتى لا أُسهب بالحديث أتمنى أن تصل رسالتي والتي هي من قلب ابن للجامعة ناصح ومحب وحامل لأفكارها ويتبنى أهدافها ورسالتها السامية إلى كل صاحب قرار في الجامعة لإنقاذ الجامعة من السقوط في (حفرة) الإنحراف الكلي عن الهدف الأساسي للجامعة وأنا أعلم علم اليقين بأن هناك من يعملون بإخلاص وتفاني .. وحذارِ من هذه الحفرة!خارج النص:أحمل (عتب) على إدارة الجامعة وذلك بسبب الوقوف موقف المتفرج من القضية الفلسطينية وقرار ترامب الوقح بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكيان الصهيوني إلى القدس المحتلة ولم نرى منها أي موقف أو فعالية أو ندوة أو حتى بيان يعبر عنّا جميعاً برفض هذا القرار وتعزيزاً لقضيتنا الأولى والأخيرة، وطبّقت مقولة: “لا أسمع لا أرى لا أتكلم”.ودّي ومودتي.أنور الروقيالكويت في 3-1-2018.