د. خالد المذكور : كلية الشريعة حائط صد ضد التطرف
- مناهجها الوسطية وفرص عملها تدفع الكثيرين من الطلبة إلى الالتحاق بها
- لا يوجد لدينا استراتيجية متكاملة للتعليم.. ومخرجات الثانوية ضعيفة
- داعش مفسدون في الارض ولكن أمرهم متروك لله سبحانه وتعالى
رفض خالد المذكور عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة الاتهامات التي توجه للكلية بأن مخرجاتها ضعيفة مؤكداً أنها تقف حائط صد أمام التطرف من خلال مناهجها الوسطية لافتاً إلى أنها مرغوبة من قبل الكثيرين من خريجي الثانوية العامة الذين يلتحقون بها سنوياً بأعداد كبيرة.وقال في حواره مع «الشاهد» إن المدخلات في جامعة الكويت ضعيفة بسبب عدم الاهتمام بالتعليم الأساسي مشيراً إلى أن بعض الطلبة لا يفقهون شيئاً في ظل عدم وجود استراتيجية متكاملة للتعليم وعدم تنفيذ الوزراء لخططهم التطويرية بسبب التعديلات الوزارية الكثيرة.ووصف عناصر داعش بالخارجين عن الملة والمفسدين في الأرض ولكن لا يجب تكفيرهم وإنما يترك أمرهم لله سبحانه وتعالى لافتاً إلى أن الأزهر الشريف اهتزت صورته كثيراً في العقود الأخيرة بعد أن أصبح شيخه يعين من قبل الحاكم وينفذ أوامره وتقلصت علاقته مع الكثير من الدول الإسلامية. التفاصيل في الحوار التالي:• نود منكم إلقاء الضوء على تأسيس كلية الشريعة ومن اين جاءت الفكرة؟– عندما انتهيت من دراستي في جامعة الازهر الشريف والحصول على الماجستير والدكتوراه عملت معيداً في جامعة الكويت وأصبحت عضو هيئة تدريس في كلية الحقوق والشريعة وكان في ذلك الوقت قسم الشريعة يستضيف أساتذة من جامعة الأزهر ثم كتبنا بعض التقارير بإنشاء كلية مستقلة للشريعة في الكويت وبدأت في التدرج بتنفيذ هذه الخطة وعندما تسلم الحكم سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد قمت بزيارة الى المدينة المنورة وكان هناك طلبة كويتيون يدرسون واجتمع بهم الأمير الراحل وناقش معهم إنشاء كلية للشريعة والدراسات الاسلامية حتى يكملوا دراستهم في الكويت ولما عاد أمر بإنشاء الكلية وعين لها مكتبا تنفيذيا وتم افتتاح الكلية في العام الدراسي 1982 فانتقلنا من كلية الحقوق إلى الشريعة .• هل حققت كلية الشريعة الأهداف التي انشئت من أجلها بعد مرور هذه السنوات؟– نعم.. والدليل على ذلك اقبال الاعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات عليها وكذلك اصبح لكلية الشريعة مجالات عمل كثيرة في قطاعات الدولة المختلفة مثل وزارة التربية والقضاء والاوقاف والحمدلله بعد مرور هذه السنوات أصبحت نسبة كبيرة من الخريجين هم أساتذة الشريعة والعمداء ورؤساء الاقسام والموسوعة الفكرية ويعملون خطباء وفي لجنة الفتوى.• لماذا يتهم خريجو كلية الشريعة بضعف مستواهم؟– في الحقيقة هذا الكلام نسمعه قبل إنشاء الكلية وعندما أمر الأمير الراحل الشيخ جابر بانشاء الكلية كنا سعداء جداً ولكن فيما يتعلق بتخلف خريجيها فهذا غير صحيح والدليل على ذلك أن هناك طلبة من خارج الكويت يدرسون في كلية الشريعة وهناك اساتذة من كلية الشريعة يدرسون طلاب كلية الحقوق فيما يتعلق بمدخل التشريع الاسلامي وأصول الفقه والأحوال الشخصية والميراث وغيره خاصة ان الساحة تحتاج إلى علماء وفقهاء وخطباء.• ولكن كيف ترد على هذه الاتهامات؟