دراسة قد “تخرب بيت” المديرين: أداء الموظفين أفضل وأعلى ذكاء بدونهم
يدعي باحث أميركي، يعمل مدرساً مساعداً بقسم دراسات التواصل في جامعة بنسلفانيا الأميركية، أنه خلص بعد دراسة إلى نتيجة قد تقلب الموازين في مجال اتخاذ القرارات المهمة بحقول مثل الطب ودراسات علوم المناخ، مفادها “أداء الموظفين أفضل وقراراتهم أعلى ذكاءً دون مدير عليهم”.وجاءت نتيجة الدراسة ضمن تقرير نشره موقع صحيفةDaily Mail البريطانية، والذي نقل عن الدكتور ديمون سنتولا، المشرف الرئيس على الدراسة، قوله إن “حكمة الجماعة” تتحقق عندما يكون للأفراد تأثير متساوٍ وليس لديهم زعيم رئيسي.إذ تُظهر “الشبكة المتساوية”، حسب وصف الدراسة، تأثيراً أقوى في التعليم الجماعي وتعد الأكثر إنتاجية؛ لأنه لا يوجد بها شخص ذو نفوذ مُسيطر يؤدي إلى ضلالها.وتعد تلك الشبكة أكثر مصداقية في صنع القرار؛ لأن الحشد بأكمله يتحرك بشكل طبيعي نحو الناس الأكثر دقة في المجموعة.وبنى الأستاذ المساعد استنتاجه في أثناء عمله على نظرية “التفكير الجماعي Groupthink”.إذ تشير نظرية “التفكير الجماعي” إلى أنه عندما يتعلق الأمر بحكمة الحشد، فغالباً ما تُفسد كثرة الطهي المرق (كثرة الآراء تفسد الأمر).ذلك لأن الضغوط الاجتماعية داخل ديناميكية المجموعة تعني أن يتجاهل الأعضاء الأفكار البديلة، ويميلون إلى اتخاذ إجراءات غير منطقية تُجرد الجماعات الأخرى من الإنسانية.“تقول النظرية الكلاسيكية إنه إذا تركت الناس يتحدثون معاً فسوف يضلون”، حسب سنتولا.“لكننا نجد أنه حتى لو لم يكن الناس دقيقين بشكل خاص، عندما يتحدث بعضهم مع بعض، فإنهم يساعدون على جعل بعضهم بعضاً أكثر ذكاء”.ويضيف أنه في الشبكات المتساوية، إذ يكون لكل فرد نفوذ متساوٍ، وجد بحثه تأثيراً قوياً للتعلم الاجتماعي، وقد أدى ذلك إلى تحسين جودة الجميع في أحكام المجموعة.ويقول أيضاً: “عندما يتبادل الناس الأفكار، يصبح الجميع أكثر ذكاء، ولكن من الممكن أن يصبحوا حمقى إذا كان هناك قادة فكريون في المجموعة”.الزعامة الفكرية تؤدي إلى الضلالويمكن للزعيم الفكري المؤثر أن يخطف العملية؛ ما يؤدي إلى ضلال المجموعة بأكملها، في حين أن القادة الفكريين قد يكونون على دراية ببعض المواضيع.وجد الدكتور سنتولا أنه عندما ابتعدت المحادثة عن خبراتهم، فإنهم كانوا لا يزالون على القدر نفسه من التأثير ونتيجة؛ لذلك “دمروا حكم الجماعة”.ويقول: “في المتوسط، يكون القادة الفكريون أكثر تفضيلاً لقيادة المجموعة إلى الهاوية عن تحسين الوضع”.وشملت الدراسة عبر الإنترنت أكثر من 1.300 مشارك، ممن وُضعوا في واحدة من 3 ظروف تجريبية.وقد وضع البعض في إحدى الشبكات “المتساوية”، إذ كان لكل شخص عدد متساوٍ من الاتصالات، وكان لكل شخص نفوذ متساوٍ.ووُضع آخرون في إحدى الشبكات “المركزية”، التي كان فيها زعيم واحد مرتبط بالجميع؛ ما يعطي هذا الشخص نفوذاً أكبر بكثير في المجموعة.في الدراسة، أُعطي جميع المشاركين سلسلة من التحديات التقديرية، مثل تخمين عدد السعرات الحرارية في طبق من الطعام.وأظهرت الشبكات المتساوية البداية الكلاسيكية لـ”حكمة الحشد”، لكنها شهدت بعد ذلك زيادة هائلة في الدقة.كانت الأجوبة النهائية في هذه المجموعات أكثر دقة بكثير من “حكمة الحشد” الأولية.يقول الدكتور سنتولا: “في الحالة التي يكون فيها لدى الجميع القدر نفسه من التأثير، يمكن للناس أن يساعدوا في تصحيح أخطائهم”.“ولكن بمجرد أن يكون لديك قادة فكريون، يصبح النفوذ الاجتماعي خطيراً حقاً”.وجد الدكتور سنتولا في الشبكات المركزية، أن حتى أكثر آراء القادة الفكريين دقة كانت خاطئة في بعض الأحيان.ويختم الدكتور سنتولا: “في حين أن القادة الفكريين يمكنهم أحياناً تحسين الأمور، إلا أنهم بالإحصاءات كانوا أكثر عرضة في جعل المجموعة أسوأ حالاً عن تحسين وضعها”.كيف يمكن أن تستفيد من الدراسة؟يعد مديرك في العمل عنصراً حاسماً في وظيفتك، فما دمت تعمل لديه، فأنت مستشار لعميل واحد فقط، وهذا العميل هو مديرك، الذي يجب أن تعرف الكثير عنه، فإذا كنت قد اقتنعت بنتيجة الدراسة المذكورة كل ما عليك هو أن تطلع مدير مديرك عليها!المصدر:هاف بوست