كتاب أكاديميا

د. بدر الفليج يكتب: ما هو الدور المنوط بالطالب لكي ينجح منهج الكفايات؟

يواجه العديد من المعلمين والقائمين على منهج الكفايات حاليا العديد من التحديات في إيجاد حلول للكثير من الأسئلة المطروحة والمشروعة عن منهج الكفايات بعد تطبيقه على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، وفي نقاش مع بعض الزملاء في تويتر تم طرح عدة أسئلة يلزم الإجابة عنها قبل الاستمرار في تطبيقه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما هو منهج الكفايات بالتحديد؟ من يدرب المعلمين على تطبيقه؟ كيف، متى، وأين؟ من يضع معايير النجاح؟ من يراقب تطبيقها؟ ماهي الأساليب التعليمية الحديثة الرائجة ومن يشرحها للمعلم؟ هل يعمم منهج الكفايات على كل المراحل أم يحصر بالمرحلة الثانوية؟ ما هو دور المعلم بالتحديد؟ من يحضّر ملف متابعة شخصي متعلق بأداء ومهارة وسلوك كل طالب؟ من يقدّم تقييم وصفي لفظي دقيق ومعتمد من وزارة التربية يوازي درجة معينة (أ = أعلى من 90 درجة، ب = ما بين 90 و80 درجة…الخ.)؟ من يضمن التقييم السليم؟ من يضمن عدم شكوى المعلم أمام الضغط المتزايد من المهام والواجبات؟ كيف تقنع ولي أمر الطالب بعدالة التقييم؟ ما الخطوة التالية في حال اجتاز الطالب كل الكفايات المطلوبة منه بمدة أقصر؟ الأكثر أهمية، هل توجد قواعد (Criteria) واضحة تبين الحقوق والواجبات لكل من المعلم، والطالب، وولي أمره؟

يبدو لي أنه ستظهر المزيد من الأسئلة مع مرور الوقت، لكن هنا يكمن سر نجاح أي مشروع جديد من خلال الاعتماد على المساهمات البناءة من قبل بعض المختصين والمعلمين أنفسهم لإيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق لبعض هذه التحديات من باب التعاون والشراكة المجتمعية. من هذا المنطلق، قدمت شخصيا بعض المحاولات لإيجاد حلول قد تكون قاصرة (فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي)، ابتدأت بمحاولة كتابة تعريف لمنهج الكفايات، ثم محاولة لتقديم حلول لمعالجة مشكلة التقييم، وهنا أحاول تحديد دور الطالب في هذ المنهج الوطني الجديد.

تحديد دور الطالب ليس بالأمر الصعب لكن المسألة المعقدة كيف تقنع المسؤولين عن المناهج والموجهين بإعطاء مزيد من الثقة للمعلم والسماح له باختيار المواضيع والأجزاء التي يفضلها الطلاب من كتاب المقرر أو إلغائها؟ أو اختيار طريقة توزيع الدرجات المناسبة، أو الطرق والأدوات والتكنولوجيا التي تلبي حاجاته ورغبات ومزاج طلابه. الأمر الأكثر تعقيدا، كيف تقنع المعلم بإعطاء بعض صلاحياته للطلاب للتخفيف من دوره بحيث يتحول هو الى موجه وداعم للطلاب بدلا من الوضع الحالي القائم. فعلى الرغم من تطبيق منهج الكفايات بشكل فعلي في بعض المراحل التعليمية في الكويت لا يزال العديد من المعلمين الأفاضل هم من يقومون بكل شيء (تحديد الأهداف، اختيار وتخطيط الأنشطة، تحديد الزمان والمكان، اختيار المجموعات، التقييم، التعديل…الخ.)!!! وهذا يتناقض ببساطة مع فكرة المنهج القائم على الكفايات والذي ينادي بالمرونة والحرية للوصول الى مخرجات (Outcomes) مرغوبة لعملية التعلم تضمن للطالب الوصول الى الحد الأدنى من القدرة على التحليل والتركيب والاختيار والتكيّف مع كل موقف جديد وهو ما أطلق عليه بعض المختصين اسم “الذكاء”.

ومن خلال رؤية ممحصّة لما يجب أن يكون عليه دور الطالب في المنهج القائم على الكفايات نجد أن المشاركات الفاعلة ذات التأثير طويل المدى هي أفضل ما يمكن السعي لتحقيقه لضمان الحصول على الطالب “الذكي”، والذي يمكن اكسابه المعارف والمهارات والاتجاهات والسلوكيات المرغوبة. الجدول التالي يقدم مقارنة بين الأدوار ذات التأثير قصير الأمد، والأدوار ذات التأثير طويل الأمد:

 

تمنياتي للجميع بالتوفيق، ووطننا الكويت العزة والأمن والرخاء…
 
د. بدر الفليج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock