أخبار منوعة

إنجاز كويتي عظيم تكريس 6 نوفمبر يوماً عالمياً لمنع استخدام البيئة في الحروب

الديبلوماسية الكويتية حوّلت كارثة حرق آبار النفط إلى عبرة عالمية

طلال العذبي: تدمير وحرق 1037 بئراً نفطية تسببا بـ 150 طناً من الملوثات الجوية عدا التلوث براً وبحراً

أمثال الأحمد: مع فريق الإطفاء الكويتي عايشت تجربة تحدٍ ورأيت مدى تفانيهم ومخاطرتهم بحياتهم

العدساني: إقرار اليوم العالمي يحتم على الحكومات التعاون لتفعيله ورفض استغلال البيئة في الصراعات

أبوالحسن: 6 نوفمبر يبقى في ذاكرة البشرية يوماً انتهت فيه أكبر مأساة بيئية في التاريخ

حدثان تاريخيان استحضرهما المتحدثون في مركز جابر الثقافي الأول من أمس، الأول، الإنجاز البطولي للفريق الكويتي في إطفاء آبار النفط المشتعلة في زمن قياسي، والثاني، تكريس السادس من نوفمبر، يوماً عالمياً لمنع استخدام البيئة في الحروب، كإنجاز كويتي عظيم ما كان ليتحقق لولا جهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد.

واعتبر وكيل وزارة النفط الشيخ طلال العذبي، خلال حفل إحياء اليوم العالمي، ان الكويت شهدت «أكبر كارثة بيئية عرفها التاريخ البشري»، حين دمرت القوات العراقية في عام 1991 آبار النفط الكويتية، وحرقت نحو 727 بئرا نفطية، مشيدا بدور ابناء الكويت في التصدي لهذه الكارثة.

واضاف العذبي، ان تدمير 1037 بئرا نفطية وحرق الآبار تسبب بتلوث الهواء بحوالي 150 طنا من الملوثات الجوية شكلت أضراراً جسيمة على الصحة العامة، إضافة الى تلويث البيئة براً وبحراً.

وذكر ان الكويتيين بذلوا بعد تحرير البلاد جهودا جبارة لاطفاء الآبار التي اشعلتها القوات العراقية في غضون سبعة اشهر، لافتا الى ان «الخبراء توقعوا أن يستغرق إطفاؤها أكثر من عامين».

واشار الى ان «خسائر القطاع النفطي قدرت بنحو 75 مليار دولار آنذاك»، مشيدا بدور ابناء الكويت خلال تلك المرحلة، وفرق الإطفاء الدولية التي ضمت 27 فريقاً، من بينهم 26 عضوا كويتيا، استطاعوا إخماد 41 في المئة من مجموع الآبار المشتعلة، محافظين على ثروات الوطن.

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الوطنية نزار العدساني، ان اقرار اليوم العالمي لعدم استخدام البيئة في النزاعات، يحتم على الحكومات التعاون لتفعيل هذا القرار، ولوضع حد لاستخدام البيئة في الصراعات والحروب.

وأوضح أن تكريم أعضاء فريق اطفاء الابار وكل من ساهم في حماية البيئة آنذاك، واجب على الجميع، لما بذلوه من جهود لوضع حد للكارثة البيئية التي افتعلتها القوات العراقية.

ومن جهتها، اعربت رئيسة مركز الكويت للعمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد، عن فخرها بوجود اعضاء فريق اطفاء الابار الكويتي «الذين عايشت معهم تجربة تحد، ورأيت مدى تفانيهم ومخاطرتهم بحياتهم لاطفاء الآبار المشتعلة».

وأشارت الى دور سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، الذي كان وزيراً للخارجية والمجلس الاعلى للبيئة أنذاك، في ايصال القضية البيئية الكويتية الى اروقة الامم المتحدة وتسليط الضوء على الكارثة البيئية، معتبرة اعلان اليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب «انجازا كويتيا عظيما ما كان ليتحقق لولا جهود سموه».

بدورها، أعربت رئيسة جمعية حماية البيئة وجدان العقاب، عن تقديرها لوضع مؤسسات وشركات القطاع النفطي الكويتي الاهتمام بالبيئة وسلامتها على رأس اهتماماتها، ولدورها في التنقيب عن النفط لاثراء اقتصاد البلاد.

وشددت على «ضرورة عدم زج البيئة في المنازعات، اذ ان الضرر البيئي قد يخرج من حدود الدول المتنازعة مؤثرا على الدول الأخرى، وما قد يشكله ذلك من خطورة على الموارد الطبيعية والصحة العامة التي تمتد إلى الاجيال المقبلة». واكدت اهمية دور المجتمع المدني في وضع حد للتجاوزات العسكرية على البيئة، لمنع استخدام البيئة كسلاح ضد البشرية، معتبرة نجاح الديبلوماسية الكويتية والمجتمع المدني في إقرار يوم السادس من نوفمبر يوما عالميا لمنع استخدام البيئة في الحروب احد أبرز الأمثلة لهذا الدور.

من جانبه، أشاد ممثل الكويت السابق في الامم المتحدة المستشار في الديوان الاميري محمد أبوالحسن، بدور سمو امير البلاد عندما كان وزيرا للخارجية في «تعريف العالم باهمية هذا الحدث عالميا، وتحويل عملية اطفاء الآبار من نجاح محلي الى نجاح عالمي».

وقال ابوالحسن الذي كان ممثلا للكويت في الأمم المتحدة انذاك، انه اصر على تحديد تاريخ السادس من نوفمبر ليكون يوما عالميا لمنع استخدام البيئة بالحروب، رغم ممانعة الوفد العراقي حيث تم اقراره «ليبقى في ذاكرة البشرية بأنه يوم انتهت فيه اكبر مأساة بيئية في التاريخ».

ومن ناحيتها، قالت مديرة ادارة المراكز الثقافية في الديوان الاميري سحر العقاب، ان «بيئة الكويت عانت من جريمة حرق الابار فهب أبناؤها بمشاركة فرق اطفاء دولية لاخماد الابار المشتعلة حتى تم اطفاء آخر بئر في السادس من نوفمبر 1991، مؤكدة دعم المراكز الثقافية لاحياء هذه الذكرى التي تمثل ملحمة وطنية جسدها ابناء الكويت».

ومن جانبه، قال عضو الفريق الكويتي لاطفاء الابار عيسى بويابس، نيابة عن الفريق، ان «الكارثة البيئية التي أصابت الكويت تشكل ذكرى خالدة لدى الكويتيين، لما جسدوه خلالها من وحدة والعمل يدا واحدة للحفاظ على الثروة النفطية المورد الرئيسي لاقتصاد البلاد».

واشار الى سعي «الفريق الكويتي بهمة لاطفاء الابار في مدة قياسية لأجل الوطن، الامر الذي يجعل للكويت الحق في ان تفخر بشبابها الذين اثبتوا جدارتهم في العديد من المجالات».

قرار الأمم المتحدة بتخليد 6 نوفمبر يوماً دولياً

أصدرت الأمم المتحدة قرارا عام 2001 باعتبار السادس من نوفمبر يوما دوليا، لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية بمبادرة من دولة الكويت، حيث يوافق هذا اليوم اطفاء آخر بئر نفطية التي احرقتها القوات العراقية في فبراير 1991.

وهدف الاحتفال بهذا اليوم الى تكريس الجهود لنشر الوعي اللازم في شأن الحفاظ على البيئة، وضمان أن يكون العمل على البيئة، جزءا من استرايتيجات منع الصراع وحفظ السلام

المصدر :

الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock