“حق الليلة”.. فرحة الأطفال في النصف من شعبان
يقوم الأطفال بجمع الحلوى والمكسرات من بيوتات الحي
يعتبر الإحتفال بـ “حق الليلة”، وهي ليلة النصف من شعبان، جزءاً من التراث الإماراتي الأصيل، الذي توارثته الأجيال، ويحرص الأطفال كل سنة على استحضاره بالطواف على بيوتات الحي “الفريج” حاملين أكياساً خاصة مصنوعة من القماش، ينشدون أغاني الأجداد “عطونا .. الله يعطيكم . . بيت مكة يوديكم”.
وبحسب صحيفة الإمارات اليوم فإن الأطفال يجوبون الشوارع مرتدين الملابس الشعبية، ويحملون أكياساً تخاط خصيصاً لهذه المناسبة تسمى “خرايط” ليجمعوا فيها الحلوى، والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت مبتهجين بهذه المناسبة التي توارثتها الأجيال، ويتباهون فيما بينهم أيهم جمع أكثر من الحلويات، والمكسرات، ويذكرون بشيء من المدح، والثناء صاحب المنزل الذي أعطاهم كمية أكبر ونوعيات مختلفة ويردوون بعض الأهازيج “قدام بيتهم وادي.. والخير كله ينادي”.
وتبدأ طقوس “حق الليلة” في الإمارات بعد صلاة العصر حيث يتجمع الأطفال بنات وصبيان بملابسهم الجميلة التقليدية، فالبنات بملابسهن المطرزة ما يعرف بالثوب “بوطيرة” أو “الميزع”، والصبيان بالكندورة والطاقية المطرزة أيضاً وكل منهم يحمل في رقبته كيسا من القماش خاطته له أمه يسمى “الخريطة” ويمشون جماعات، تتوقف كل جماعة عند بيت من البيوت، وتبدأ بترديد الأهازيج المليئة بالدعاء.
ملابس مزركشة احتفالا باليوم
ويقوم صاحب المنزل بإستقبال الأطفال بالعصائر ومايعرف بـ “الشربت” قديماً، وبعض الحلويات مثل “الميز” و”الزبيب” وأيضاً حلويات محلية صنعت في المنزل، يقدمها صاحب المنزل للأطفال لبعث الفرحة والبهجة فيهم في ذلك اليوم، ويقوم صاحب المنزل بتقديم نصيحة للأطفال كالصوم في رمضان وزيارة الأرحام.
وبالرغم من تطور المجتمعات لايزال هذا التقليد موجوداً في كل دول الخليج بإختلاف المسميات وتوقيت الاحتفال، ما يساهم في تربية النشء على قيم حب الخير والتكافل، ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية والحفاظ على عادات وتقاليد الآباء والأجداد.
وتختلف التسميات بين دول الخليج مثل “حق الليلة” في دولة الامارات، وتكون هذه الليلة في 15 من شعبان، لاستقبال شهر رمضان الكريم، على عكس دول الخليج الذي تحتفل بهذه المناسبة في 15 من رمضان، وفي قطر والبحرين يسمى بـ “القرنقعوه”، و”القرقيعان” في الكويت والمملكة العربية السعودية، أما سلطنة عمان يسمى بـ “القرنقشوه”.
وتقول إحدى الروايات أن تسمية الليلة بـ”قرقيعان” تعود إلى لفظ عامي مأخوذ من قرع الباب، وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع أبواب البيوت في هذه المناسبة فسميت المناسبة بالقرقيعان.
المصدر:
سكاي نيوز