كتاب أكاديميا

حسن علي الشواف يكتب: الديوان

منذ فترة قصيرة وفي إحدى الدول الأوروبية التقيت برجل بريطاني عن طريق الصدفة في إحدى حافلات النقل العام، جلس الرجل بجانبي وما إن بدأنا الحديث إلّا وفاجأني بإلمامه الغزير عن الكويت ومعالمها وتاريخها وعلى وجه الخصوص فترة الغزو العراقي الغاشم في سنة 1990، وكان يحدّثني بمعلومات دقيقة وأحداث تاريخية تخص نشأة الكويت واستقلالها عام 1960، ولكن ما شدني أكثر هو حديثه عن تجربته الشخصية مع الكويت عام 2014، حيث أثنى على أهل الكويت وأشاد بالكرم وحسن الضيافة التي يتحلّى بهما أهل الكويت، فقد زار الكويت لحضور إحدى المؤتمرات الهندسية، وبعد وصوله استضافه صديقه الكويتي في منزله وأعرب عن انبهاره بالمبالغة في إكرام الضيف واحترامه في الكويت.وفي ليلة من الليالي اصطحبه إلى ديوان العائلة  الرسمي ليندهش من فكرة الديوان في الكويت، فلم يجد وصفاً يصف فيه هذا المظهر سوى اللوحة الفنية، وكان معجباً إلى حدٍّ كبير بالتزام الجميع بارتداء اللباس الكويتي التقليدي، وأُعجب كذلك بفكرة تبادل الخبرات والأحاديث ومناقشة شؤون الحياة المختلفة حيث وصف هذا الديوان بالملتقى الفكري والاجتماعي.وبعيد رجوعه لبلاده قرّر أن ينقل هذه التجربة إلى أسرته وأصدقائه، فجمع العائلة وأبناء عمومته وأصدقائه وزملائه في منزله، واعتاد على هذا الأمر في كل أسبوع وبشكل مستمر فأصبحت عادة أسبوعية لا تنقطع، والظريف أنه أطلق على المكان اسم الـ «ديوان – Diwan» ، فأصبح هذا الاسم دارج بينه وبين روّاد المكان، والآن يعمل على إقناع أفراد مجتمعه بتوطيد العلاقات بينهم وتطبيق تجربة الديوان فيما بينهم.الديوان نموذج مشرّف يستحق أن يُضرب به المثل، وهذا الأمر يدعو للمفخرة، فينبغي علينا أن لا نطمس هذا التقليد في مجتمعنا، كما يجب على الآباء حثّ أبنائهم على إحياء هذا النوع من العادات والتقاليد لما له من نفع على المجتمع، كما أن على الدولة ومن خلال جهاتها الرسمية, وعلى وجه الخصوص وزارة الإعلام, أن تحرص على غرس هذه النوعية من العادات والتقاليد، فأقترح إنشاء جهة رسمية متخصصة تدعم وتحافظ على هذا الإرث وتروّج له، وتحث الأجيال القادمة للتمسك بمبادئه الصحيحة التي تبرز روح الثقافة الكويتية المستقاة من الثقافة الإسلامية بقيمها الراسخة والثابتة على مر السنين.


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock