د. بهيجة بهبهاني تكتب: ما سبب أزمة «التطبيقي»؟
شدّد وزير التربية وزير التعليم العالي د.حامد العازمي على الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، بضرورة وضع خطة لأزمة الشُّعب المغلقة، لا سيما أن أعدادا كبيرة من الطلبة سجلوا بأقل من 10 وحدات دراسية، مما أدى الى تنظيم اعتصام طلابي بقيادة اتحاد الطلبة. وبناء عليه، طالب «التعليم التطبيقي» بزيادة الميزانية لقبول الاعداد الكبيرة من المستجدين، لا سيما ان كليات ومعاهد «التطبيقي» يتجه اليها كل من ترفضهم جامعة الكويت والبعثات الداخلية والخارجية. وتشير التوقّعات الاولية الى أن اعداد المستجدين في العام المقبل ستفوق العام الماضي بـ%2، مما يتطلب ضرورة وضع الحلول اللازمة، من خلال اعداد خطة شاملة، كما أن اعدادا كبيرة من المستجدين أجلوا قبولهم بسبب قيام الهيئة تغيير رغباتهم من دون ابلاغهم. ومن خلال خبرتي الكبيرة في كلية التربية الاساسية، وهي اكبر كلية بدول مجلس التعاون الخليجي، فان ما يحتاجه «التطبيقي» بشدة ليكون باستطاعته استيعاب الاعداد المتزايدة فصليا، زيادة المنشآت لجميع كليات الهيئة بهدف توفير عدد مناسب من القاعات الدراسية والمختبرات والاجهزة العلمية، فقد وصل عدد الطلبة حاليا في بعض المقررات النظرية الى 100 طالب بالقاعة الدراسية والعدد اللائحي هو 50 طالبا! وفي المقررات التطبيقية والعملية وصل عدد الطلبة الى 50 طالبا في المختبرات، في حين ان العدد اللائحي هو 25 طالبا! وذلك من دون اعتبار لمحدودية محتوى القاعات والمختبرات من الاجهزة العلمية.. حيث ما زال عددها ذاته عندما كان عدد الطلبة نصف العدد الحالي.. ومعروف ان تدريس التخصّصات العلمية يتطلب بصورة اساسية قيام الطالب بإجراء التجارب وفحص العينات بنفسه.. فكيف تكون هناك جودة بالإنتاجية؟ وكيف نطالب باعداد خطة لقبول جميع الطلبة المتقدمين لكليات التعليم التطبيقي ومباني الكليات لا تتسع لهم ولا لتعليمهم تعليما جيدا؟
ان اقتصاد الدولة يعتمد على مدى كفاءة مخرجات التعليم وجودة انتاجيتها لتكون بذلك قادرة على اللحاق بمسار التنمية، فكيف لــ «التطبيقي» انجاز ذلك؟ تقارير المنظمات الدولية المهتمة بالتعليم مثل «اليونيسكو» وغيرها، وكذلك نتائج اختبارات «تيمز» التي حصلت فيها الكويت على المرتبة الأخيرة في الرياضيات والعلوم، تشير الى تدني مستوى التعليم الحكومي العام بدولة الكويت. فلماذا لا يتم تشييد مبان جديدة بكليات التعليم التطبيقي وتزويدها بالتقنيات الحديثة لضمان الجودة بالإنتاجية، وبالتالي قبول جميع الطلبة المتقدمين وتحقيق رغباتهم.
أ.د. بهيجة بهبهاني