جامعة الكويت

طلبة: «الشهادات الوهمية» تُفقدنا المثل الأعلى

أثارت قضية الشهادات الوهمية، وما تزال تثير، قلقاً في الأوساط الطلابية، إذ التفت الطلبة إلى خطورة القضية وتأثيرها المباشر عليهم، ناهيك عن أنها زعزعت شعورهم بالثقة تجاه بعض الأساتذة، لاسيما أن القضية تهدد مفاهيم أساسية لديهم، كالقدوة والمثل الأعلى والاجتهاد لنيل المكانة المرموقة.
استمزجت آراءهم عن امتلاك بعض الأساتذة شهادات وهمية، وفيما يلي التفاصيل:

قال طالب كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت، محمد الدخيل، إن ما يترتب على الشهادات الوهمية أمر خطير، فهي تنعكس سلباً على المجتمع، وتتسبب في تدهوره، ومن الممكن أن نتخيل طبيبا لا يعرف كيف يعالج المرضى، ومهندسا لا يعرف تصميم المنشآت، وأستاذا في الجامعة لا يعرف تدريس الطلبة، فكلهم يتسببون في كوارث، خاصة أستاذ الجامعة، الذي يدمر الجيل القادم بشهادته الوهمية. وأكد الدخيل أن كشف أمر بعض الأساتذة، والتثبت من أنهم حملة شهادات وهمية، يتسبب في شعوره بالإحباط والحزن، فمن المفترض أن يكون الأستاذ هو المثل الأعلى للطلبة، وهو من يحثهم على الاجتهاد، ومن ثم نلجأ إلى المصادر الخارجية لفهم المادة العلمية ونتجاهل ما يقوله الأستاذ.

من جانبه، انتقد طالب كلية العلوم الاجتماعية، خليل الناجم، قلة الرقابة على شهادات بعض الأساتذة المتقدمين لجامعة الكويت، مشيراً إلى أنه في حال تأكد من وجود شهادة وهمية لدى أحد الأساتذة، فسوف يسحب المقرر فوراً، ويعمل على تحذير الآخرين من الأستاذ على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يقعوا في أمور قد لا تحمد عقباها.

وأكد الناجم وجود مظاهر يمكن بها كشف الشهادة الوهمية من قبل الطلبة، حيث يرون الأستاذ غير قادر على إيصال المعلومات، لا سيما في التخصصات العلمية، كما يتضح من طريقة الشرح ضعف مستوى الأستاذ، وبعض الطلبة يقولون «لم نستفد شيئاً من الأستاذ، لكن المهم نجحنا»، مؤكداً أن الشهادات الوهمية تؤثر في مخرجات التعليم.

من جانبها، قالت طالبة كلية العلوم الاجتماعية، هديل الأنصاري، إن اكتشاف الطلبة أن أحد أساتذتهم من ذوي الشهادات الوهمية يصدمهم، ويترتب عليه فقدان ثقتهم به، وعدم الاعتماد على المعلومات التي يقولها. وأوضحت الأنصاري أن صاحب الشهادة الوهمية يجعل الطلبة غير منتبهين لما يقال أثناء المحاضرة، لعلمهم بضعف قدرته على الشرح، أو أنه يعطي معلومات خطأ، كما يستشعرون أن المحاضرة تتسبب في ضياع الوقت، وإن كانوا يحضرون فقط لعدم احتسابهم ضمن الغياب.

من جانبها، قالت طالبة كلية الآداب، خديجة راتب: «قمة الخذلان التي سأشعر بها حال اكتشافي أن أحد الأساتذة يحمل لقباً مزيفاً»، لأن الشهادات الوهمية تنعكس وبشكل كبير على الأداء الأكاديمي للأساتذة، فنجدهم يهملون موادهم، فتضيع فرصة الطالب في التحصيل العلمي والمعرفة، ومنهم من يغيبون كثيراً، وآخرون يظلمون الطلبة بإعطائهم درجاتٍ أعلى أو أقل مما يستحقونها، لأنهم غير مؤهلين وقادرين على العطاء، فيخرجون مخرجات مفتقرة لا تحمل خبرة ومعرفة كافية.

وأضافت أن حملة الشهادات الوهمية يدقون أبواباً جديدة للفساد، خاصة أن ذلك يشجع الكثيرين على التقليد وشراء ألقاب لا يستحقونها، ويضيعون على من جد للوصول فرصة التوظيف في الجامعة، مما يعني أن على المسؤولين في الجهات التعليمية ضرورة التصدي لهذه الظاهرة حتى لا تتغلغل كثيراً في المجتمع.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock