كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب: وقفوهم إنهم مسئولون

نتأمل قليلا في الآية الكريمة : ” وقفوهم إنهم مسئولون ” فالكون مليئ بالخيروالحسنات ، وقليل منه شر وسيئات .. فنحن أحياء نرزق في مساحات صغيرة من الكرة الأرضية وقد إنتشر به الإنسان والطير والحيوان والهوام ، وكثير من المخلوقات الأخرى على وجه تلك البسيطة ..

جميعنا مهتمون بتفاصيل الحياة ، وما نراه من جميل الصدف وعكسه السيئ ، ومن حلو الحياة .. ومرها ، وأمور كثيرة في الحياة تعنينا بالإهتمام .. أو بتركه .

فالأسرة تبدأ بالوالدين والأبناء ، والطفل هو ” اللبنة الأولى ” والأهم في مجتمعنا ،

والإهتمام به بشكل سليم يجعل بناؤه مستقيما وجميلا مهما إرتفع وتعاظم ومنه يتفرع جيل المستقبل .. الجيل الصاعد بجميع فئاته وتفاعلاته وتشعبه ، ويمثل التأثير الأقوى حسب نشأته الأولى ..

التربية الصحيحة منذ الصغر .. هو تعليم وتثقيف وإحياء لجميع الميول المعنوية والفكرية لدى الطفل ، حيث يتعرف على أصول الحياة وحب وإحترام الأسرة ، فتنموا أفكاره على طاعة الوالدين وإحترامهما والدعاء لهما بالخير .

قلب الحدث كالأرض الخالية ، وكالصفحة البيضاء ، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة ، الآباء والأمهات هم الذين يجعلون قلوب أطفالهم تتزين باللين والرفق ، ويتحلون بالأخلاق الحميدة ، لذا يجب الإهتمام بصحة الطفل وتغذيته تغذية صحية سليمة يجعله نشط الدماغ ، قوي البنية ، فالغذاء السليم ينمي الجسم ويغذي العقل منذ الصغر .

الإسلام دين العقل والمنطق .. كما هو دين العلم والمعرفة ، ومن تعاليم ديننا نشأوا أطفالنا وتربوا على نهجه .

ففي بعض الدول التي تمارس فيها بعض العادات والتقاليد القديمة ، تمارس فيها كذلك (العقوبة الجسدية) فهي مازالت إعتيادية حتى يومنا هذا .. ويعامل الطفل كممتلكات خاصة ، لا كأفراد لهم حقوق ، وتظهر كثير من العوارض النفسية والمآسي بسبب الضرب والقسوة ..

ففي الآونة الأخيرة بدأت تتدخل منظمات حقوق الإنسان والهيئات العالمية لحفظ حقوق الطفل وحفظ كرامته وعزله عن أسرته عندما تظهر آثار الضرب والعنف على جسده الضعيف وذلك لإنعدام الوعي الثقافي ، وقد أنشأت (محكمة الأسرة) في الكويت ولها عدة أفرع .. لنفس الأسباب ولحفظ حقوق أفراد الأسرة ، وفض المنازعات الأسرية بجميع أشكالها ..

ومن خلال عملي في الإدارة المدرسية .. لاحظت بعض المشكلات ولدى بعض الأسر وليس الجميع ، وحصدنا حالات شبه كارثية من الطبائع  الغريبة والمعتقدات البالية والتي مازال البعض يتقيد بها من الآباء والأمهات .. كإبقاء البنت الكبرى في الأسرة في البيت بجوار والدتها عندما تضع مولودها ، ووالدها يصر على تغيبها عن المدرسة مما يكون له أثر سيئ على تحصيلها العلمي ، كذلك بعض أطفال الرياض في المستوى الأول كثيرو الغياب ، وأحيانا بسبب تغيب أحد إخوته عن المدرسة ، فيتغيب هو كذلك ويبقى معه في البيت، لماذا لا نعلم .. ! ومن الحالات التي يرثى لها .. إختيار ولي الأمر لتخصص إبنته المتفوقة دراسيا وحرمانها من إختيارها لطموحها العلمي ، مدعيا بأن تدخله هذا .. مفخرة لسمعته وشهرة عائلته مستقبلا .

وأبناء يشتكون لله وحده بتضرع وقلق وخوف من مستقبل قادم ، مستقبل مظلم موحش ، ليس بالضرورة أن تكون الأسرة سببا في نقص تهذيبهم أو تعليمهم ، إنما الفراغ والبطالة هما سببان رئيسيان بسبب عدم حصولهم على فرصة عمل .

ديننا الإسلامي القويم نهج وثقافة .. فالأسرة التي تمارس الأوامر الإلهية في الأخلاق والمعاملة .. يديرون شئونهم طبقا للعدالة والفضيلة ، موفقون في ظل الأمن والهدوء الفكري ، وكل منهم يؤدي واجباته بكل سرور وإرتياح ، والشمس تشرق في أرجائها بسبب قناعتهم بأن مايقومون به هوعملهم الفعلي ..

((  ومن لم يتعلم في الصغر، لن يتقدم في الكبر  ))

بقلم : هاشمية الهاشمي

Twitter : @H_ALHASHEMMI

Email : [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock