روّض لسانك | بقلم: د. دلال العنزي
روّض لسانك وانتقِ ألفاظك كما تنتقي أطايب الثمر. يقول الله في محكم كتابه مخاطباًً نبيه صلوات ربي وسلامه عليه:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
هذه الوصايا الربانية أسلوب تربوي ومنهج للعلم والتعلم.
١- اللين في التعامل.
٢- الإبتعاد عن الفظاظة وغلظة القلب.
٣- العفو وتجاوز الأخطاء.
٤- الإستغفار والدعاء بالصلاح.
٥- وشاورهم في الأمر (لا تتفرد في القرار وتجبرهم على تنفيذه، إرفع معنوياتهم بإشراكهم بالأمر وتحميلهم مسؤولية قراراتهم
لينفذوه بقوة وحزم).
٦- إن عزمت على التغيير فتوكل على الله ولا تترد.
أيها المربي:
أيها الفاضل :
أيها المعلم:
أيها الأب:
أيتها الأم:
أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ .. فَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لَهَا ضرام
فإن النار بالعيدان تذكى .. وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم .. يكون وقودها جئث وهام.
فإنتبه لألفاظك فالكلمات وقود والدراسات الحديثة أثبتت أن الكلمات الإيجابية “التحفيز ” هي العامل الأساسي لإقبال الطلبة على العلم والتعلم فأما أن تحرر الطاقة الإيجابية للعمل والإنجاز وإما أن تحرق الأجيال ..
أيها المعلم الفاضل:
عندما يسلم أحد الطلبة مشروعه البحثي بأخطائه وعلاته، فبدلا من تمزيق أوراقه ورميها في وجهه وقتل روح العمل مهما كانت أرواح العمل تحتضر .. من الأجدر والأجدى مناقشته بما في داخل بحثه وإخباره بأنه لا يليق به وهو طالب في المرحلة الجامعية تسليم بحث بهذا المستوى دون إهانة لشخصه ولا إحتقار لجهده المبذول على رداءته.
أيها المربي:
أيها الفاضل :
أيها المعلم:
أيها الأب:
أيتها الأم:
“أنت منبوذ” ” أنت فاشل” “أنت غبي” “أنت مهمل”
كلمات سلبية تقتل كل طاقة إيجابية لدى الأجيال للعمل والعطاء، وإذا كان المجادلة بالتي هي أحسن بأمر من الله فكيف بأساليب وألفاظ الدعوة والتربية فإتقوا الله في أجيالنا ولا تحققوا إنتصاراتكم الوهمية بكلمات بذيئة تندب القلوب وتقتل العزم وتبيد الإقدام .. فلسانك حصانك الذي يحتاج للترويض لأجلك ولأجيال الأمة ولا تنس أن الكلمة الطيبة صدقة ..
#اللهم إني صائم
د.دلال العنزي
كلية التربية الأساسية
