وزارة التربية

«التربية»: أكثر الطلبة المدخنين في منطقة الأحمدي التعليمية

  • خطر يهدد طلبة المدارس بين أعمار 13 و18 عاماً
  • الأستاذ: ملف اجتماعي لكل طالب مدخن وإحالته للمركز الصحي .
  • القلاف: عدم الرقابة من ولي الأمر والتفكك الأسري له.
  • المطيري: البعض يتورط فيها حتى لا يكون مثالاً للسخرية أمام زملائه .
  • الجناع: الوازع الديني مهم للحد من الظاهرة شلبي: التدخين في المدارس يبدأ من نهاية المرحلة الابتدائيةالحدث المدخن يصاب بفقدان الشهية وتتأثر معدلات نموّه.

 

تبذل وزارة التربية جهودا كبيرة للحد من ظاهرة التدخين في المدارس والتي انتشرت بين الطلبة والطالبات باعداد كبيرة غير ان التربية ذكرت في تقريرها السنوي الصادر من إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية ان اجمالي عدد حالات التدخين التي تم التعامل معها مهنيا من خلال الملف الاجتماعي بلغت ٤٣ حالة منها ٣٣ بنين و١٠ بنات، مشيرة إلى ان اكثر المناطق التعليمية عددا في حالات التدخين كانت منطقة الأحمدي التعليمية، حيث بلغ عددهم ١٩ حالة وتليها منطقة الفروانية التعليمية بعدد ١٠ حالات ثم منطقة حولي ٩ حالات ومبارك الكبير ٣ حالات ثم العاصمة والجهراء بعدد حالة واحدة لكل منهما.
وبالطبع هذه الاعداد المعلن عنها بشكل رسمي وتم التعامل مع الطلبة والعمل على معالجة الأمر غير ان هناك الكثير من الحالات التي لم يتم تسجيلها حسب ما اكده عدد من التربويين المتخصصين .