– الاتهامات لن تنقطع وكلية الشريعة لها منهج مرسوم وموافق عليه من قبل جامعة الكويت وأساتذة يزورون الكلية ليس فقط من جامعة الازهر وإنما من جامعات مختلفة عربية وإسلامية ولها دور كبير في اذعة القرآن الكريم والاشراف على البرامج الدينية في الاذاعة والتلفزيون ومن يعملون في الافتاء كلهم من خريجي كلية الشريعة وأقول لمن يروجون الاتهامات: لو لم توجد كلية الشريعة لأصبح التطرف أكثر لأن كلية الشريعة هي الكلية الوسطية بمناهجها وأساتذتها وهذا ما شهد به الكثيرون من العلماء والاساتذة في الجامعات الكبيرة على مستوى العالم خاصة انها تدرس المنهج الوسطي الاسلامي وان كانت جميع الكليات بما فيها كلية الشريعة تعاني من تضخم في أعداد الطلاب والطالبات وبالتالي يمكن أن تكون المدخلات إلى كلية الشريعة من قبل بعض الطلبة الذين لا يرغبون فيها لأنه ليس هناك اماكن على حسب الرغبات وخاصة في الكليات النظرية التي تعاني من تضخم كبير جدا وكذلك نجد بعض الطلاب يلتحق بكلية الشريعة ثم ينتقل الى كلية أخرى والعكس كذلك في الكليات الأخرى وهذا بسبب وجود جامعة حكومية واحدة وتضخم الطلبة.• ما تقييمك للتعليم في الكويت بشكل عام؟– المدخلات في جامعة الكويت ضعيفة جدا والمدارس الحكومية تعاني من 3 مشاكل هي اختيار المعلم وتضخم المدارس والمناهج التي تحتاج الى غربلة وكان هناك في السابق اهتمام بالتعليم افضل مما هو عليه الآن خاصة ان الاساتذة الكويتيين في جميع المراحل يحتاجون إلى دورات تدريبية كما أن بعض الطالبات خريجات الثانوية العامةنلاحظ أثناء خوضهن الامتحانات التحريرية والشفوية أنهن لا يفقهن شيئاً ولا اعرف كيف نجحن في الثانوية والتحقن بالجامعة فالمدارس الحكومية تحتاج الى اعادة هيكلة والمشكلة تكمن في أن كل وزير يأتي ويفتح ملف التربية والتعليم ثم يمضي في تعديل وزاري دون ان ينفذ خطته ونحن نحتاج الى مجلس للتعليم يضم المتخصصين في جميع المجالات لينقل التعليم الى مستوى يواكب العصر.• هل نملك استراتيجية واضحة للتعليم؟– ليس هناك استراتيجية متكاملة للتعليم وهذا ما نعاني منه رغم التطور الزمني وما يتعلق بالتكنولوجيا وتجارب الاخرين في كثير من البلدان الغربية والشرقية في مسألة التعليم والتي يجب ان تكون دافعاً لوجود خطط خمسية للاستفادة من كل هذا.• هل نحتاج الى كليات اخرى متخصصة في علوم القرآن والشريعة؟– لا يخو أي بلد عربي من كليات العلوم الشرعية مثل جامعة الأزهر الشريف التي تضم كليات شرعية أصيلة مثل أصول الدين والشريعة واللغة العربية والدراسات الإسلامية وطالب الشريعة يحتاج الى مواد سهلة الفهم ولذلك في كلية الشريعة وضعنا طريقة تطورية منذ إنشاء المكتب التنفيذي بأن يكون هناك اقتصاد إسلامي وتربية إسلامية وتعاون بين الكليات فيما يتعلق بالمنهج حتى يستطيع طالب الشريعة أن يكون ملماً بكل المواد التي تتعلق بالقضاء والمداخل القانونية لتساعده أثناء التوظيف في السلك القضائي أو المصارف الإسلامية حتى يعرف الاقتصاد الإسلامي والسعودية يوجد بها كلية للعلوم الشرعية للقرآن الكريم والحديث ولكن بالنسبة الى الكويت لا تستطيع التوسع في الوقت الحاضر لان كلية الشريعة تحتاج الى تطويرها ونحتاج الى جامعة اسلامية مستقلة تضم جميع الكليات الشرعية مثل الشريعة واصول الدين وعلوم القرآن والدراسات الاسلامية.• تشهد الساحة الدولية العديد من العمليات الإرهابية سواء في البلدان العربية أو الغرب لماذا تزايدت وتيرة التطرف من حولنا؟– هناك عدة عوامل وراء ذلك منها ما يتعلق بالاقتصاد والسياسة والجهلوعدم المعرفة واذا كان التطرف يتهم فيه الاسلام فإن هناك متطرفون في جميع الديانات ومتطرفون حتى في الالحاد في الشيوعية حتى التطرف في الفساد هذا موجود في جميع الافكار وجميع الاديان وانا اقول ان الانسان اذا كان يريد حمل السلاح وقتل الناس فهذا لا يجوز في جميع الديانات واذا كان يريد الجهاد فالجهاد له شروطه واركانه الموجودة في الشريعة الإسلامية وانما ياتي مخرب يدمر ويقطع الرؤوس فهذا ليس من الاسلام في شيء وهذا يرجع الى عوامل اقتصادية من فقر وبطالة وفراغ فالبعض يخرجون لغرض في انفسهم ويعطونهم الاموال فيستجيبوا لهم خاصة في ظل ما تعانيه بعض البلاد العربية من ظلم وطغيان مثل ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا ايام القذافي نجد ان اعداداً كبيرة في السجون وبعد ان يخرجوا من السجن نجدهم يريدون ان ينتقموا من الذي عذبهم كما ان الغرب يستغل مثل هذا الامر واصبح فعلا هم يريدون للشرق الاوسط التمزق حتى يستولوا على خيراته وهذا الذي نشاهده اليوم خاصة انهم دخلوا من خلال داعش والقاعدة وغيرهم ويمدونهم بالاموال والسلاح وقد يكون لهم غرض في هذا الامر لاسيما ان هذا الأمر بعيد عن الإسلام ومناهجه وتقاليده.