مشعل صالح الخليوي يكتب: التعصب الرياضي
التعصب هو الميل المفرط لفئة ما على حساب المبادئ والقيم،كأن ينتمي الشخص إلى قبيلة أو مذهب أو فرقة رياضية يوالي من أجلها ويعادي في سبيلها،يحب فيها،ويبغض فيها،ويتمحور حولها في أفكاره وسلوكياته بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل.
ما يهمني هنا هو الحديث عن التعصب الرياضي الذي وصلنا إليه في مجتمعنا بسبب حبنا المفرط لفرقنا الذي أعمانا وجعلنا نخرج بأشياء ليست من الدين ولا الأخلاق كحرق الأعلام والشعارات، والسب والقذف بين الجماهير،والشجار والعراك، وتخريب وإفساد المتاجر والمكاتب والمصالح العامة وغيرها.
ومن النتائج المترتبة على ذلك الإنشغال عن الواجبات،والتفريط في الطاعات،والغفلة عن الذكر والقرآن، وانشغال الشباب عن القضايا الكبرى للأمة وعن ميادين العمل والإنتاج،فإن من أسباب التعصب الرياضي؛ قله الوعي الرياضي،وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف،وكذلك حب الذات(الانانية) التي لا تقبل النقد أو الإستماع لوجهات نظر الآخرين.
وللوقاية من هذا المرض يجب علينا تحكيم العقل عند الإقدام على أي تصرف ،ومعرفة المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف،وإن الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس وليست لزرع الأحقاد بينهم،فيجب علينا الإبتعاد عن التعصب بشكل عام والرياضي بشكل خاص.
ختاماً نحن لا نقول لا تتابع ولا تشجع ولا تحب ناديك بل افعل؛ ولكن لايصل هذا إلى حد الجنون والحب الأعمى،فالرياضة إذا خلت من التعصب فستكون ذات منفعة عظيمة للأمة والأوطان، فلابد أن ترتقي الرياضة بالنفوس وتسمو بها، وتسود الروح الرياضية بيننا والمحبة والإخاء، وهو ما يطمح إليه الجميع في هذا العالم المليء بالفتن والمشاكل … كفانا الله وإياكم شر التعصب بأنواعه.
بقلم/ مشعل صالح الخليوي