«علوم وهندسة الحاسوب» تعيد قسم هندسة الكمبيوتر إلى «البترول»!
غياب مدير جامعة بالأصالة يفتح باب «اللعب»
هل انتهت المؤسسات الأكاديمية من السير وفق النهج العلمي والإداري الصحيح مع انتشار شخصيات أكاديمية في مواقع صنع القرار تريد أن تسير الأمور وفق «منهجها الفردي»، والذي لا ينم عن أي نوع من الإصلاح العلمي أو الأكاديمي، فما يحدث في كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الكويت أمر مؤسف على حد وصف أوساط أكاديمية تتابع ما يحدث في الجامعة.
فكرة إنشاء كلية علوم وهندسة الحاسوب بدأت في عهد مدير جامعة الكويت السابق د. عبدالله الفهيد، حتى تكون هناك كلية خاصة بهندسة الكمبيوتر، حيث إن الأمر الذي كان موجوداً في وقت سابق يعتبر غير صحي، وهو وجود ثلاثة أقسام معنية بمجال الحاسوب وهندسة الكمبيوتر في مقر علمي أكاديمي واحد وهو جامعة الكويت، فهناك قسم للكمبيوتر في كلية العلوم وقسم في كلية البنات الجامعية قبل أن يتم تغيير مسماها وقسم هندسة الكمبيوتر في كلية الهندسة والبترول، وانطلقت الفكرة لكي تكون حلماً للارتقاء بجامعة الكويت ورفع اسمها ما بين الجامعات العريقة بأن تكون هناك كلية مستقلة عمل الحاسوب، وانتهت فترة إدارة د. عبدالله الفهيد ووصلت نسبة الإنجاز إلى ما يقارب %90.
نقل المكاتب
استمر الوضع في ما بعد، حين ترأس د. عبداللطيف البدر وأكمل المسير، وذلك من أجل تحقيق إنجاز يحسب للجامعة، وهو إنشاء كلية في عهده، وهذا ما حدث على أرض الواقع، حيث بدأت الكلية في العمل على أرض الواقع واستقبلت في قاعتها طلاب وطالبات من أعلى المعدلات، إلا أنه بعد فترة بدأت تظهر خلافات على السطح لم تكن ظاهرة في بداية الوقت، والتي تتمثل في أن قسم هندسة الكمبيوتر في كلية الهندسة والبترول لم ينقل مكاتبه من موقع الخالدية، إذ اتضح في ما بعد اعتراضه على فكرة إنشاء الكلية من الأساس، أي قبل 7 سنوات تقريباً، وهذا ما أثار تساؤلات غريبة في ذهن كل من مدير الجامعة والقائمين عليها، لأن الأمر خرج بمرسوم أميري وهذا أمر غير قابل للمقايضة أو التراجع في الموضوع.
البرستيج
واستمرت المشكلة قائمة حتى يومنا هذا، بدأت أصوات تخرج من قسم هندسة الكمبيوتر تقول: اننا نريد البقاء في كلية الهندسة والبترول من أجل «البرستيج»، ومن أجل الحافظ على مسمى «مهندس» ما بين المجتمع بشكل عام، وان من قبل بالدخول في كلية الهندسة والبترول من مخرجات الثانوية، يعتبر أفضل ممن يريد القبول في كلية علوم وهندسة الحاسوب، والشيء الذي لا يمكن ان يقال بحق أكاديميين في جامعة، هو ما قاله أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية علوم وهندسة الحاسوب، ان رفض الانتقال بسبب الاضافي أو الساعات الزائدة، حيث كانوا في كلية الهندسة والبترول يأخذون «شعب الإضافي» وبعد الانتقال لا يوجد أي «شعب إضافية»، حيث لا يوجد أيضاً أي شعب في الفصل الصيفي، وذلك بسبب عدد المقبولين في الكلية لانها تعتبر حديثة لكي يكون فيها اعداد كبيرة.
هذا المسلسل، استمر حتى انتهت مدة تكليف د. عبداللطيف البدر ،وجاء وقت الفراغ الإداري الذي تعيشه جامعة الكويت من خلال عدم وجود مدير جامعة بالأصالة بسبب تأخير وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى في ترشيح أحد لمجلس الوزراء، وحين علم د. العيسى بهذه الحوادث، التي تعصف بكلية جديدة بسبب مزاجية بعض أعضاء هيئة التدريس، قام باقحام وكيل التعليم العالي، الذي ينتمي الى قسم هندسة الكمبيوتر في كلية الهندسة والبترول، والذي كان يوماً مؤيداً لانشاء هذه الكلية كونه أحد أعمدة الإدارة الجامعية في عهد عبدالله الفهيد وحين انتهت ولايته أصبح معارضاً لهذا المشروع.
تدخل وكيل التعليم العالي
مصادر جامعية أكدت ان دخول وكيل التعليم العالي بالقضية يعتبر تدخلاً في صميم الجامعة بسبب قربه من وزير التربية د. بدر العيسى، حتى ولو كان أحد ابنائها، لأنه في نهاية الأمر وكيلاً للتعليم العالي، ويفترض به ان يكون قد خرج من هذه المؤسسة، لأن التشابك والنظرية القديمة بأن تكون جامعة الكويت تحت مظلة وزارة التعليم العالي هي حلم رواد الكثيرين قبل الوكيل الحالي، ان تكون مرة اخرى، وذلك من أجل ان يسيطر على الوضع الأكاديمي بشكل عام، وهو الآن بدأ بالتدخل لحل مشكلة قسم في كلية حديثة.
وأكدت المصادر ان الحلول التي قدمها وكيل التعليم العالي مع بعض الأطراف المعارضة تعتبر نوعا من «اللف والدوران» حول اللوائح والمناهج العلمية، حيث تم اعتماد نقل هندسة الكمبيوتر الى كلية الهندسة والبترول على ان يتم انشاء قسم جديد تحت اسم «هندسة البرمجيات» يحل مكان قسم هندسة الكمبيوتر وذلك من باب ارضاء جميع الأطراف المعنية، متناسين تداخل المناهج الدراسية مع مرور الوقت.
تخبط أكاديمي
تساءلت الاوساط الأكاديمية قائلة: ما ذنب الطلبة في هذه التصفيات الأكاديمية التي تحدث بين الاساتذة، وأين دور وزير التربية والتعليم العالي د. بدر العيسى من هذا التخبط الاكاديمي في عملية الغاء أقسام ونقل وانشاء اخرى من اجل اسباب تبدأ لاختلاف نوعية الطلبة من الهندسة والبترول الى علوم وهندسة الحاسوب، الى سبب واه آخر وهو عدم وجود شعب اضافية في الكلية الجديدة، بالإضافة الى ان الكلية في طريقها الى انها لن تطرح جدولا صيفيا في الاعوام القادمة؟