وليد الغانم يكتب: مئات الطلبة المتعثرين دراسياً في الخارج!
كشفت إحصائية لوزارة التعليم العالي أن اجمالي عدد المتعثرين دراسيا من طلبة البعثات الخارجية بلغ مئات الطلبة خلال العامين الدراسيين الماضيين بين فصل وتجميد بعثة وانقطاع عن الدراسة او ايقاف بعثة او انسحاب.
عدد كبير اذا صحت الارقام الواردة في هذة الاحصائية للطلبة الكويتيين المتعثرين في الخارج، ولا أتخيل كيف يتجاوز العدد في سنتين فقط هذا العدد الكبير، ومن مختلف جامعات دول العالم العربية والغربية، ولقد قرأت تعليقاً في «تويتر» على هذا الخبر لإحدى المسؤولات في وزارة التعليم العالي، مضمونه ان هذا العدد مبالغ فيه، وربما يشمل الطلبة الدارسين على حسابهم، وليس المبتعثين من الدولة فقط، وسواء أكان هؤلاء طلبة مبتعثين او يدرسون على حسابهم الخاص فان هذا التعثّر الفظيع يستحق الوقوف عنده، والنظر في اسبابه لمعالجته وتقليصه للحدود الدنيا، فان مصلحة ابناء الكويت من مصلحة الوطن، ولا يجوز ان نغض الطرف عن هذه الأزمة التعليمية..
هل السبب ان الطلبة لا يحسنون اختيار التخصصات المناسبة، هل الظروف المعيشية خارج الكويت تشق عليهم؟ هل تتعسّف الجامعات الخارجية مع الطلبة لأسباب مادية؟ هل يتهاون بعض الطلبة في الالتزام بالدوام والاجتهاد في الدراسة؟ هل المكاتب الثقافية تقوم بدورها بشكل كامل وتقدم الخدمات الارشادية الكفؤة لهم؟ هل الاتحادات الطلابية تحتاج مزيدا من الدعم لمساندة الطلبة في الخارج؟ هل توقع البعض بسهولة الحصول على المؤهل بأدنى قدر من الحضور والتعلم كما شاهدنا العشرات ممن حصلوا على شهادات عليا خارجية من دون مغادرتهم الكويت مطلقاً؟!
نطالب وزارة التعليم العالي بتوضيح اسباب هذا التعثر المريب والاعداد الضخمة التي وردت في احصائياتها، كما ندعوها لدراسة وتحليل تلك الظاهرة والعمل على تصحيح مسار البعثات التعليمية الخارجية حماية للطلبة ورعاية لمستقبلهم، والله الموفق.
• إضاءة تاريخية:
«المهارة» أناس طيبون قدموا الى الكويت في عشرينات القرن الماضي، وفتح الكويتيون بيوتهم لصغار ابنائهم للعمل الشريف لاستقامتهم، واشتغلوا ايضاً بمهنة نقل الماء، وبعضهم ركب البحر في السفن الكويتية كغاصة وسيوب، وهم قوم نشطون واشتهروا بالبيع المتجول وندائهم بكلمة «خام.. خام»، ولهم فريج عُرف باسمهم في الحي القبلي بالقرب من مسجد «بنْ حِمد»، الذي اشتهر باسم مسجد المهارة ــ من مقالة د.عادل العبد المغني ــ (القبس ــ 1997/12/4).
وليد عبد الله الغانم