جامعة الكويت ودعم العمالة | كتب: عبدالرحمن الشمري
لا يسع مقال واحد ان يصف حال الموارد البشرية في الكويت، ولا اعلم ان كان شعوري مبالغا فيه بحجم هذه القضية الهائل، أم غيري الكثير. ولا اعلم ايضاً ان كانت هناك فعلاً رؤية لحل المعضلة المتعلقة بهذا الموضوع! لنكمل حديثنا: أُنشئت جامعة الكويت في عام 1966، يعني أنها عاصرت الزمن الذهبي للكويت، زمن النهضة ونمو الاقتصاد النفطي. وأي جامعة بحجم جامعة الكويت وحتى أصغر من حجمها بكثير هي مؤسسة تعليمية وبحث علمي، ولكن السؤال: هل فعّلت جامعة الكويت دورها المهم تجاه نمو الدولة ونمو خبرات ومهارات صناعية بالتعاون مع مختلف القطاعات في الدولة من خلال البحث العلمي؟ أم انها كانت وما زالت تحتوي على ثقافة الرغبة في احتكار التعليم والمناصب الأكاديمية لفئات محددة، وهذا من أسباب عدم تطور الجامعة ونموها، وهناك الكثير من الأمثلة وليس هذا المثال فقط. ومن الجانب الآخر، أستغرب جشع الجامعات الخاصة من خلال رسومها الباهظة وعدم مساهمتها للدولة من خلال البحث العلمي، بالرغم من ان الدولة ساعدت هذه الجامعات كثيراً من خلال دعم التراخيص وتكثيف البعثات الداخلية.
نعود من مسؤوليات جامعة الكويت والجامعات الخاصة إلى الفراغ في الخبرات والمهارات والمهن في مختلف المجالات، أذكر قبل حوالي عشر سنين شاهدت مقابلة للزين الصباح مع اوبرا وينفري، وجاء الحديث عن الكويت، فكانت الزين الصباح تشرح بعض اللمحات عن المجتمع الكويتي، فتساءلت اوبرا بإعجاب كيف أن الوافد يعمل كل شيء والمواطن لا يمتهن ولا يعمل أي شيء؟! وقد انزعجت كثيرا من المقابلة بسبب إعطاء هذه الصورة عن الكويت، ولو أنها حقيقة مع الأسف! ولكن الآن وبعد أن خالطت المجتمعات الاخرى لا انزعج ابدا، لأننا يجب وبكل شجاعة أن نعترف بالأمراض التي تحيط بنا كي نستطيع معالجتها في ما بعد.
أختتم هذين المقالين بآخر مثال وهو الأهم، أرادت الدولة ان تشجع المواطن على العمل في القطاع الخاص من اجل تنويع الخبرات وتخفيف العبء عن ميزانية الدولة، وهذا عمل له محل تقدير، ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟! أتعلم عزيزي القارئ ماذا حصل؟! حصلت وما زالت تحصل كارثة كبيرة وهي عبارة عن بالون ان انفجر قد يؤثر في الكويت، وهو موضوع دعم العمالة الوهمية! وأعول على القارئ الكريم أن يسامحني إن كنت فعلاً قد لامست جرحا، وهو بالنسبة لي جرح عميق.
عبدالرحمن الهداد الشمري