كتاب أكاديميا

عزة الغامدي تكتب: تداعيات ضعف التعليم في الكويت

مع بداية السنة الدراسية الجديدة لجميع المراحل التعليمية في الكويت، بات الكل يصوب بسهمه نحو وزارة التربية والتعليم وتوجيه اتهامات بضعف مخرجات التعليم لدينا بشكل ملحوظ وهذه حقيقة لا ينكرها احد، فالمخرجات أغلبها ضعيفة وقد يعول البعض أن المسؤولية تقع بكاملها على عاتق وزارة التربية إلا أنها ليست وحدها المسؤولة عن ضعف التعليم فالشق الأكبر يتحمله الطلبة وأولياء الأمور ولنستطرد قليلا بالمسببات.
فالشق الذي تتحمله وزارة التربية يكمن بالدرجة الأولى في تناقض التعليم في الكويت بحيث تدرس المواد العلمية في جميع المراحل الدراسية باللغة العربية وحين يتجه الطلبة للمرحلة الجامعية في التخصصات العلمية يتم تدريسها باللغة الإنجليزية، وهنا تظهر الفجوة ويقل الاستيعاب ومعدل الفهم للطالب فإما أن ينتج عنه تسرب من التعليم الجامعي، وهذا بالتأكيد يتسبب إما في ضياع مستقبل الطالب الجامعي نتيجة وقوعه ضحية عدم تعريب العلوم في الجامعة أو تدريسها باللغة الإنجليزية في التعليم العام مما يدفع بالطالب إلى أن يحول إلى تخصصات أدبية لا تتطلب الدراسة باللغة الإنجليزية.
وهذه مسؤولية كبيرة تقع على مخططي المناهج فإما ان تعرب كلية العلوم والهندسة والطب والعلوم الإدارية وإما ان تتجه إلى تدريسها باللغة الإنجليزية في المدارس وقد تكون هذه ابرز عقبة حقيقية تواجه التعليم لدينا.
الشق الآخر: ضعف مستوى المعلمين سواء الوافدون أو الكويتيون وهنا يتوجب على وزارة التربية والتعليم العالي انتقاء الأفضل، إلا ان الشق الذي يتعلق بالمواطنين مرفوض نظرا لأن مخرجات كليات التربية في الكويت قانونا يعينون تلقائيا لدى مدارس التربية، إذن يتوجب غربلة القبول في كليات التربية كما ناشدنا وزارة التعليم العالي مرارا بان يتم وضع أساسيات والاعتماد على المقابلة الشخصية وانتقاء من لديه موهبة التدريس من بين المتقدمين، إلا ان سياسة القبول في كليات التربية لم تتغير.
بيد أن ذلك الأمر لا ينفي المسؤولية عن كاهل الطلبة وأولياء الأمور، فالزمن قد تغير وبات يتوجب على الطلبة بذل مجهود أكبر في الدراسة والمثابرة لنيل الدرجات العليا وعدم الاعتماد على الدروس الخصوصية كوسيلة لتعويض النقص في عدم تمكن المعلمين من إيصال المعلومة، فأولياء الأمور لا بد أن يعلموا أبناءهم كيفية البحث والتعلم الذاتي ومراجعة المدرس وإيقافه في حال عدم التمكن من فهم المعلومة ليعيدها أكثر مرة حتى يفهم فهذه مسؤولية معلم المدرسة ولا اعتقد أن هناك مدرسا أو مدرسة يرفضون القيام بواجبهم.
الأمر الآخر الذي تسبب في ضعف التعليم لدينا هو عدم رغبة بعض الطلبة في التعليم وهذه حقيقة، فتجد ان اغلب المراهقين يريدون اللعب والجلوس ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز أو الأفلام أو ارتياد المطاعم بشكل أسبوعي إذا لم يكن لدى البعض شبه يومي، وهذا كله يؤثر سلبا على مستوى تحصيل الطالب العلمي، فبينما هناك عائلات تشتكي من تدني مستوى درجات أبنائهم وضعف التعليم لديهم، هناك عائلات لا تشكو من ذلك الأمر البعض يعول الأمر على أن أبناءهم أذكياء ولدى متابعة يوميات الطالب المتفوق تجد أنه يدرس ويجتهد ويركز ولا يلهو كما يفعل الآخرون من أقرانه، لذلك تجد مستوى البعض عاليا مع ان المدرس والنظام التعليمي واحد إلا أن الطالب مختلف وأولياء الأمور مختلفين فأولياء أمور الطلبة الفائقين لا يسمحون لهم بالجلوس على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة اليوتيوب لساعات أو التنزه الأسبوعي، بل يمنعون عنهم كل وسائل مضيعة الوقت وتشتيت انتباه الطالب عن دروسه لذلك يتفوق أبناؤهم.
فغالبا ما يتم تحميل مسؤولية ضعف مخرجات التعليم على الحكومة وحدها، وهذا فيه إجحاف للحقائق نعم وزارة التربية تتحمل جزءا من المسؤولية ولكن الجزء الأكبر يتحمله الطلبة.

نقلاً عن القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock