د. بنيان التركي: أساتذة بنوا سمعتهم على أبحاث غيرهم!
انتقد رئيس تحرير مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية د. بنيان التركي، قيام بعض أساتذة الجامعة على بناء سمعتهم الأكاديمية اعتمادا على بحوث علمية قام بها غيرهم. وقال التركي ان المجلة تحرص على ترسيخ دورها في مختلف القضايا في المجتمع، مضيفاً ان اهتمامنا ليس مقتصراً فقط على النخب الأكاديمية، وإنما على القارئ العادي.
وأشار الى ان «الشهادات الوهمية» أصبحت قضية رأي عام في المجتمع، داعيا الى التصدي لها معتبرا إياها جريمة في حق العلم.
وعن تشابه أبحاث الترقية، ذكر أن بعض الأساتذة يحملون ألقاباً لا يستحقونها وتدل على ممارساتهم، وهم معروفون بالاعتماد على إنتاج غيرهم دون ان تكون لديهم رؤيتهم الخاصة. وأكد ان تلك النماذج موجودة في كل مجتمع، ويساعد على انتشارها بعض المجلات العلمية الخارجية التي تنشر لهم بمقابل مادي، كما تلعب العلاقات الشخصية دوراً في النشر. التفاصيل في الحوار التالي:
● بماذا تتميز مجلة دراسات الخليج عن المجلات العلمية الأخرى؟
ــــ تعتبر المجلة العلمية الوحيدة من بين المجلات التي يجب ان يكون الباحث حاصلاً على شهادة الدكتوراه، أو مشاركاً لحاصل عليها، و تتميز بنشرها جميع التخصصات العلمية والأدبية التي تعنى بالخليج والجزيرة العربية.
● تتهم المجلة بأنها موجهة الى النخبة فقط، كيف تتصرفون حيال ذلك؟
ــــ بدأت المجلة والقائمون عليها أولى خطوات الانفتاح على الآخرين، فليس مقتصراً اهتمامنا على النخب الأكاديمية، إنما من سياستنا الجديدة الوصول للقارئ العادي لإشباع رغباته.
● انتشرت في الآونة الأخيرة دراسات لبعض الأساتذة متشابهة في المضمون، ما رأيك بذلك؟
ــــ بالفعل اتفق معك، لكنها ليست ظاهرة يعتد بها، وللأمانة هناك بعض منهم يحمل ألقاباً تدل على ممارساتهم، على سبيل المثال شخص معروف بلقب، واشتهر بالرجوع والاعتماد على إنتاج غيره دون أن تكون له رؤيته.
وهذه النماذج موجودة في كل مجتمع، ومما ساعد على انتشارها بعض المجلات العلمية الخارجية التي تنشر بمقابل مادي، كما تلعب العلاقات الشخصية دوراً في عملية النشر «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر».
وكما يوجد بعض النقاط السلبية، فهناك مجلات تابعة لمجلس النشر العلمي في جامعة الكويت على رأسها أساتذة لهم باع طويل في نشر مادة علمية تستحق القراءة.
شهادات وهمية
● غالبية الأساتذة يعملون بحوثا بهدف الترقية، وليس خدمة للمجتمع، لماذا انتشرت هذه الظاهرة؟
ــــ قد يكون السبب نظام الترقيات المتبع في الجامعة، حيث أن الباحث لا يترقى إلا بعدد معين من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة، ولكي يترقى إلى درجة أستاذ مساعد يتطلب منه عمل ٥ أبحاث ومن أستاذ مساعد إلى أستاذ يجب عمل 10 أبحاث، فلا عجب ان يعمل عضو هيئة التدريس للترقية وتضيع سنوات عمره وراء الترقية، والتساؤل الذي يطرح نفسه لماذا هذا الإنهاك لأستاذ الجامعة؟
● تابعتم ما يثار عن «الشهادات الوهمية» في المؤسسات التعليمية.. ما تعليقكم على الظاهرة؟
ــــ هذه القضية أصبحت قضية رأي عام، والكل يدلي بدلوه سواء كان مختصاً أو غير مختص في هذا الموضوع الحساس، وشخصيا أطالب بالتصدي للظاهرة فهي جريمة في حق العلم، وان يكون هناك حزم وإجراءات حاسمة للذين أساءوا للعملية التعليمية. ولكن نحن في الجامعة لا نعاني هذه المشكلة، لأن نظام الابتعاث والتعيين له نظمه وقوانينه التي تمنع تسرب أصحاب الشهادات الوهمية.
● ما الإجراءات المتبعة من قبلكم في حال بروز «سرقة علمية» في الجامعة؟
ــــ إذا كان الباحث من خارج الجامعة يتم سحب البحث من المجلة وإلغاوه من سجلاتها والتنويه على ذلك، وتحميل الباحث جميع النفقات والأجور التي تكبدتها المجلة جراء النشر، وإخطار الجهة التي يتبعها الباحث بواقعة السرقة العلمية، ونشر إعلان توضيحي بعدد لاحق من أعداد المجلة بما يفيد ذلك، وإذا كان الباحث من داخل الجامعة يتم اتخاذ نفس الإجراءات.
القبس