سائق منزل
لا أعلم لما أشفق عليه ! ربما لأنه كان دائما ما يقول حاضر مومئا برأسه حتى قبل أن أنهي الطلب الذي أردت أن أوصيه به فما أصعب اختفاء ال “لا” و ال “ربما” من القاموس والبرمجة على خيار واحد لا خيار فيه ولم يختره أصلا بل فرضته سطوة الظروف تحت بند “سائق منزل”. أسعد بكل اختناق مروري يصيب الطريق فهو وسيلتي وفرصتي لأفك اختناق كلماته الرتيبة التي تلقاها دون أن يتلقن سواها فأجدني أبادر بسؤالي رغبة في تدريب لسانه على مفردات جديده.
-لماذا تزدحم شوارعنا اليوم يا أحمد؟
وتأتي كلماته متلعثمة يتخللها حك لرأسه فهو يسترجل دورا مختلفا الآن يستعصي عليه اتقانه ويستعصي علي منع ابتسامتي على جوابه الخارج من المنطق من منطق رتيب لم يعتد سوى روتين واحد. أسند رأسي على المقعد بعد فشل تلك المحاولة وكل ما يسكن عقلي هو التفكير بالنعمة العظيمة والنعيم العظيم الذي أغرق به فأنا أملك الحروف وأملك احتراف تركيبها كيفما أردت و بإرادة الكيف فالحمدلله ولله الحمد
لميس الحبيب