عاصمة العالم في العدو إلى أماكن العمل.. بعض سكانها يقطع 10 أميال يومياً قبل الجلوس على مكتبه
بلباسهم الرياضي، وسراويلهم الضيقة، وحقائب ظهرهم الصغيرة، يعطي ممارسو هذه الرياضة انطباعاً بأنَّهم لن يصلوا إلى أماكن عملهم بسرعةٍ كافية.
لكن مدى سرعتهم الفعلية ستفاجِئك، فقد أظهرت إحصاءاتٌ أجريت مؤخراً أنَّ هذه الرياضة صارت تحظى برواجٍ واسع باعتبارها أحدث صيحات الحفاظ على اللياقة البدنية.
ووفقاً لبيانات صدرت من “سترافا”، وهو تطبيقٌ رياضي يتتبَّع نشاط العدو وركوب الدراجات، يجتاز ممارسو هذه الرياضة الميل الواحد في غضون 8 دقائق و20 ثانية في المتوسط، ما يعني أنَّهم يجتازون 4 أميال ونصف في طريقهم من وإلى العمل في قرابة 38 دقيقة، وفق تقرير لصحيفة التايمز البريطانية.
إنَّها وسيلةٌ فعالة لفقدان الوزن الذي اكتسبه بدنك نتيجة تناول وجبات عيد الميلاد الدسمة، إذ تُحذِّر الجمعية البريطانية للتغذية من أنَّ الناس عادةً ما يزداد وزنهم بما بين نصف إلى اثنين كيلو ونصف خلال فترة العطلة. وتحرق العداءات نحو 460 سعراً حرارياً، بينما يحرق العداؤون 542.
وقد ارتفعت شعبية هذه الرياضة في بريطانيا بنسبة تفوق 50% خلال العام الماضي، فبلغ عدد الجولات 45316 جولة في المتوسط أسبوعياً.
إلا أنها لا تزال تتخلَّف عن شعبية استخدام الدراجات الهوائية للوصول إلى مكان العمل، الذي بلغ عدد دوراته 428253 دورة أسبوعية.
ويعد هذا الاتجاه هو الأكثر شعبية في لندن التي أطلق عليها تطبيق سترافا عاصمة العالم في العدو إلى أماكن العمل، وتليها أمستردام وباريس. وتتصدَّر مدنٌ أخرى المراكز العشرة الأولى على مستوى العالم، منها: نيويورك، وسيدني، وسان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس، وساو باولو، وبرشلونة، وملبورن.
تعدو كارولين سوبايرو (29 عاماً)، وهي مديرة تغيير الأعمال في بنك سانتاندير الإسباني، العملاق المصرفي، 10 أميال إلى مكتبها المركزي في لندن من منزلها في إيست هام، شمال شرقي لندن، وتحب الاستماع إلى مُدوَّناتٍ صوتية لكتبٍ ومجلاتٍ في طريقها.
وتعترف بأنَّها أحياناً ما تخاف من فكرة العدو في برودة ما قبل الفجر، لكنَّها نادراً ما تفوِّت العدو في هذا الوقت.
وتضيف: “العدو مفيدٌ للصحة النفسية. إذا لم يرتفع معدل ضربات قلبي أشعر بالتعب وبأني مريضة نوعاً ما. لو قررت أن تعدو للعمل يوماً ما، ستشعر بأنَّك فعلت شيئاً واحداً نافعاً على الأقل في ذلك اليوم”.
وأضافت كارولين أنَّ هذه الرياضة ساعدتها في التعرف على لندن (كونها فرنسية) منذ مجيئها قبل 4 سنوات، لكنَّها تشمل التخلي عن بعض الأشياء أيضاً: “إذا أردتُ الخروج مساءً بعد دوام العمل، لن أستطيع حمل حقيبة يدٍ لطيفة (لديها حقيبة ظهر) ويجب أن أخبر زملائي بأنِّني لا يمكنني احتساء الكحول”.
وتأمل كارولين في اجتياز ماراثون لندن في 2018 خلال 3 ساعات و30 دقيقة.
أمَّا كاثرين سيمبسون، وهي ممرضة متدربة، فهي تضطر إلى حمل زيّها في حقيبة ظهرها كل صباح؛ لأنَّها لا تمتلك خزانة خاصة بها في المستشفى حيث تعمل.
وتقول إنَّ “العدو إلى العمل ليس سهلاً، ولا يفهم الناس ذلك دائماً”.
ويمتد طريقها إلى 5 أميال من منزلها في بوتني جنوب غرب لندن، إلى كينغستون المطلة على نهر التايمز، لكن عندما تحاول التدرُّب للمشاركة في سباقٍ ما، فإنها تجري 10 أميال بدلاً من 5. ولأنَّها تبدأ رحلتها في 5:30 صباحاً، عليها أن تكون حريصة ألا تزعج الغزلان أثناء عدوها في ريتشموند بارك.
هدفها لعام 2018 هو المشاركة في سباق سبارتاثلون، وهو دورةٌ تمتد إلى 152 ميلاً على خطى فيديبيدس، الذي أرسله الأثينيون عام 490 قبل الميلاد لطلب المساعدة من سبارتا في حربهم ضد الفرس.
وبينما يحاول الكثيرون جعل العدو إلى العمل قرار العام الجديد، فغالباً لن يلتزموا بهذا القرار وفقاً لتطبيق سترافا.
ومن خلال تتبُّع بيانات الأداء، شمل العدو 120 مليون ميل، مقابل 565 ميلاً لركوب الدراجات في بريطانيا، لذا، فمن المُتوقَّع أن يوم الجمعة، 12 يناير/كانون الثاني المقبل، سيكون يوم تخليهم عن قراراتهم الجديدة للحفاظ على لياقتهم البدنية
المصدر:
هاف بوست