الحداد: ارتفاع نسب القبول حطم طموحات الكثير من الطلبة .. وضع التعليم مؤسف والبيئة المدرسية طاردة ولا تواكب العصر
- المؤسسات التعليمية لا تلبي احتياجات سوق العمل ولا تصقل المهارات
- أغلب المناهج جيدة والتدريس يجب أن يكون في المدارس وليس المنازل
- بعض المعلمين يعتبرون التعليم تجارة وليس رسالة وهنا تكمن الكارثة
قالت المستشارة التربوية عزيزة الحداد ان وضع التعليم في الكويت مؤسف للغاية بسبب القرارات والتعاميم العشوائية والدليل على ذلك ان البيئة المدرسية أصبحت طاردة للمعلم والمتعلم حيث اننا نحتاج لزرع ثقافة جديدة تواكب العصر الذي نعيشه.
وأكدت الحداد أن التعليم يحتاج إلى استراتيجية جديدة بدماء شبابية من أهل الميدان لأنهم الأقرب الى التخطيط والرسم الذي تحتاجه المؤسسات التعليمية لنواكب الدول التي سبقتنا.
وأوضحت أن من أسباب تراجع مستوى مخرجات التعليم ان المؤسسات التعليمية لا تقدم ما يحتاجه سوق العمل بصفة عامة خصوصاً أننا مازلنا نقدم محتوى علميا فقط وتركنا التدريب على المهارات والتدريب على روح العمل والخبرات وصقل الأهداف الوظيفية وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• شهدت الساحة التربوية مؤخرا هجوماً حاداً على المعلمين الوافدين وهناك من حملهم مسؤولية تردي مستوى التعليم في البلاد ما رأيك؟
– التعميم يعتبر من أخطاء التفكير الأساسية ومن الخطأ ان نعمم على مجموعة كبيرة من المعلمين من بينهم افاضل ولهم التقدير والاحترام بأنهم سبب في تردي مستوى التعليم ولكن في اعتقادي الشخصي ان نسبة من يقدم الدروس الخصوصية الأكبر هم من المعلمين الوافدين فإذا كان المعلم الوافد يعمل حتى ساعات مبكرة من الفجر في تدريس الطلبة فمن الطبيعي عندما يكون في مقر عمله الاساسي بالصباح سيكون مرهقاً ويتردى أداؤه بسبب الاجهاد وتحميل نفسه فوق طاقتها الطبيعية وعندما يعتبر المعلم مهنة التعليم تجارة وليست رسالة هنا يتردى التعليم، والبعض القلة لا يبدع في الفصل بل يبدع في الدروس الخصوصية حتى يظل الطالب يحتاجه في كل موسم اختبارات وليحصل على فرص أكثر للدروس الخصوصية وهذه اعتقد سبب الهجوم على المعلم الوافد ولكن أكرر أغلبهم لهم بصماتهم في السلك التعليمي ولهم خالص التقدير لجهودهم.
• من وجهة نظرك ما أسباب تراجع مستوى مخرجات التعليم في البلاد؟
– أهم الاسباب ان المؤسسات التعليمية لا تقدم ما يحتاجه سوق العمل بصفة عامة ومازلنا نقدم محتوى علمياً فقط وتفتقر إلى المؤسسات التعليمية في التدريب على المهارات والتدريب على روح العمل وكيف يتفاعل الفرد مع الخبرات وصقل الأهداف الوظيفية حيث في بعض المراحل يتم تدريب على حفظ الطالب اجزاء من المقرر وتتلاشى في نهاية الاختبار عند باب لجنة الامتحان بعد ان تم تفريغ محتوى ما تم حفظه على ورقة الاختبار، بجانب ذلك نحن في عصر الميديا حيث طغت على جميع جوانب الحياة فيجب ان نراعي المتعلم حيث اصبح لديه كم من المعلومات أكثر ما كنا نتوقع فيجب أن تكون المخرجات مناسبة لسوق العمل الحكومي والخاص ايضا وزرع هذه الثقافة من المراحل الأولى في التعليم.
