التطبيقي بين عدم توافر الشعب وحملة التدريس بالمجان | د.محمد السبيعي
تدريس بالمجان:
جميلة جدا اعلانات التطوع لتدريس طلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريس بالمجان من قبل مجموعة من حملة شهادة الدكتوراة وغيرهم عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي… ولكن ما هكذا تورد الابل يا متطوعين .. سؤال بسيط: ماهو السند القانوني لفتح شعب دراسية وتكليف أشخاص محترمين لا يحملون اي صفة انتماء لهذا الصرح التعليمي لتعليم الطلبة المنتسبين بدون مقابل مادي؟
طبعا لا يوجد.
لذلك على رسلكم وعن الاعلانات الشكلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. مشاكل الهيئة العامة للتعليم التطبيقي مع تسجيل الطلبة هي مشاكل أزلية ولا تنفع سياسة التطوع (ان اخذناها بالحسبان) في حل هذه الازمة لاسباب متعددة وممكن ان نوجز بعضها بالأتي:
1-سياسة الهيئة في مسألة قبول الطلبة لا تتناسب و قدرتها الاستيعابية … السعة المكانية واعداد الهيئة التدريسية تحتم عليها عدم تجاوز رقم معين بقبول المتقدمين … الا أننا نتفاجئ كل عام دراسي بقبول اعداد تفوق القدرة الاستيعابية بكثير قد تتجاوز النسبة 40% ونتعرض كل فصل دراسي لنفس المشاكل ولا نجد لها حل.
2- غايات الطلبة واهدافهم أيضا عامل مهم فكثير ما نجد من الطلبة من يتخذ الانتساب الى الهيئة كمرحلة انتقالية طمعا بالمكافأة الطلابية الى أن يجد مبتغاه بجهة أخرى يجد بها نفسه. ونلاحظ ذلك من خلال الحرمانات المرصودة خلال الشعب ونسب الرسوب العالية وهو بذلك يتخذ مكانا دراسيا ويزاحم من كان هدفه التحصيل العلمي ونيل الدرجة العلمية ونتيجة لذلك نجد التكدس الحاصل في الشعب الدراسية لدرجة ان في أحد الشعب الدراسية الهندسية لهذا الفصل وصل عدد الطلبة بها الى 40 طالب و بعض المواد الادبية الى 70 طالب!!
3- المعالجة المتأخرة الدائمة لدى ادارة الهيئة هي السمة الدائمة ولا نلومها على ذلك لأن جميع ما ذكر من اسباب نتاج سياسة حكومية خاطئة فلا هي تملك قرار رفض المتقدمين ان اجتازوا الشروط والالتزام بقدرتها الطلابية بخلاف جامعة الكويت ولا هي صاحبة استقلال مالي واداري كجامعة الكويت وقادرة على توفير الملاءة المالية الكفيلة بحل هذه المشاكل ان وجدت. الهيئة كانت ومازالت من تلقى على كاهله نتاج السياسات الخاطئة كحل اخير لمن لا يجد فرصة دراسية أخرى لاي سبب كان ونتيجة لذلك وصلنا الى هذه الاعداد الهائلة من الطلبة.
لن أطيل بشرح المزيد من الاسباب .. فما قد ذكرت كافي لتبيان بعض اوجه الخلل
أعود الآن الى موضوع المقالة الاصلي وتطوع الأخوة مشكورين للتدريس المجاني. بادئ ذي بدء اشكرهم على روحهم العالية و همتهم و اهتمامهم بمستقبل الطلبة ولكن:
1- أليس من الأجدر التطوع لصالح الجامعة خصوصا لمن ابدى الاستعداد من كادرها التدريسي والتدريس من غير مقابل لطلبتكم و بالتالي قبول أعداد تفوق ما تقبله الجامعة كل عام؟
2- لمن هم خارج الجسد الاكاديمي ما هو السند القانوني للمساهمة بتدريس الطلبة من غير مقابل وانتم لا تحملون اي صفة انتساب اليها؟ ايضا اليس من الافضل اتباع السبل القانونية و التقدم بطلبات للعمل كمنتدبين و يتم عمل مقابلات لكم من قبل الأقسام العلمية للتأكد من كفاءة بعض من صرحوا بالعمل بالمجان وعندها يتم تحديد من هو كفؤ للتدريس بالهيئة ممن لا يستحق؟
3- الا تجدون أن التصريح بالتدريس بالمجان تكسب على حساب قضية الطلبة الأساسية وهي عدم اتخاذ الحكومة القضية التعليمية كأولوية ولها من الأهمية مالها خصوصا والطلبة يشاهدون التبرعات المالية والمساعدات تتوزع على دول العالم؟
4- لو تم الأخذ باقتراحاتكم وطلباتكم.. الى متى وأنت مستعدون للتدريس بالمجان؟؟ فصل دراسي؟ فصلين؟ ثلاث فصول؟؟
5-للعلم لم يقصر أحد من اعضاء التدريس بأداء واجبه الا ان سياسات القبول هي من يجب ان يتغير و يراجع وهذا هو المطلوب من الهيئة أو القدرة على انتزاع الحقوق المالية لمنتسبيها متى ما اعلنت استعدادها لقبول هذه الاعداد الهائلة. فلو اطلعتم على جداول اعضاء التدريس سوف تجدون من يدرس ساعات بالمجان … الا أن هذا الوضع مصيره عدم الاستمرارية ويجب ان تتم المراجعة والمعالجة.
6- بدلاً من الإعلان المؤقت للتدريس بالمجان .. اليس من الافضل والأجدى المطالبة بفتح جامعات حكومية أخرى لتخفيف الضغط عن جامعة الكويت الوحيدة و فتح تخصصات مختلفة تحتاجها الكويت مستقبلا و قبول جزء من طلبة التطبيقي الذين لم يحالفهم الحظ بدخول الجامعة بسبب القدرة الاستيعابية للجامعة؟
7- لن تنال هذه المحاولات والاعلانات من مكانة أعضاء التدريس واظهارهم بصورة لا تليق بهم … فتضحياتهم لا تقبل الشك وجهودهم مقدرة من الطلبة قبل الادارة وعلاقة الأساتذة بالطلبة علاقة جدا متميزة ومبنية على الإحترام والتقدير ولن ينال منها أياً من كان.
آسف على الإطالة.
د.محمد علي السبيعي
كلية الدراسات التكنولوجية.
17 مارس 2016