• كيف نواجه الفكر المتطرف لاسيما في أوساط الشباب؟– نحن نريد ان نردهم الى الاسلام ردا جميلا من خلال الشعور بالامان والعدل والمساوة بينهم وان تكون فرص العمل موجودة لهم أما اذا وجد ظلم وطغيان وسجن فهذا يؤدي الى التطرف في بعض البلدان.• ما الحكم الشرعي فيما يخص تنظيم داعش في ظل ما نراه يوميا من افعالهم؟– كل فعل فيه قتل وخراب وفتنة هذا لا يجوز شرعا لان هذا ينشر الفوضى في البلاد. على سبيل المثال الذي نراه اليوم من تفجير المساجد والكنائس وقطع الرؤوس هذا ليس من الاسلام في شيء وهؤلاء خارجون عن ملة الاسلام وفاسقون بأفعالهم خاصة ان الذي يقتل والديه مثل ما حصل في السعودية فهذا لا يجوز شرعاً والحكم الشرعي الذي يطلق على داعش انهم خارجون بغاة مفسدون وفاسقون في الارض لانهم يرتكبون المحرمات وقتل النفس وقطع الطريق ولهم عقوبة في الاسلام ويترك امرهم لله سبحانه وتعالى.• عقب التفجيرات التي شاهدتها مصر مؤخرا وجه الكثيرون سهام النقد الى الازهر الشريف وحملوه مسؤولية عدم تطوير الخطاب الديني.. بوصفك احد خرجي الازهر كيف ترى دوره في الحياة الاسلامية؟– الازهر دوره كبير لانه القائد للامة الاسلامية وكان يسمى في السابق شيخ الاسلام وكان له مكانته من خلال الانفاق على الطلاب من جميع البلدان لكن الان في الحقيقة مع الاسف الشديد اصبح الازهر تابعا للدولة ويعين من قبل الحاكم ويحجم دوره وبالتالي لم يصبح له المكانة التي كان عليها في السابق لاسيما بعد ثورة 1952 بدأت مكانته تهتز والحملة على الازهر مقصود بها تشويه صورته لان تغير الخطاب الديني يقصد به تحجيم دور الازهر وتغيير مناهج كثيرة داخله ومع الاسف الشديد ينبغي على علماء الازهر ان يبينوا هذا الامر لان هناك حملة اعلامية على الازهر بشكل كبير جدا ليس فقط داخل مصر وانما خارجها وعلى مستويات من العلمانيين والفاسدين الذين لا يريدون اسم الشريعة.• إلى أي مدى اهتزت صورة الازهر في السنوات الأخيرة؟– صورة الأزهر اهتزت وكذلك مكانته ووضعه العلمي والمالي والإداري بالعالم الإسلامي لاسيما ان هناك كلاماً ان تعيين شيخ الأزهر سيكون لمدة ثلاث سنوات ويتم تغييره وهذا لا يليق بالأزهر الشريف خاصة أن شيخ الأزهر اذا عين لا يترك الأزهر إلا إذا استقال أو توفي.• برأيك تطوير الخطاب الديني مسؤولية من؟– لا أدري ما المقصود بتطوير الخطاب الديني لاسيما ان هناك مجامع فقهية تبحث مسائل اجتهادية ومعاصرة في مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة التعاون الاسلامي ودور الافتاء تأتي إليها اسئلة كثيرة وتستعين بمتخصصين سواء في التربية أو الاقتصاد الإسلامي أو الطب وغيره وفي الكويت المنظمة الاسلامية في العلوم الطبية التي تجمع بين الفقهاء والاطباء في القضايا الطبية المعاصرة وهناك تطوير الاقتصاد الاسلامي بفروعه الثلاثة في المصارف والشركات المالية والاستثمارية وسوق المال وهناك اشياء كثيرة تبحث وتستعين بها المجامع مثل مجمع البحوث الاسلامية في الازهر ومتخصصون في هذا المجال ولا تخلو دورة من الدورات إلا ويشارك بها باحثون يستفيد المجتمع الاسلامي منهم وهذا الذي نريده وان يكون خريج العلم الشرعي متفهم لما يحدث ولكن في الحقيقة هناك حملة شعواء بشكل كبير جدا وبعض ضعفاء النفوس قد يستجيبون لها.الشاهد