 حيث أكد في البداية مدير إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية فيصل الأستاذ أن اعداد الطلبة المدخنين التي رصدتها الإدارة تم التعامل معها وبشكل رسمي من خلال ملف اجتماعي يتم تحويله إلى المركز الصحي المختص للعلاج، اضافة إلى التوعية اليومية من خطورة التدخين واقامة العديد من الندوات والمحاضرات في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية بجميع المناطق التعليمية، مشيرا إلى ان اعمار المدخنين من الطلبة تتراوح ما بين 13 إلى 18 عاما وهي سنوات المراهقة التي تعتبر فترة تقليد الكبار، اضافة إلى تأثير وسائل الإعلام المختلفة التي تظهر المدخن في معظم إعلاناتها من خلال المشاهير الذين يعتبرون قدوة.
واضاف: أما فيما يخص المدرسة، فرغم وجود قانون لمنع التدخين غير اننا لم نقض على هذه الظاهرة خاصة بين المعلمين والإداريين لذلك نحتاج إلى حزم في قرار منع التدخين.
تفكك أسري
من جانبها، قالت مديرة ثانوية السالمية آمال القلاف أن المشكلة تكمن في عدم وجود رقابة من ولي الأمر وبشكل يومي، منوهة إلى ان العالم اصبح قرية صغيرة في ظل الانفتاح ووجود وسائل التواصل وتقليد المشاهير.
وأوضحت ان المشكلة الآن في السيجارة الإلكترونية التي من الممكن وضعها في أي مكان من الصعب العثور عليه، لافتة إلى ان الحل في الحد من هذه الظاهرة التواصل والمتابعة والعلاقة القوية بين الأسرة والمدرسة. وكشفت القلاف عن وجود معلمة حاضنة في المدرسة تقوم بمكانة الام ولاسيما ان لدينا في منطقة السالمية تفككا أسريا كبيرا جدا، موضحة ان هذه المعلمة تقوم بقدر المستطاع إلى الحد من المشاكل الأسرية التي تواجه طالباتنا في المدرسة.
الوازع الديني
من جانبها، اكدت موجهة الخدمة الاجتماعية موزة الجناع ان علاج مشكلة التدخين يتم عن طريق تنمية الوازع الديني في نفوس الطلاب ورعاية وإرشاد المدخنين فرديا عن طريق الإرشاد الفردي وجماعيا عن طريق الإرشاد الجماعي، اضافة إلى استخدام طرق الضبط الذاتي للمدخن سواء كان طالبا أو غيره، مشددة على أهمية إشعار المدخن وإحاطته بنتائج التدخين الضارة على الجسم، وإرشاد المدخنين بواسطة آخرين تركوا التدخين، ناهيك عن التوعية بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة عن خطورة التدخين وتكاليفها المادية على الفرد، والتعاون الجاد بين مؤسسات الدولة لإيجاد آليه لحلول هذه المشكلة.
عدد كبير من الطلبة
بدورها، ذكرت المدربة والباحثة النفسية تهاني المطيري ان ظاهرة التدخين تنتشر بين عدد كبير من الطلاب وذلك لأسباب عديدة، فبعضهم يعتقد انها تشعرهم بالسعادة والثقة بالنفس، والبعض الاخر يلجأ إلى التدخين لمعالجة هذا النقص. وقد ترتبط عندهم بالرجولة وربما يفضل بعضهم التجريب أو ببعض المفاهيم التي لا يدركونها جيدا مثل مفهوم الحرية، مشيرة إلى ان البعض يتورط فيها حتى لا يكون مثارا للسخرية بين زملائه، فظاهرة تدخين السجائر والشيشة بين طلاب المدارس شاعت وتفاقمت حتى بين الطالبات.
واضافت أن ذلك يدق ناقوس الخطر حول هذا الوضع ولاسيما أن تلك التصرفات تعد بداية لانحراف عدد كبير منهم.
واوضحت المطيري ان هناك عدة عوامل تجعل الشاب أو المراهق يبدأ التدخين الذي ينتهي بإدمان يصعب التخلي عنه، ومن هذه العوامل الرغبة في المغامرة، وتساهل الوالدين في هذا الموضوع، و‎تأثير الأصدقاء فيهم، وخاصة الطلبة التي تكون شخصيتهم انقيادية، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من المدخنين والمدمنين بدأوا بالتدخين في سن مبكرة بسبب رفقاء السوء.
واضافت: ‎هناك من يعتقد ان السجائر تساعد على الاسترخاء وتعطي الثقة بالنفس ويتأثر الشاب في هذه النقطة من أصدقاء السوء الذين يعطوه صورة بأن السجائر تعطي رجولة لمدخنها.
واشارت المطيري انه للحد من هذه الظاهرة اعتقد أن المسؤولية بالدرجة الاولى تقع على الأسرة، وخصوصا الوالدين، فعليهم دور مهم في تربية الأبناء وتوعيتهم بشأن كل ما يواجهونه من تطورات وتغييرات تطرأ على حياتهم، خاصة في عصر «السوشيال ميديا» وتقوية ارادة ابنائهم وتوعيتهم بكل الأخطار التي تحدق بهم سواء من المجتمع أو من خارجه، اضافة إلى الإدارة المدرسية التي عليها دور كبير في متابعة الطلبة وتوعيتهم.
سلوك مكتسب
من جهته، قال الباحث الإجتماعي محمد شلبي: ان التدخين هو سلوك مكتسب يمارسه العديد من الاشخاص البالغين وغير البالغين، مشيرا إلى ان التدخين لدى طلاب المدارس يبدأ من نهاية المرحلة الابتدائية وغالبا في بداية المرحلة المتوسطة وللتدخين جانب اجتماعي واخر صحي، اما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي لدى طلاب المدارس بمرحلتيها الابتدائية والمتوسطة فإن التدخين يكسب الطالب عادات اجتماعية غير مرغوب فيها، حيث ان الطالب المدخن عادة ما يبدأ التدخين اما باختلاس سيجارة من سجائر أبيه أو الآخرين ممن يسكنون معه وذلك يخلق لديه شعورا بالذنب يترسخ في اللاشعور لقيامه بالسرقة أيضا يضطر الطفل أو الحدث المدخن للكذب واختلاق الاعذار ليخلو إلى نفسه ليقوم بالتدخين بمنأى عن الاخرين، ويقوم ايضا باستعمال مزيلات الرائحة سواء لفمه أو ليده أو ملابسه وذلك يولد لديه شعورا مستمرا بالتوتر وعدم الاتزان، اضافه إلى العلاقات غير السوية مع رفاق السوء ممن ينتهجون نهجه ويدخنون مثله وعادة ما يمارسون التدخين في اماكن مغلقة كحمامات المدارس أو أماكن بعيدة ومتطرفة لكي لا يشاهدهم احد مما يتيح الفرصة لسلوك اجتماعي آخر غير سوي كالتحرش الجنسي وغيره.
وأوضح شلبي أن التدخين يعد في هذه المرحلة البداية لكل سلوك غير سوي وتجربة كل ماهو ممنوع كالمخدرات بأنواعها، فالسيجارة اقصر طريق إلى المخدرات ومن جهة أخرى هناك الجانب الصحي، حيث ان الطالب المدخن ولوجوده في مكان مغلق حين قيامه بالتدخين فان جلده ورئته يتأثران بشكل غير مباشر ومباشر بالتدخين ايضا، وثبت ان الحدث المدخن يصاب بفقدان للشهية وبالتالي لا يأكل بالشكل المناسب مثلما يأكل اقرانه من غير المدخنين وحيث ان تلك المرحلة العمرية هي مرحلة بناء الجسم واستكمال المناعة لدى الأحداث والبالغين فإن فقدان الحدث المدخن للشهية يؤثر ثاثيرا مباشرا وسلبيا على معدلات نموه، وبالتالي يكون هزيل البدن فاقدا للمناعة الطبيعية مما يجعله اكثر عرضة للامراض.
طرق العلاج
وأشار شلبي ومثلما أن للمشكلة أسبابا ذاتية وأخرى بيئية فان العلاج أيضا سيكون ذاتيا وعلاجا بيئيا.
العلاج الذاتي: تنشئة الطفل تنشئة صحيحة قائمة على اشعاره دائما بأنه رجل يعتمد عليه وأخذ رأيه في الكثير من الأمور لاشعاره باهميته ورجولته المبكرة وبالتالي يتم القضاء على سبب أن يقوم الطالب بالتدخين لرغبته في الاحساس برجولته لأن ذلك الإحساس موجود لديه أصلا ولن تكون السيجارة هي سبيله للإحساس به، مشددا على ضرورة، تأكيد ثقة الطالب في نفسه واعتداده بها مما يولد لديه شعورا بأنه شخص مرغوب فيه لدى الآخرين ولا يكون سهل الإنقياد للآخرين أو الإنصياع لأوامرهم.
أما الجانب البيئي فأكد شلبي على أهمية معرفة الأسرة لأصدقاء ابنها وإبعاده عن الفاسد منهم وتشجيعه على توطيد علاقته بالصالح منهم، مع ضرورة مراقبة الطالب وعدم تركه بمفرده ومعرفة ماذا يشاهد وماذا يقرأ لحمايته من أي شيء قد يضره دون أن يعلم.

المصدر:

الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock