كتاب أكاديميا

د. حليمة الفيلكاوي تكتب: الأجهزة الالكترونية وأطفالنا

 

 

 

ترددت الكثير من المناظر وأصبح مشهدًا طبيعيًا أن نرى طفلًا صغيرًا ممسكًا بهاتف نقال أو أيباد ولا يتنازل عنه بل ويتعامل معه باحتراف ملحوظ ربما يفوقنا نحن الكبار أيضا، نجده يتصفح الإنترنت، ويشاهد مقاطع الفيديو ويحمل الألعاب والتطبيقات المتنوعة والبعض يفرح بهذا اعتقادا منه بأن ابنه ذكي فهو يتعامل مع هذه الأجهزة المتقدمة باحتراف، ولكننا لا نأخذ على محمل الجد أن استخدام هذه الهواتف النقالة لها أضرار كثيرة على الطفل، فما هي هذه الأضرار؟ وكيف نحد أو نقلل من استخدام الهاتف النقال؟
أضرار الهاتف النقال والآيباد على الأطفال:
كلنا نعلم أن أجهزة الهواتف المحمولة تبث ذبذبات، ولكن هل تعلمين مدى الخسائر التي تؤدى إليها، خاصة على الأطفال الصغار والرضع، ونحن هنا لا نتحدث عن الخسائر المادية، فهناك خسائر أكثر أهمية من الجانب المادي، انه الجانب الانساني والعقلي والنفسي والروحي ونوجزها فيما يلي:
1. رؤوس ومخ الأطفال تمتص وتستوعب ذبذبات وإشعاعات الهواتف المحمولة أكثر من البالغين، وهو ما يصل إلى 50 % من ذبذبات الهواتف المحمولة.
2. أثبتت الفحوصات والأبحاث الطبية مؤخراً أن هذه الذبذبات لها صلة بزيادة نسبة إصابة الأطفال والرضع بمرض سرطان المخ – لا قدر الله. ومن الأخطار التي قد تسببها ذبذبات وإشعاعات الموبايل: أورام المخ.، أنواع من انخفاض الخصوبة ، أضرار وأمراض وراثية.
3. الإفراط في استخدامها يضعف العضلات الدقيقة للطفل واللازمة لاستخدام الورقة والقلم.
4. الإشعاعات المنبعثة من الهواتف الخلوية تضعف الحاجز الدماغي الوقائي، وأدمغة الأطفال تمتص ضعف ما تمتصه أدمغة الكبار من هذه الإشعاعات.
5. إضعاف انتباه الطفل والتقليل من طول فترات تركيزه.
6. التشجيع على الخمول وقلة الحركة، مما يؤثر على استكشاف الطفل للعالم، كما يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن وما يترتب على ذلك من مشاكل صحية.
7. التطبيقات التعليمية الموجودة في هذا الجهاز يمكنها أن تساعد على تنمية الحصيلة اللغوية للأطفال دون العامين، بينما الأطفال دون السنتين لا يتعلمون كثيرًا من وسائل الإعلام الإلكترونية واستخدامها يؤخر نمو المهارات اللغوية ومهارات التفكير ويؤدي إلى تأخر الكلام.
8. ظهور صعوبات في التعلم.
9. مشاكل واضطرابات في النوم.
10. العنف والعصبية المفرطة.
11. نقص حاد في الذاكرة.
12. ضعف في قدرات القراءة
13. اصابة العديد من الأطفال بأمراض عصبية بسبب استخدام الهاتف النقال (الكهرباء الزائدة).
ومن أهم الحلول للحد من هذه الظاهرة الخطيرة:
1. من المهم جدا أن تكوني أنتِ ووالده قدوة في استخدام الآيباد والهواتف الذكية والتليفزيون، فليس من المعقول أن يرى الطفل والديه يستخدمان هذه الأجهزة في كل الأوقات وبدون ضابط ولا رابط ثم يطالب هو بالاعتدال في استخدامها. فالطفل يقلد ما يراه ما لا يسمعه من نصائح.
2. اعملي على توفير أنشطة حياتية بديلة يندمج فيها الطفل ويختلط فيها بأطفال آخرين، ليتعلم أن اللعب بهذه الأجهزة هو واحد من أنشطة عديدة يمكن أن نسلي بها أوقاتنا.
3. تحدثي مع طفلك عما يجذبه في الآيباد إلى هذه الدرجة وعن الأشياء التي يساعده على تجنبها في الحياة الحقيقية.
4. اتفقي معه على وقت محدد يستخدمه فيه، وعرفيه قبل انتهاء وقت لعبه ليستعد.
5. يجب الاتفاق بوضوح على المواد التي يمكنهم مشاهدتها والتي لا يمكن مشاهدتها كتلك التي تشجع على العنف أو تحتوي على تلميحات جنسية.
6. يجب التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بفترة وعدم السماح باستخدامها في غرف النوم حتى لا تؤثر على نومه.
7. احترام الآداب العامة والوالدين فلا يتم تشغيل واستخدام هذه الأجهزة أثناء الوجبات مثلا أو أثناء جلوس الأسرة مع بعضها البعض.
8. احرصي على مشاركة الطفل في استخدام هذه الأجهزة، بمشاركته ألعابه وما يشاهده وعمل صداقات معه على مواقع التواصل الاجتماعي.
9. التشجيع على مشاركة الآباء اللعب مع الأبناء وقضاء وقت كاف معهم لأن هذا يفيد الطفل ويسعده أكثر بكثير مما لو تُرِك وحده.
10. يمكنك استخدام كلمة سر للجهاز والحرص على ألا يستطيع الطفل تخمينها بسهولة.
11. وأخيرًا لا تترددي في طلب المساعدة من متخصص إن شعرتِ بالحاجة إلى ذلك.

 

 

د. حليمة الفيلكاوي
أستاذ مساعد – قسم علم النفس/ كلية التربية الأساسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock