د. محمد الدويهيس يكتب: العادات البالية والتخلف الحضاري
إن الجهل الذي تتميز به العديد من الثقافات هو السبب في تردي الحضارة الإنسانيةوزيادة الحروب والخلافات بين الشعوب والأمم . فإذا أردنا أن نبني ونسمو بالحضارة الإنسانية فإنه يتوجب عليناالقضاء على جهل الأفراد وجهل الشعوب والأمم.
فمن خلال الإرث لكثير من العادات والممارسات الخاطئة يأخذ البعض بالميل والتعنصر لبعض العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة التي ورثها عن أبائه وأجداده ولَم يستطتع مع مرور السنين وتغير المجتمع وأساليب الحياة وتداخل العلاقات الإنسانية والتغير في الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الإجتماعي أن يتخلص أو يغير من عاداته العائلية و الإجتماعية البالية بل ظل البعض متمسكاً بها بالرغم من تعارضها سماحة الأديان ومع تطور العلم والمعرفة المتجددوالانفتاح وعصر العولمة
والمثير للضحك هو أن تجد بعض من يحمل درجات علمية عليا ومن نظن أنهم يحملون لواء الثقافة والإنفتاح لا يزالون متمسكين في هذه العادات والثقافات البالية!! وعندما تسألهم عن أسباب ممارستهم وقيامهم بهذه العادات البالية يكون ردهم ببساطة :عادات سار عليها الأجداد والأباء ومن الصعب التخلي عنها رغم عدم اقتناعنا بها!!
المصيبة أن البعض استطاع أن يسخر ويستثمر وسائل التواصل الإجتماعي والوسائط التكنولوجية الحديثة لتعزيز وانتشار هذه الثقافات والعادات والممارسات البالية بين جيل الأبناء بشكل كبير !!
وقد خرج تأثير هذه الثقافات والممارسات الخاطئة من محيط الفرد والعائلة ومستوى المجتمع إلى مستوي الدول والشعوب!!
وأصبحت هذه الثقافات البالية هي محور الخلاف بين الشعوب والأمم وسبباً من أسباب الحروب والنزاعات بين الشعوب وسبباً من أسباب التخلف الحضاري الذي تعاني منه البشرية ويعاني منه الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أوجنسه أو عرقه!!
لذا يجب أن نحرر الجيل الجديد من ثقافة الجهل المبنية على الأفكار والمعتقدات البالية والتحيّز والتعنصر وأن ننفتح على العالم الإنساني بعقول وقلوب مفتوحة تتقبل التعايش مع الآخرين وتحكم العقل والمنطق وتؤمن بأن الحضارة الإنسانية هي ملك لبني الإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو جنسه أو دينه،وأن الخلافات الثقافية البالية هي السبب في تدهور الحضارة الإنسانية وتعاسة الإنسان.
ودمتم سالمين