• لماذا عجزنا عن توفير احتياجات المدارس من الكوادر التعليمية رغم وجود كليتي التربية والتربية الاساسية؟
– عجزنا عن توفير احتياجات المدارس من المعلمين بسبب بعض القرارات التي تبدأ بايقاف التسجيل والقبول في تخصصات معينة أو أكثر من تخصص دون خطة طويلة الأمد ولا توجد استراتيجيات فقط الاستعانة بإحصائيات اعتقد انها لحظية دون رؤية وايضا لا توجد هناك خطط استراتيجية بالنسبة لأكثر من مؤسسة حكومية مثل التأمينات والديوان ووزارة التربية والكليات فيفاجأ بعد الايقاف بعجز بالاحتياجات ووضع بالحسبان المناطق السكنية الجديدة واحتمالية عدد السكان حيث تحتاج مسحاً ميدانياً قبل اللجوء للإيقاف وايضا ارتفاع نسب القبول حطم احلام بعض الطلبة ولم يوفق في احراز النسبة المناسبة للدخول لتخصصات التربية وهو يحمل في داخله حلم مهنة التعليم حيث ان التعليم ملكة وموهبة لا يمكن لأي شخص ان يكون معلماً بحق حيث تعتبر تلك المهنة شاقة.
• بم تفسرين النقص الحاد في عدد المعلمين الكويتيين في التخصصات العلمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء؟
– غرس رعب المواد العلمية في الطالب منذ الصغر حيث الاختبارات تكون شبه تعجيزية ما يسبب للطالب تخوفا من هذه المادة وبالمقابل افتقار المختبرات لهذه المواد وروح التشويق للمتعلم وأيضا أرجع ان للمعلم دوراً أساسياً في حب المادة فإذا وجدنا هناك نقصاً والابتعاد عن هذه المادة فلننظر إلى المعلم وليس الطالب وأيضا للمناهج التي ابعدت المتعلمين عن هذه المواد والتعسف الشديد في وضع الاختبارات لهذه المواد واعتقد أن حل هذه المشكلة هم وضع خطط مطولة وابتعاث الطلبة لدراسة هذه المواد بالخارج مع وضع حوافز وتحفيز اكثر واعادة النظر في المناهج وزرع حب هذه المواد في المتعلمين.
• ما تقييمك كخبير تربوي للمناهج الدراسية في المراحل المختلفة ؟
– أغلب المناهج جيدة في حال تطبيقها مع مراعاة جوانب مختلفة لإ نجاحها ،ولكن من الاخطاء التي تقع فيها وزارة التربية تعميم المناهج دون الالتفاف لأمور مهمهةلإنجاح المنهج من خلال تدريب وتأهيل المعلمين من قبل مدربين متمرسين في مجال التدريب وليس معلماً حيث ان هناك فرقاً بين معلم ومعلم ومدرب هذا ينقل محتوى وذاك يؤسس مهارة ،فالتدريب على مهارة يحتاج ورشاً تدريبية وهذا سبب من الاسباب وايضا بالمقابل تراعي الوقت مدة الحصة للطالب لا يصلح ان تعتمد منهجاً جديداً دون النظر لوقت الحصة وامكانات المعلم حيث لا ترهقه بمهام اخرى غير التعليم وايضا المكان المخصص لتدريس المادة يجب ان يكون مجهزاً بالكامل اذا باختصار مراعاة جوانب مختلفة إنجاح المناهج الدراسية مع المرونة بالتغيير مع متابعة نجاحه من الميدان.
• بالرغم من الحديث المتكرر لمسؤولي وزارة التربية عن مواجهة الدروس الخصوصية نجد الاعتماد عليها يزداد عاما بعد عام لماذا ؟
– اعتقد ان هناك ثقافة دخلت الى مجتمعنا وهي ان تطلب معلمة المادة من ولي الامر تدريس ابنه في المنزل مما يسبب قلق لولي الأمر لأنه ليس معلماً فيضطر ولي الامر ان يحضر مدرساً خصوصياً متخصصاً لعدم المامه او قدرته على تدريس ابنه وهذا مخجل جدا ان يطلب معلم المادة من ولي الامر ان يدرس ابنه في البيت دور ولي الامر فقط الاشراف على انجاز الواجبات المدرسية واكررها فقط التدريس داخل المؤسسات التعليمية وليس في المنازل واعتقد هذا سوف يغضب البعض ولكن لي مبرراتي تختلف طريقة التدريس من معلم لآخر وهم مختصون فكيف من معلم الى ولي الامر وهذا يسبب لبس لدى الطالب لذلك يلجأ ولى الامر بدوره للمدرس الخصوصي ويعتمد عليه ومن هنا اوجه رساله لأولياء الامور لا تقبل هذه الجملة من المعلم اخبره انك تتابع واجبات ابنك في المنزل وليس دورك ان تؤسسة فهذا دور المؤسسات التعليمية ولا تقبل بمدرس خصوصي من هنا يكون لولي الامور دور في الحد من الدروس الخصوصية ويضطر المعلم لأن يبدع في فصله.
• لماذا يفضّل آلاف الطلاب الدراسة في المدارس الخاصة عن الدراسة في المدارس الحكومية ؟
– في المدارس الخاصة هناك بيئة تعليمية ممتازة من فصول مجهزة بسبورات ذكية واجهزة عرض وتلفزيونات واهتمام في مدى استيعاب الطالب للمادة ومتابعتة فلا نجد معلماً في مدرسة خاصة يطلب تدريس الابناء في المنزل وعدد الطلاب في الفصل مناسب واهتمام بالمحتوى والتدريب والمهارات لا توجد تعاميم مبالغ فيها فالمعلم يعمل بمرونة دون اجهاده فمهامه مختلفة ويعتمدون على قياس الإنتاجية ومدى تفاعل الطالب, اما في اغلب المدارس الحكومية نجد المعلم مجهداً بين الأنشطة والفعاليات والبرامج الإذاعية والورش والمناوبات والمهام الإدارية والملف المالي والتدريبات للاحتفالات وتنسيق المسارح وغيرها من مهام مختلفة هذه المهام الكثيرة ادت إلى خلق بيئة طاردة للمعلم واجهاده ويجب أن نضع على راس الاهتمامات ان يكون دور المعلم التدريس فقط وتطوير ذاته ليبدع وايضا في المدارس في بداية كل سنة هناك نقص معلمات ومعلمين ومواد وكتب وتكييف فطبيعي ولي الامر يفضل المدارس الخاصة على الحكومية.
• ما المميزات التى يتمتع بها المعلم خريج كلية التربية عن غيره ممن يدرسون نفس التخصص في كليات أخرى ؟
– اعتقد ان هناك تشابهاً كبيراً بين الاثنين بالمواد الدراسية والميداني واعتقد ان التربية الأساسية اكثر فقط بالنسبة للتربية الحركية.
• ما تقييمك للإنتاج العلمي للأساتذة في السنوات الاخيرة ؟
– اعتقد ان لدينا معلمين كفاءات ومستمرين في تطوير ذاتهم ويحتاجون اكثر من قبل الوزارة ولهم مشاركات في مسابقات مثل جائزة حمدان واعتقد ان للمعلم الكويتي النصيب الاكبر حيث ان لدينا مدارس نموذجية.
• كيف تقيمين مخرجات الجامعة والتطبيقي وهل تتوافق واحتياجات سوق العمل؟
– نعم نوعا ما جيدة ولكن تحتاج لتمرين وتدريب ومهارات اكثر يجب ان نوقف سياسات التحفيظ ونبدأ في صقل شخصيات معلم قدوة وناجح له رسالة وهدف ورؤية فكورس واحد ميداني لا يكفي يجب ان يبدأ المتعلم من اول يوم بالجامعة في التدريب وزرع مهارات التدريس كمنهج وليس آخر السنوات الأربع.
• ما تقييمك لوضع التعليم في الكويت بشكل عام؟
– انا حزينة جدا على وضع التعليم في الكويت خاصة ان لدينا كفاءات ولكنهم مكبلين الايدي بسبب قرارات وتعاميم وخصوصا الرجال والبيئة المدرسية اصبحت طاردة للمعلم والمتعلم نحتاج لزرع ثقافة تعليم جديدة نحتاج لمعلم قدوة لدينا معلمون متميزون ولكن كثرة المهام ارهقتهم اتمني ان ننظر نظرة شموليه للتعليم لكي نواكب العالم ،لاسيما اننا نحتاج استراتيجية حديثة بنظره شبابية نحتاج أن من يضع هذه الاستراتيجيات اشخاص من اهل الميدان هم اقرب في التخطيط ورسم خطط تحتاجها مؤسساتنا التعلمية لنواكب الكثير من الدول التي سبقتنا.
الشاهد